كشفت صحيفة الجارديان في تقرير ترجمته الرياض بوست أن العمال المهاجرين في قطر، أكدوا أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على التوسل للحصول على الغذاء بسبب تضررهم من اجراءات تفشي وباء كورونا.
و في أكثر من 20 مقابلة ، أكد العمال في الدولة المضيفة لكأس العالم 2020، شعورهم باليأس والإحباط والخوف.
وقال الكثير منهم لصحيفة الجارديان إنهم أصبحوا فجأة عاطلين عن العمل ، ولا توجد طريقة أخرى لكسب العيش. ويقول آخرون إنهم يائسون ، لكنهم غير قادرين ، على العودة إلى بلدهم. وقد أجبر الوضع بعضهم على التماس الغذاء من أصحاب العمل أو المؤسسات الخيرية.
وفي هذا السياق يؤكد عامل نظافة من بنغلاديش فقد وظيفته منذ شهر مارس "لم يعد لدي الكثير من الطعام. فقط بعض الأرز والعدس. سوف تكفيني بضعة أيام فقط. لا أدري ماذا يحدث عندما ينتهي هذا الطعام؟ "
ويشير التقرير " قطر ، موطن لأكثر من 2 مليون عامل مهاجر ، لديها الآن واحدة من أعلى معدلات الإصابة في العالم مع أكثر من 16000 حالة بين السكان الذين يبلغ عددهم 2.8 مليون فقط. وتم تسجيل حوالي 25 ٪ من الاصابات في الأيام العشرة الماضية، فيما يمثل العمال المهاجرون الغالبية العظمى من هؤلاء المصابين".
وقد تضاعفت مأساة العمال المهاجرين بعد توجيه حكومي في منتصف أبريل يسمح للشركات التي توقفت عن العمل بسبب قيود إحتواء الوباء بمنح العمال إجازة غير مدفوعة الأجر أو إنهاء عقودهم.
وقالت الحكومة إنه يجب الاستمرار في تقديم الطعام والسكن ، الذي عادة ما يتم ترتيبه من قبل أصحاب العمل ، ولكن شهادات العمال تشير في بعض الحالات إلى أن هذا لا يحدث.
و قالت خبيرة تجميل فلبينية وصلت إلى قطر قبل شهرين أنها لم تتقاضى سوى نصف أجرها وتم تسريحها الآن، مضيفة " يقول مديري في العمل أنه ليس لديه مال. ماذا عن عائلتي في الفلبين؟ إنهم بحاجة إلى المال كيف أحصل على الطعام؟ لا يوجد أحد يعطينا..حتى مديري في العمل لا يعطيني الطعام".
ويشير التقرير أن من بين الأكثر تضررا هم العمال الذين يعتمدون في كثير من الأحيان على عمل قصير الأجل أو عرضي ، دون صاحب عمل منتظم لتوفير الغذاء والسكن.
وفي سياق متصل أكد مصمم ديكور من بنغلاديش ، أنه بدون عمل منذ منتصف مارس، مشيرا "لقد أنفقت كل مدخراتي. أقترض المال من الأصدقاء والأقارب من أجل الطعام والإيجار. من الصعب جداً الاستمرار بدون عمل ... لست خائفاً من الوباء، المشكلة هي أنه لا يوجد أي عمل ".
كما أكدت مجموعة من عاملات المنازل من نيبال ، واللواتي يعملن في منازل خاصة خلال النهار و يعدن إلى منازلهن في الليل ، لصحيفة الغارديان أنهن فُقدن عملهن بعد أن رفضن الانتقال مع العائلات التي يخدمنها ، خشية الاصابة بالفيروس وخطر الاعتداء عليهن.
ورداً على ذلك ، قالت النساء إن الشركة التي توظفهن أجبرتهن على توقيع ورقة تفيد بأنها لم تعد مسؤولة عن رواتبهن. ومنذ أوائل مارس ، تلقت كل واحدة منهمن 100 ريال فقط (22 جنيهًا إسترلينيًا).
وقالت إحداهن "ليس لدينا أي أموال متبقية الآن. توسلنا إلى مشرفنا للحصول على الطعام وأعطانا البعض، لكن ماذا سيحدث عندما ينتهي؟ ".
ولا يزال جزء كبير من المنطقة الصناعية ، وهي منطقة شاسعة من معسكرات العمل والمصانع والمستودعات في ضواحي الدوحة ، في حالة إغلاق تام بعد تفشي الفيروس في مارس. وهذه المنطقة هي موطن لمئات الآلاف من الرجال ، الذين يسكنون في مساكن متهالكة ومكتظة.
ورغم أن الحكومة أعلنت عن خطة قروض بقيمة 656 مليون جنيه إسترليني للشركات لتمكينها من الاستمرار في دفع رواتب العمال في الحجر الصحي، لكن بعض العمال في المنطقة الصناعية أخبروا الجارديان أنه تم منحهم إجازة بدون أجر.
وأكد عامل هندي في هذا السياق "قالت الشركة أنها لن تدفع لنا في أبريل ، لكنهم سيعطوننا بعض المال لشراء الطعام ، لكننا لم نحصل عليه حتى الآن ... لقد أعطونا صينية بيض وبعض الزيت قبل بضعة أيام."
وأضاف العامل المحاصر منذ شهرين في المنطقة الصناعية "كان هذا كل شيء، نحن نواجه الكثير من المشاكل هنا.. وكأننا نعيش في سجن ".