أعلنت إيران في الأسبوع الجاري أن تنسيقها لإجراءات التصدي لفيروس كورونا مع الإمارات العربية المتحدة ساهم في تحسين علاقات البلدين بشكل أكبر، في حين لا تزال المملكة العربية السعودية على موقفها السابق من إيران ومن المحاولات الإيرانية لبسط النفوذ على المستوى الإقليمي، واعتبر تقرير بموقع المونيتور، ترجمته الرياض بوست، اختلاف وتباين سياسات الرياض وأبو ظبي خلال أزمة كورونا مؤشرًا على تغيرات وشيكة في توزيع القوى الجيوسياسية في الشرق الأوسط في المستقبل القريب.
وخلال شهر مارس، شحنت الإمارات العربية المتحدة عدة دفعات من المعدات الطبية إلى إيران، التي تعاني من أسوأ تفشي لفيروس كورونا في المنطقة وسجلت أكثر من 3600 حالة وفاة، إلى جانب تدهور الأوضاع الإنسانية وسط العقوبات الأمريكية المستمرة. وتحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بن سلطان آل نهيان عبر الهاتف في 15 مارس لمناقشة سبل احتواء الوباء.
ويبدو أن جهود المساعدة والاتصالات التي حدثت خلال مارس لم يسبق لها مثيل، وسط انطباع سائد بأن الإمارات العربية المتحدة وإيران خصمان إقليميان قديمان، بما يتماشى مع موقف مجلس التعاون الخليجي التقليدي المتمثل في معارضة التوسع الإقليمي لإيران. وينظر إلى الإمارات على أنها في الغالب متوافقة مع مواقف المملكة العربية السعودية كما أن الشراكة السعودية الإماراتية هي في صميم أمن دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة بالنظر إلى الخلاف الدائر في اليمن.
ومع ذلك، تُظهر دولة الإمارات العربية المتحدة مسارًا مستقلاً عن فلك السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بينما تواصل التأكيد على علاقاتها الأمنية الوثيقة مع كليهما. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن "امتنانها الصادق" لدولة الإمارات العربية المتحدة على توفير طائرة مستأجرة تسمح لفريق منظمة الصحة العالمية والإمدادات الطبية بزيارة إيران، مما عزز صورة أبوظبي الإنسانية في الساحة العالمية. وتميّز هذه التطورات في نهاية المطاف دولة الإمارات العربية المتحدة عن السعودية باعتبارهما حليفين وثيقين.
وفي 18 مارس، عارضت الرياض "رسميًا" بيانًا من حركة عدم الانحياز يهدف إلى إدانة العقوبات الأمريكية على إيران، وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سيد عباس موسوي، الإجراء الذي قادته الرياض في مثل هذه الظروف الخطيرة.
وأضاف التقرير: "من الواضح أن أولوية الرياض القصوى هي مواجهة التوسع الإقليمي لإيران والمخاطر التي يمثلها برنامجها النووي، علاوة على دور طهران في التأجيج المستمر للتوترات الطائفية". وبينما تسعى السعودية إلى خفض التصعيد مع إيران، فإنها لا تزال تعارض النفوذ الإقليمي لإيران.