يفتخر الحكام والقادة دائماً بأن يكونوا ضمن الشخصيات السياسية المختارة من مجلة "التايم".. لما تناله هذه المجلة من احترام وعراقة، حيث بدأت المجلة الإصدار منذ اثنين وتسعين عاماً.. ويبلغ قراؤها - حسب بعض التقديرات - عشرين مليون قارئ على ضبط معاييرها المهنية كأي مجلة عريقة مثل "دير شبيغل" الألمانية، أو مجلة "الإيكونومست" البريطانية، فلذلك كان اختيار الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - كأحد أهم الشخصيات دليل على تقدير المراقبين الغربيين لفكره وجهوده التنموية.. وهو كما نعرف تاريخياً يسابق الزمن بإنجازاته.. نادر جداً أن تلتقي الثقافة مع القيادة والحنكة السياسية.. كان الزعيم البريطاني ونستون تشرشل يقول: "أفضل من يجيد السياسة هو الأعمق من قراء التاريخ".. نعم الملك سلمان هو ذلك القارئ الدقيق للتاريخ والإلمام العميق بحكمة والده الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله -، تلك الشخصية العبقرية والاستثنائية بين حكام العرب في القرن العشرين.. ويبين بوضوح تأثر الملك سلمان بوالده الملك الراحل من عدة زوايا التي أبرزها القوة مع الخصم والسرعة في التنفيذ والانضباط في العمل.. وقد جاء الملك سلمان بفكر جديد، سواء في سياسته الداخلية أو الخارجية، حيث شكّل حكومة كفاءات من وزراء أغلبهم ذوو تاريخ إداري ناجح، ثم وضعهم تحت مجهر المتابعة الإدارية.. وفي السياسة الخارجية راهن على التكامل العربي.. الذي كنا نعتقد بأنه شعار لا أكثر، واتضح أنه حقيقة، بالإضافة لطرح المملكة كرقم صعب في معادلة المنطقة.. هذه الخطوات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين كانت محل مراقبة الإعلام العالمي.. والمملكة لها ثقل بترولي وإسلامي، ولكن الملك سلمان جعل لها ثقلاً جيوسياسياً أكبر.. مما جعل كبرى مجلات الغرب تصنّفه أحد أعظم الشخصيات عالمياً.. *نقلاً عن "الرياض" السعودية