عرضت صحيفة 20 minutes الفرنسية في تقرير ترجمته الرياض بوست أسباب ومستقبل الأزمة المتفاقمة بين تركيا وفرنسا.
وقدم ديدييه بليون ، نائب مدير معهد IRIS والمتخصص في الشأن التركي ولويس مارتينيز ، المتخصص في شؤون المغرب العربي والشرق الأوسط في CERI، قراءتهما لواقع العلاقات بين البلدين وأسباب الأزمة المتفاقمة بين باريس وأنقرة.
وقال لويس مارتينيز " زاد نفوذ تركيا كثيرا في ليبيا وهو وضع تأمل فرنسا في تغييره واستعادة نفوذها في هذا البلد ..بكل بساطة ، كانت فرنسا ، إلى جانب المملكة المتحدة والولايات المتحدة ، وراء سقوط نظام القذافي. لكن هذه الدول تخلت عن المنطقة، ولم تفكر في إعادة بناء البلاد، ثم استولت تركيا على ليبيا، حيث تأمل الآن في تقديم نموذج ايديولوجي وسياسي في شمال إفريقيا ، مع وجود الأحزاب الإسلامية في السلطة. ومن وجهة نظر فرنسا سيكون ذلك ، فشلاً سياسياً قاسياً. "
وفي سياق المواجهة المباشرة والتوتر المتصاعد بين باريس وأنقرة ، أعلنت تركيا يوم 23 يونيو، اعتقال أربعة جواسيس فرنسيين وهي خطوة يعتقد ديدييه بليون، أنها رسالة تحذيرية من أردوغان لماكرون مفادها " لن ندع ما تخططون له في ليبيا أن يحدث ".
ورد وزير الخارجية جان إيف لودريان يوم الأربعاء مطالبا الاتحاد الأوروبي بالنظر جديا في علاقته مع تركيا.
وحول مستقبل العلاقات بين البلدين أكد ديدييه بليون ، "أن العلاقة الدبلوماسية لم تنقطع ، ولم يتم استدعاء سفراء البلدين ولا ينبغي أن ننسى أيضًا أن تركيا وفرنسا تربطهما علاقات تجارية وثيقة ومصالح اقتصادية متبادلة."
وفي سياق متصل يشير التقرير " بالنسبة للمختصين والمحللين ، من المنتظر أن تكون الخطوة التالية هي اللجوء للتحكيم الدولي.
وبناء على طلب فرنسا ، فتحت منظمة حلف شمال الأطلسي لجنة تحقيق في حادثة البحر الأبيض المتوسط، حيث اتهمت فرنسا تركيا باستهداف إحدى سفنها عندما كانت في مهمة لمراقبة حظر تسليم الأسلحة لأطراف الصراع في ليبيا.
ويشير ديدييه " سيحث ذلك البلدين على التهدئة من الناحية الدبلوماسية، ولا أعتقد ذلك سينجح، لكن الوضع لن يتدهور أكثر على اي حال".
أما عن مستقبل الملف الليبي في ظل هذه التوترات يشير مارتينيز إلى أنه من المنتظر أن يتدخل ترامب لضمان وحدة حلف شمال الأطلسي أمام هذه الازمة وللسعي لتحقيق المصالح المشتركة، " لكن إذا غادر ترامب البيت الابيض ، فسيتعين على فرنسا أن تظهر لتركيا أنها ليست مستعدة للتخلي عن ليبيا. "