أكد موقع Observer Research Fondation في تقرير ترجمته الرياض بوست نجاح الإمارات في دفع الهند وباكستان إلى وقف إطلاق النار له دوافع أمنية وإستراتيجية.
وفي فبراير 2021 ، أعلنت الهند وباكستان وقف إطلاق النار على طول خط السيطرة المتنازع عليه في جامو وكشمير ، أكثر الحدود عسكرة في العالم. في حين أن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان ليس بالأمر الجديد حيث كثيرا ما شهدت العلاقة بين الجارين توترات عسكرية تعقبها فترة من الهدوء ، فإن التقارير التي تتحدث عن نجاح وساطة طرف ثالث في وقت إطلاق النار بين القوتين النوويتين كان مفاجئا .
ومن منظور هندي يعد هذا الأمر تغييرا كبيرا في سياستها التقليدية المتمثلة في إبقاء قضية كشمير شأناً ثنائياً بين الهند وباكستان. و الطرف الثالث هذه المرة لم يكن أيًا من القوى الغربية مثل الولايات المتحدة ولا روسيا ، حيث أشارت التقارير إلى أن الإمارات العربية المتحدة كانت الوسيط الذي نجح في دفع الطرفين لوقف إطلاق النار في محاولة لإعادة بناء الجسور بين نيودلهي وإسلام أباد.
وتم تأكيد ذلك في أبريل ، عندما قال سفير الإمارات إلى الولايات المتحدة يوسف العتيبة ، في نقاش في جامعة ستانفورد ، إن الامارات توسطت بين الهند وباكستان للوصول إلى "علاقة صحية وعملية" ، وتحديداً منذ هجوم بولواما الإرهابي عام 2019 في الهند الذي اتهمت نيودلهي اسلام آباد بالوقوف وراءه ، وأعقبه شن الهند غارات جوية داخل باكستان.
ويشير التقرير أن هذا التطور يأتي في سياق سعي إماراتي لتقديم أبوظبي كلاعب إقليمي ودولي مؤثر له سيطرة قوية على الجغرافيا السياسية الإقليمية في الشرق الأوسط ولكن أيضًا له نفوذ خارج هذه الرقعة الجغرافية ، وهو ما يظهر في ليبيا ، والآن في جنوب آسيا. وطور الأمير محمد بن زايد ، ولي عهد أبو ظبي خلال عهد ترامب قوة ونفوذ الامارات حيث قدم الرئيس الامريكي السابق دعمًا شبه كامل لابوظبي.
وقد سلط المحلل هوما يوسف الضوء على استراتيجية الإمارات العربية المتحدة في جنوب آسيا، مشيرا إلى أن دول الإمارات العربية المتحدة الاستثمار الدبلوماسي في علاقتها مع نيودلهي وإسلام أباد. وأضاف يوسف أن تصميم ابوظبي على التوسط بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا ، هو محاولة لتقديم الامارات كلاعب عالمي ، وقوة عربية تعمل من أجل الخير والسلام، وكذلك لدعم المصالح الخاصة والاستراتيجية لهذا البلد الخليجي .
ويأتي ذلك بعد أن تلقت أبوظبي بكل قلق التطورات في أفغانستان ، حيث أعلن الرئيس جو بايدن انسحابًا عسكريًا أمريكيًا كاملاً من الحرب التي استمرت 20 عامًا بحلول 11 سبتمبر 2021، بالإضافة إلى تصدع مفاوضات السلام الأفغانية .
ويتابع المحلل التأكيد على إن ضبابية الموقف حول مستقبل أفغانستان و توتر الوضع في كشمير يجعل الوضع الأمني غير مستقر في جنوب آسيا. وتشعر الامارات بالقلق بشأن النتيجة النهائية لعملية السلام في أفغانستان ما بعد انسحاب الولايات المتحدة. وتخشى أبوظبي من احتمال وقوع البلاد في حرب أهلية مما يؤدي إلى ظهور تحديات جديدة في علاقة بالإرهاب و التطرف .
كما أن السلام في جنوب آسيا سيمنح ابوظبي وصولا آمنا لاقتصاد هندي مزدهر وقوي وهو أمر وهو بالغ الأهمية بالنسبة للامارات على الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجي.