**
في الطريق إلى الصياهد الجنوبية لصحراء الدهناء، وبعد تجاوزك لمنطقة الجنادرية ستترك خلفك لوحة تشير إلى مدخل الطريق المؤدي إلى مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، لتنطلق عبر لسان اسفلتي تحيطه عيون نظام ساهر لتحميه من متجاوزي السرعة القانونية، وعلى يمينك ويسارك تشكل الرمال مساحات شاسعة لمنتجعات صحراوية تتدثر بالشتاء وممتدة بلا نهاية.
ستخترق "درب الإبل" عبر تلال ومنعطفات تنتهي إلى مفترق طرق الدهناء بين رماح والرمحية، وعلى ناصية الطريق يعلن المبنى الشاهق المضاء بألوان ليزرية وصول أسلوب الفندقة إلى جنوب صحراء "الدهناء"، جالباً معه مفاهيم الرفاهية التي تنافس مقار التخييم التقليدية كما يجذب السياح ورجال الأعمال.
ورغم الظروف الراهنة المرتبطة بالإجراءات الاحترازية لكورونا إلا انها لم تمنع إقامة المهرجان ليدفئ ليل الصحراء بحماسة منافساته المتنوعة، فكانت توجيهات سمو ولي العهد المشرف العام على نادي الإبل على توجيهه بإقامة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الخامسة في موعده المحدد، فانطلق مطلع ديسمبر حيث تكون درجات طقس "الصياهد" بين الباردة والمعتدلة.
وعلى طول مسيرك متنقلا بين مناطق المهرجان تتلمس تنوع مواقع الفعاليات بين المزاين وسباقات الهجن والطبع ومنافسات الهجيج، فما تحظى به المنطقة من نشاط اقتصادي وسياحي ومعرفي يثري آلاف الزوار، أدى إلى إطلاق المهرجان إشعاعه إلى العالم مستقطبا عدداً كبيرا من ملاك الإبل وهواتها في جميع أنحاء العالم.
وانعكاساً لاهتمام وتنظيم نادي الإبل ممثلا برئيس مجلس إدارته فهد بن فلاح بن حثلين، يستقطب المهرجان قوافل السياح من مختلف الجنسيات العاملة في مدن المملكة، فيما تغزل "المنظمة الدولية للإبل" حكايا ومبادرات تكللت مؤخرا بالاتجاه إلى تنظيم "البطولة الدولية الأولى لبولو الإبل في شهر فبراير المقبل بمدينة العلا".
وحين يردد صوت خرائط "قوقل" لقد وصلت إلى وجهتك، سترى أنك في مهد عالم يشرع للتراث أبواب المستقبل، من خلال اهتمام نوعي بـ"عطايا الله" كما يحب عشاق الإبل مناداتها، فهناك كل الجهات المشاركة في التنظيم تصغي للزائر، فقط "ارتد كمامتك" وعش تجربة عالم آخر.