” سنسعى من خلال مؤسسة “مسك الخيرية ” إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع ، بما يضمن إستدامتها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري ” الأمير محمد بن سلمان . كنت أرقب بصمت التحولات السريعة التي حصلت في المملكة العربية السعودية بعد رحيل المك عبدالله رحمة الله عليه , والقرارات التي أصدرها الملك سلمان حفظه الله والتي لامست تغيير عدة وزراء وتعيين آخرين , وراقني كما راق لغيري إدخال قيادات شابة في الحكومة أمثال الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع فالحكومة عندما تكون يافعة وفتية تستطيع إحراز تقدم في جميع المجالات. وجراء التمدد العولمي والانفتاح في شتى الميادين كان لابد من التعامل معها بروح جديدة والاستعانة بالشباب من ذوي التطلعات والرؤى للتعامل مع المستجدات حولنا, وقد بحثت مثل غيري في سيرة الأمير محمد بن سلمان. وحاولت التعرف على شخصيته وتوجهه من خلال مؤسسة " مسك الخيرية ” التي يرأس مجلس إدارتها، والهادفة إلى دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي، من خلال تمكين الشباب السعودي وتطويرهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية. وقد تصفحت موقع المؤسسة التي يرأس مجلس إدارتها الأمير محمد بن سلمان وكان لي وقفة مع كلمة سموه حيث لاحظت تركيزه على العمل المؤسسي و مفهوم التنمية المستدامة. ومما لا شك فيه أن العمل المؤسسي هو ما نفتقر إليه فعلاً وهو ليس إختياراً بل ضرورة للبقاء والحفاظ على الوجود , وفي عالم الإدارة هو ما ينادي به القادة والإداريين لأنه عبارة عن حل للخلل التنظيمي الذي تعاني منه المنظمات , وأيضاً حلاً لكثير من المشاكل الإدارية ويسهل سير العمل , حيث يتم العمل بنسق منظم قائم على اسس ومبادئ وأركان وقيم تنظيمية محددة,فهو يضمن ثبات العمل واستمراره , ويحافظ على الاستقرار الاداري والمالي للمنظمة , ويضمن التزام العاملين بمنظومة من القيم والمبادئ , ولا يتأثر بتغير القيادات , فتعتمد المنظمة على قيمها وثقافتها ومنظومتها المترابطة. وهذا ما يعيب منظماتنا حيث أنها ترتبط بالرمز وليس عقيدة المنظمة , فتفقد خاصية النمو الذاتي , ولا تتقدم , لذلك العمل المؤسسي يحتاج إلى ذهنية منفتحة وناضجة , وقائد مؤهل يقودها نحو النجاح يتعامل بفكر المنظمة , ولا يعني تبدل القيادات أن المؤسسة ستتراجع ولكن يجب تبني اسلوب التنمية الادارية كخطوة أولى نحو جعل المؤسسة كمنظومة لها شخصيتها وفكرها وسماتها , وتبني الذهنية المؤسسية يحتاج إلى المعرفة بكافة جوانب العمل المؤسسي وكيف يدار. أما بالنسبة للتنمية المستدامه فقد اعتمد المجتمع الدولي في قمة الأرض بالبرازيل عام ١٩٩٢ مصطلح التنمية المستدامة بمعنى تلبية احتياجات الجيل الحالي دون إهدار حقوق الأجيال القادمة في الحياة في مستوى لا يقل عن المستوى الذي نعيش فيه. وقد حدد المجتمع الدولي مكونات التنمية المستدامة على أنها:نمو إقتصادى,تنمية اجتماعي وحماية البيئة ومصادر الثروة الطبيعية بها. وهذا يعنى أن تكون هناك نظرة شاملة عند إعداد إستراتيجيات التنمية المستدامة تراعى فيها بدقة هذه الأبعاد الثلاثة, وهذا يعني ضرورة الأخذ بمبدأ التضامن بين الأجيال عند رسم السياسات التنموية، وكمواطنة استبشرت خيراً بهذا التوجه الذي يتبناه سمو الأمير محمد بن سلمان , فنحن نحتاج إلى نظام متسق وخطة شاملة تضمن هذه الخطة توظيف الموارد الطبيعية ورأس المال البشري بطريقة اقتصادية لتحقيق نمو إقتصادى يهدف إلى الارتفاع بنوعية الحياة للمواطن الحالي ومواطن الزمن القادم , لأن تحقيق النجاح يحتاج إلى فريق. د. زينب الخضيري