2020-12-11 

ضخامة #الحضارة وضآلة الفرد

د.إبراهيم البليهي

إن مجموع الأفكار والعلوم والخبرات والحكمة؛ التي تملكها البشرية عمومًا؛ هو رصيدٌ هائلٌ؛ في عظَمته، وضخامته، وتنوُّعه، واتساعه، وعمقه، وتناقضاته؛ حيث يستحيل على الفرد أن يلم به، فضلًا عن أن يتمثَّله تمثُّلًا صحيحا. ومن هنا جاءت ضرورة التخصصات ليضطلع كل فرد بتخصص واحد يخدم به مجتمعه ويكون مصدرًا لرزقه . وهذا يؤكد ضآلة نصيب الفرد قياسًا بعظمة مجموع المنجزات البشرية في مجالات الفكر، والعلم، والفن، وتجليات الفعل، وأنوع الأداء .

 

إن هذا يستوجب تأكيد هذه المحدودية الفردية؛ من أجل تعميم التواضع؛ لئلا يقيس عموم الناس أهميتهم بعظمة الحضارة ككل. بينما أن إسهام معظم المتعلين لا يتجاوز تطبيق معارف وأفكار  جاهزة. ولكن بالمقابل يجب استنفار  طاقات الجميع للخروج من سجون التخصص؛ فالكل يملكون قابليات عظيمة لكنها غير مستثمَرة؛ بسبب تَوَهُّم المعرفة. وغياب الاهتمام التلقائي. فلابد أن يدرك الحميع أن التقدم الذي أحرزته البشرية؛ يمثل تراكم التطبيقات الكثيفة والمتنوعة؛ لومضات إبداعية خارقة لأفرادٍ اندفعوا تلقائيا لاستثمار قابلياتهم باهتمام تلقائي قوي مستغرق فصاروا خارقين  استثنائيين؛ فالبشرية مدينة بحضارتها لأولئك القلة مثل سقراط ونيوتن وديكارت ووليم جيمس وأمثالهم ... 
      

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه