الجارديان: مؤتمر المانحين الذي ستنظمه السعودية .. الأمل الأخير لتجنب الكارثة في اليمن

أكدت صحيفة الجارديان في تقرير ترجمته الرياض بوست أن كل آمال منظمات ووكالات الاغاثة الدولية معلقة الآن على نجاح مؤتمر المانحين لليمن الذي تنظمه السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة يوم 2 يونيو، في جمع تبرعات عاجلة للبلد المهدد بكارثة صحية بسبب تفشي فيروس كورونا.

وقال أحمد ، وهو عامل إغاثة في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون "الناس خائفون للغاية..لا يوجد مال ، ولا رعاية صحية ، والآن لا يمكنك حتى الاحتفال بوجبة الإفطار مع العائلة بسبب فيروس كورونا".

ويشير التقرير أن اليمن ، معرض بشكل كبير لتفشي وباء كورونا. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار من جانب واحد الذي أعلنته المملكة العربية السعودية الشهر الماضي ، كان هناك تصعيد في القتال من جانب الحوثيين، فيما تجددت الأعمال العدائية بين الحكومة اليمنية والقوات الانفصالية في جنوب البلاد.

ويؤكد التقرير " تحت أنقاض تعز ، كل الطرق المؤدية إلى الحياة الطبيعية مسدودة. العنف المتصاعد إلى جانب نقص التمويل الإنساني وخفضه ، يعني أن وباء كورونا من الممكن أن يصل في وقت أسوأ."

وتقدر أحدث تنبؤات منظمة الصحة العالمية أنه حتى لو تمت إدارة الاستجابة للوباء بشكل جيد ، فإن ما لا يقل عن 42000 يمني سوف يصابون بالفيروس، فيما يذهب أسوأ سيناريو إلى أن يشهد البلد إصابة 93٪ من السكان البالغ عددهم 30 مليونًا."

وبينما أبلغت المناطق الحكومية عن 65 حالة مؤكدة فقط حتى الآن ، أعلن الحوثيون في صنعاء تسجيل حالتين فقط ، فيما أكد عمال الإغاثة للجارديان أنه تم بالفعل تسجيل 70 حالة إصابة على الأقل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وفي مدينة عدن الجنوبية ، التي أعلنت منطقة  "موبوءة" ، تقول تقارير غير رسمية أن طبيباً واحداً على الأقل توفي وأن ثلاثة آخرين مرضى. وأغلقت بعض المستشفيات الخاصة أبوابها أمام المرضى ، خشية إصابة موظفيها.

ومنذ أبريل / نيسان ، جلب موسم الأمطار أيضًا فيضانات واسعة النطاق وزادت حالات الإصابة بالكوليرا لتصل إلى 110،000 حتى الآن. 

كما أثر الانهيار الأخير للقطاع المالي في لبنان ، حيث احتفظت البنوك اليمنية منذ فترة طويلة باحتياطيات الدولار ، بشدة على تدفق الواردات الحيوية.

وقال عامل إغاثة يمني طلب عدم الكشف عن هويته: "إن مثل هذا الوقت ليس الوقت المناسب للمجتمع الدولي لقطع برامج المساعدة والتمويل".

وأضاف "إذا كانوا يحاولون الضغط على الحوثيين ، فلن ينجح الأمر.. الناس العاديون هم الذين يعانون ".

وقام بعض المانحين ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، بقطع التمويل لبرامج الأمم المتحدة في اليمن في وقت سابق من هذا العام بعد المحاولات المتكررة من الحوثيين لتعزيز السيطرة على إدارة وتوزيع هذه المساعدات.

و أبلغت وكالات الإغاثة عن تأخيرات طويلة في التصاريح ، بالإضافة إلى مضايقة واحتجاز الموظفين.

وفي بلد يعتمد فيه 80٪ من السكان على المساعدات ، فإن التخفيضات قد تكون لها تأثيرات كارثية. وعلى سبيل المثال ، يقوم برنامج الغذاء العالمي بإطعام 9.6 مليون يمني في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ، قبل أن يخفض الرنامج تسليم الأغذية إلى النصف خلال شهرين ، الأمر الذي يمكن أن يدفع بسهولة 10 ملايين شخص إلى المجاعة.

ويؤكد التقرير أن نصف المنشآت الطبية اليمنية خارج الخدمة حاليًا. وفي المرافق القائمة ، اضطرت منظمة الصحة العالمية إلى زيادة رواتب العاملين في مجال الرعاية الصحية لسنوات ، ولكن تم قطع خط التمويل هذا الأسبوع الماضي في أعقاب نقص التمويل البالغ 122 مليون جنيه استرليني.

ويقول صندوق السكان التابع للأمم المتحدة أيضًا أنه تم تلبية 41 ٪ فقط من نداء التمويل لعام 2020. وإذا لم يتم العثور على الأموال بحلول الأسبوع المقبل ، فسيضطر 140 مركزًا للصحة الإنجابية إلى الإغلاق ، مما يعرض 48000 امرأة حامل لخطر الوفاة بسبب مضاعفات الولادة.

وتعمل منظمة الصحة العالمية بافتراض أن هناك الآن انتقال واسع النطاق للفيروس التاجي في اليمن ، وأمرت منظمة الصحة العالمية مؤقتًا بوقف نشاط موظفيها في اليمن يوم السبت. ومن المرجح أن تحذو حذوها المزيد من المنظمات غير الحكومية من أجل الحفاظ على سلامة موظفيها.