تحاول روسيا لعب ورقة ادلب لبسط سيطرتها على ليبيا من خلال دعم الجنرال خليفة حفتر ضد أي تدخل عسكري تركي ينتظر فقط موافقة البرلمان التركي بداية العام المقبل.
موقع globale village space يشير إلى أن التوازنات الإقليمية ستكون مؤثرة في حسم معركة طرابلس و الحرب في ليبيا عموما.
و تشير آخر التطورات إلى أن حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا لها طلبت رسميا مساعدة تركيا العسكرية لايقاف هجوم الجنرال خليفة حفتر على العاصمة الليبية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد قد أكد بعد زيارة غير معلنة إلى تونس أنه جاهز لارسال قوات عسكرية إلى طرابلس لمواجهة هجوم حغتر إذا وافق البرلمان التركي على هذا المقترح .
ويشير التقرير أن تركيا وليبيا تحرصان على الحصول على دعم إقليمي في الوقت الذي تواجه فيه هجوم الجنرال خليفة حفتر الساعي للسيطرة على العاصمة طرابلس. و يحظى حفتر وهجومه بدعم روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ، وهو ثقل إقليمي هائل وفق التقرير.
وفي الوقت الذي ادعى فيه أردوغان علانية أن الآلاف من المرتزقة من روسيا والسودان يقاتلون إلى جانب حفتر، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في موسكو يوم الخميس أن "مواطني مختلف البلدان يتصرفون كمرتزقة في مختلف أنحاء العالم وأنه من المستحيل أن تتحكم دولة في حركة كل مواطنيها. "
ويؤكد التقرير " إذا قام أردوغان بارسال قوات إلى ليبيا بعد موافقة البرلمان في الفترة من 8 إلى 9 يناير ، فإن ذلك قد يحرض القوات التركية ضد الروس. لكن لا تركيا ولا روسيا تريد مواجهة من هذا القبيل يمكن أن تفسد علاقاتهما القوية."
لكن وفي الوقت نفسه ، تستغل موسكو الوضع في محافظة إدلب شمال غرب سوريا ، آخر معقل للجماعات المتطرفة ، حيث صعدت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا مؤخرًا هجومها ، مهددة بموجة جديدة من اللاجئين السوريين باتجاه الحدود التركية.
و ردا على هذا الهجوم قال أردوغان إن الفارين من القصف الروسي السوري في إدلب والذين يقدر عددهم بنحو 80،000 شخص يتوجهون نحو الحدود التركية، فيما كشف إبراهيم كالين ، مساعد أردوغان ، أن أنقرة قد طلبت من روسيا وقف إطلاق النار في إدلب لأنها لم تعد قادرة على استقبال المزيد من اللاجئين.
ورغم أن كالين أكد بان أنقرة تلقت ردا ايجابيا من موسكو حول طلب وقف اطلاق النار يشير التقرير بأن روسيا لن تتخلى عن ورقة " إدلب".. ومن الواضح أنه من غير المحتمل إلى حد كبير أن تسحب موسكو دعمها لحفتر، حيث يرى بوتين أن هناك فرصة سانحة لأن تصبح روسيا اللاعب الأكثر نفوذاً في ليبيا إذا سيطر حفتر على طرابلس."
ولذلك من المنتظر أن تضغط روسيا بكل ثقلها لحسم معركة طرابلس وضمان انتصار حفتر.
وباختصار ،" فإن "الرجل القوي" الذي يحكم ليبيا بيد حديدية هو ما يناسب روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وبصرف النظر عن احتياطيات ليبيا النفطية الهائلة ، يمكن للبلاد أن تقدم فرصة لموسكو لبناء قواعدا عسكرية لمواجهة نفوذ حلف الناتو في البحر الأبيض المتوسط ..وستكمل القواعد في سوريا وتساعد روسيا على تغيير الديناميات الجيوسياسية لشرق المتوسط. "
علاوة على ذلك ، فإن الوجود الروسي المتنامي في ليبيا سيجبر الاتحاد الأوروبي على التفاوض مع موسكو بشأن مسألة تدفق اللاجئين من شمال إفريقيا إلى أوروبا ، الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة صياغة قواعد اللعبة، خاصة فيما يتعلق بعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو.
ويؤكد التقرير أن روسيا هي القوة الوحيدة التي تقف في طريق الطموحات التركية لاستعادة أمجاد تاريخها العثماني القديم و لتخفيف العزلة الإقليمية أمام تنامي تحالف القوى الاقليمية التي تتصارع معها في شرق البحر المتوسط ومنها اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر ،دعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.