2019-12-17 

عمران خان .. بين الإنتصار للسعودية أو الإنضمام لحلف "كوالالمبور" المعادي للمملكة

من لندن علي حسن

يجد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في موقف صعب لا يحسد عليه حيث أصبح مضطرا للانتصار للسعودية حليف اسلام اباد التاريخي أو الانضمام للحلف المعادي للمملكة.


موقع  news week الباكستاني أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكدت فيه أنه و رغم المرء يعتقد أن زيارة رئيس الوزراء عمران خان إلى المملكة العربية السعودية في 14 ديسمبر كانت زيارة روتينية قبل السفر إلى جنيف لحضور مؤتمر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 17 ديسمبر إلا أن هذه الزيارة تحمل في طياتها الكثير.

 


وقد كشف المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني و وزير الإعلام فردوس عاشق عوان في 16 ديسمبر أن هناك ملفا خارقا كان ينتظر خان في الرياض حيث عبر الملك سلمان عن غضبه من قرار خان حضور مؤتمر في كوالالمبور يومي 18 و 19 ديسمبر .

 

وتشعر الرياض، التي تستضيف 2.7 مليون من القوى العاملة الباكستانية ، بأن تركيا تحاول استقطاب العالم الإسلامي وجر باكستان إلى كتلة جديدة معادية للسعودية.

 

وفي سياق متصل تشير مصادر مقربة من خان بأن الرحلة إلى كولا لامبور قد يتم تأجيلها حيث أكد عوان أن خان سيجري مشاورات مع جميع أصحاب المصلحة قبل اتخاذ قرار في هذا الشأن ، مضيفا أن القرار النهائي سيكون "وفقًا للمصالح الوطنية". 

 

ويشير التقرير " بالنظر إلى مزاج عمران خان ، سيكون "واقعياً" على نحو غير عادي إذا ما ألغى بالفعل ظهوره المخطط له في مؤتمر رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد. هذه الواقعية ، إذا طبقت ، ستستند إلى حقيقة مفادها أن الرياض قدمت 6 مليارات دولار لمساعدة الحكومة الباكستانية لمساعدتها على الخروج من أزمتها الاقتصادية في عام 2018. "

 

 

ويتابع التقرير " تراجعت العلاقلت بيت تركيا والمملكة العربية السعودية تدريجياً بسبب المواقف المتباينة من الربيع العربي وما بعده ؛ وميل تركيا إلى "التعاون" مع إيران في العراق ولبنان واليمن. وبالنسبة لأنقرة ، فإن التحركات المعادية للسعودية - مثل دعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر ضد ا عبد الفتاح السيسي ، و تعاملها مع قضية خاشقجي كانت جزءًا لا يتجزأ من الخلاف التركي العربي التاريخي حول "الخلافة" للإمبراطورية العثمانية." 

 

كما تسبب التعاون التركي الإيراني في المنطقة في تأكيد موقف السعودية بأن أي انضمام باكستان إلى "أعدائها" الإسلاميين في قمة كوالالمبور سيكون خطأ أحمرا وقرارا له تبعاته على العلاقات بين البلدين.

 

هذا وقد رد أردوغان على تعزيز الرئيس الأمريكي ترامب للعقوبات المفروضة على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الهام لعام 2015 بالتأكيد على الفور بأن "أنقرة ستواصل شراء النفط والغاز الطبيعي من إيران على الرغم من العقوبات الأمريكية". و قد ساهم أردوغان بوضوح في صراع الاستقطاب في الشرق الأوسط ، وانحاز إلى جانب إيران ضد المملكة العربية السعودية. 

 


و يشير التقرير أن تركيا وماليزيا تحاولان تحدي الولايات المتحدة التي تدعم السعودية من خلال خلق بديلاً لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها في المملكة العربية السعودية. 

 

 

ورغم أن وزير الخارجية شاه محمود قريشي ادعى يوم 14 ديسمبر أن قمة كوالالمبور ستدعم منظمة المؤتمر الإسلامي التي تقودها السعودية ، بدلاً من استبدالها ، إلا أن بيان عوان وإلغاء خان المرتقب لمشاركته في القمة، يشيران إلى أن السعودية لا تشاركه هذا الرأي."

 


وتجد باكستان نفسها في موقف صعب بين إختيار حليفها الاسترتتيجي والتاريخي و أعدائها، خاصة وأنها ملزمة لعرب الخليج والولايات المتحدة (كلاهما موطن لباكستانيين يرسلون تحويلات مالية مهمة إلى اسلام أباد).

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه