أكدت صحيفة Haartez أن تفشي وباء كورونا يمثل تهديدا جديا لقطر، بسبب تأثيره على مصير بطولة كأس العالم 2022.
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته عنها الرياض بوست أن مصير البطولة أصبح مصدر قلق كبير بالنسبة لقطر، التي استثمرت مليارات الدولارات في البنية التحتية والمباني ، ولا تزال تفعل ذلك.
ويشير التقرير أن انتشار فيروس كورونا أصبح يمثل تهديدا جديا لخطط الدوحة لاستضافة هذا الحدث العالمي .
وبينما فرضت قطر إجراءات احترازية لمجابهة تفشي الفيروس، فإن ظروف العمل في منشآت المونديال وحماية صحة العاملين فيها هو ما يهدد مصير البطولة.
ويشير التقرير " في الظاهر ، تبدو التوجيهات معقولة. على سبيل المثال ، يُطلب من أصحاب العمل تقليل عدد ساعات العمل في المناوبة ، وتوزيع الأقنعة والقفازات ، وتطهير أماكن العمل ، وقياس درجات حرارة لجميع العمال عند وصولهم إلى موقع العمل ، وإرسال العمال المشتبه في إصابتهم بالفيروس إلى مرافق العزل والعيادات المتنقلة التي أقيمت بالقرب من مواقع البناء. كما يجب على العمال الحفاظ على مسافة آمنة من بعضهم البعض ومراعاة قواعد النظافة، ولكن بين هذه التعليمات والواقع ، يبدو أن هناك فجوة كبيرة، حيث كشفت منظمات حقوقية عن اكتظاظ خطير في مساكن العمال ، ونقص المطهرات ، ونقص المعلومات الضرورية حول منع انتشار الفيروس."
ورغم أن " وزارة الصحة القطرية تعقد.ورش عمل وجلسات توضيحية في مواقع البناء الرئيسية ، لكن العمال يقولون إن أماكن العمل لا تتبع القواعد ، حيث يهدد أرباب العمل بخفض الأجور أو طرد للعمال الذين لا يستوفون حصص عملهم. وقد تم اجبار العديد من العمال على الحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر ، وقد تآمر مفتشو وزارة الصحة الذين يفترض أنهم يطبقون القواعد مع أصحاب العمل للتهرب منها."
ويتابع التقرير " في الماضي ، كانت قطر متهمة بالتجاهل الشديد لظروف العمل ، مما أدى إلى وفاة الآلاف من العمال. حتى أنه تم تهديدها بسحب حق في استضافة كأس العالم منها إذا لم تتخذ خطوات لحماية العمال . لقد أخذت قطر التهديد على محمل ، وفي وقت قصير غيرت لوائحها لتوظيف العمال الأجانب لتناسب المعايير الدولية."
و" لكن كما هو الحال مع أزمة كورونا ، فإن اللوائح شيء والواقع شيء آخر، حيث لا يزال العمال يُصابون ويُقتلون ، ويموت المئات بسبب ضربة الشمس وسوء الرعاية الطبية. وبينما كانت قطر حتى العام الماضي يمكن أن تجد على الفور بدائل للعمال الأجانب الذين أصيبوا أو قتلوا ، فرض كورونا الآن قيودًا جديدة صارمة يمكن أن تؤخر بناء المنشآت الرياضية."
ويضيف التقرير " تكاد الرحلات الجوية المنتظمة بين قطر وبلدان العمال تكاد تكون معدومة ، لذلك لا يستطيع العمال الأجانب الوصول إلى قطر ، ويخشى الذين يعيشون هناك بالفعل الذهاب إلى العمل خوفًا من الإصابة. وعلاوة على ذلك ، على الرغم من التصريحات الرسمية التي تقول أن العمل سيستمر بسرعة ، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم يتابع مشاريع البناء في قطر بقلق."
و يشير التقرير " كان من الممكن تهديد قطر بنقل الألعاب إلى دولة أخرى -(يمكن أن تكون السعودية) ولكن إذا لم تستوفِ قطر شروط استضافة المباريات الآن ، قبل عامين من الموعد المقرر لبدء المباريات ، فربما تكون كأس العالم قد وصلت إلى نقطة اللاعودة: إما أن تجري المباريات في قطر أو يتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى."
ورغم أن البطولة لا تزال على بعد عامين من موعدها لكن السؤال هو ما إذا كانت قطر ستكون قادرة على تجهيز جميع المرافق في الوقت المحدد وما إذا كانت الأرقام التي تبلغ عنها قطر بشأن انتشار الفيروس صحيحة ، بحيث يمكن اتخاذ القرارات وفقًا لجدول كأس العالم."