أكد جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الشرق الأوسط أن المملكة العربية السعودية حليف لا غنى عنه الولايات المتحدة.
ورد جرينبلات على مقال رأي لآرون ديفيد ميلر وريتشارد سوكولسكي، نشرته صحيفة واشنطن بوست في 4 مارس 2021، زعم فيه الكاتبين ان السعودية تعقد أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأكد مبعوث ترامب للشرق الأوسط في مقال نشرته مجلة نيوزويك وترجمته الرياض بوست أنه شعر بالإحباط لما قرأه ، لأن أحد أكبر التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم هو طموح إيران النووي. وعلى تلك الجبهة ، عملت المملكة بجد مع إدارة ترامب لمساعدة واشنطن في حماية مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة ومصالح حلفائها وفق تعبيره.
وأوضح جرينبلات أنه من المثير للدهشة أنه يبدو أن إدارة بايدن تتخذ نهجًا مختلفًا ومضللاً ومؤسفًا مع النظام الإيراني ، مما قد يدفع المملكة العربية السعودية والدول الأكثر عرضة للخطر إلى البحث عن تحالفات في مكان آخر.
وأضاف مبعوث ترامب للشرق الأوسط لمدة ثلاث سنوات ان الأصوات الناقدة للتهديد الإيراني هي تلك الموجودة في الشرق الأوسط نفسه، فيما تولي الولايات المتحدة مصلحة بعض الدول الأوروبية أهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بإيران، مؤكدا أن هذه الدول الأوروبية ليست في مرمى الخطر الإيراني بنفس الطريقة التي يتعرض له حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط. ومن المفارقات وفق جرينبلات ان بعض هذه الدول الأوروبية تعمل من منطلق المصلحة الذاتية الاقتصادية الصريحة ، بغض النظر عن المخاوف الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها. وهنا أوضح جرينبلات" هذا حقهم ، لكن دعونا على الأقل نعترف بذلك بصراحة."
وأكد الدبلوماسي الامريكي السابق " يجادل ميلر وسوكولسكي بأن المملكة ليست حليفًا ، بل مجرد شريك. مصطلح "حليف" يعني شخصًا أو جماعة أو أمة مرتبطة بأخرى من أجل قضية مشتركة. المرادفات تشمل "صديق" و "شريك". و استنادًا إلى ما يقرب من ثلاث سنوات قضيتها في البيت الأبيض في العمل في الأمور المتعلقة بالشرق الأوسط ، أعتقد أن المملكة وقيادتها - وخاصة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - كانوا اوفياء لهذه الكلمات خاصة فيما يتعلق بمصالحنا الإقليمية ."
وتابع جرينبلات قائلا " إن إشارة المؤلفين إلى تعليق وزير الخارجية أنطوني بلينكين بأن "العلاقة مع المملكة العربية السعودية أكبر من أي فرد، يتجاهل أسئلة اليوم المهمة المتعلقة بالعلاقة الأمريكية السعودية. " وأوضح جرينبلات" بناءً على تجربتي الواسعة مع الامير محمد بن سلمان وأولئك الذين يعملون معه عن كثب ، فإن ولي العهد السعودي سيفيد بشكل كبير شعوب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وحلفائنا الآخرين في المنطقة."
وفيما يلخص السيدان ميلر وسوكولسكي العلاقة الأمريكية السعودية بالعلاقة بين موردي النفط المتنافسين والشركاء في مكافحة الإرهاب ويشيران إلى أنه نظرًا لأن واشنطن لا تحصل على الكثير من المملكة ، فلا قيمة لوصفها بالحليف، الا ان جرينبلات يشير إلى هذا النهج لا يحترم الشعب السعودي، ذلك ان" العلاقة بين واشنطن والرياض أكثر اتساعًا وعمقًا ونطاقًا."
وفي سياق متصل أكد جرينبلات أن المملكة العربية السعودية اليوم أكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، ففي ظل المعركة التي تخوضها المنطقة بين الخير ضد الشر والارهاب والفوضى مقابل الاستقرار، تبحث المملكة ودول أخرى في المنطقة عن طرق لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لشبابها.
ويشير المبعوث الامريكي السابق للشرق الأوسط" كانت رحلتي الأولى إلى المملكة في عام 2017 ، بصفتي يهوديًا ملتزمًا في أرض كانت غريبة بالنسبة لي. أشعر اليوم أنني في وطني وأرى منطقة مختلفة جدًا من نواحٍ عديدة وإيجابية. أرى الناس متحمسين بشأن مستقبلهم. إن السعوديين الذين التقيت بهم يدركون ما يحاول ولي العهد تحقيقه ويدعمون جهوده وحلمه ورؤيته."
وأضاف جرينبلات "أنا فخور وداعم صريح لإسرائيل. ومع ذلك ، أنا قادر على الاستمرار في الاحتفاظ بعلاقات عميقة وذات مغزى مع شعب المملكة العربية السعودية وآخرين في المنطقة لأننا جميعًا نفهم أنه في حين أننا قد نختلف حول بعض القضايا الرئيسية - أحيانًا بعمق - لدينا الكثير من القواسم المشتركة ، ونريد بناء مستقبل أفضل للجميع."
وتابع " أعتقد اعتقادًا راسخًا أن نية الملك سلمان وولي العهد هي بناء مستقبل أكثر إشراقًا للمملكة العربية السعودية والمنطقة ككل. يجب أن يكون هدفنا هو العمل بشكل وثيق وتعاوني مع أصدقائنا وحلفائنا ، ومواصلة تحسين الوضع هناك خطوة بخطوة ، يومًا بعد يوم ، قضية تلو الأخرى ، لتمهيد طريق أكثر إشراقًا للجيل القادم، ونحن مدينون لهم بذلك."