هل تعرف العصر الذي نعيشه اليوم؟ هل يخطر ببالك صفة أو لقبٌ ملائم يمكن أن نطلقه عليه؟ هل أنت واعٍ حقاً بالوقت الذي يتسرب هارباً من بين أصابعك سواء برضاك أو رغماً عنك؟ إن كنت في منتصف الثلاثينات أو الأربعينات فستفهم حتماً ما أقصده! لكني لا أستفز فيك أي شعور سلبي أبدا.. ثق بي!
بعيداً عن كورونا، ذلك الضيف الثقيل الذي دخل حياتنا عنوة دون أن يطرق أبوابنا، نعيش اليوم عصراً يرتدي ثوب السرعة.. وخُفَّ الوثْب.. ولا يعترف بالسكون! إنه العصر الذي لا ترى عيناك فيه القطار.. بل تشعران بمروره.. وربما تلمحانه!
تخيل معي للحظة أن اليوم، هو ذلك الذي قيل لنا – منذ الصغر - بأنه سيأتي ويجب علينا الإستعداد له بالعمل والبذل كي نحصد فيه الثمار، ترى كيف سيبدو يومك؟ هل ستجلس منتشياً وتبدأ الحصاد بسرور، أم ستقف تتلفت مرتاعاً وأنت ترى من حولك يستمتعون بجني الثمر، في حين أنك تشعر بالحسرة لأنك لم تجني شيئاً بسبب تقاعسك في السنوات الماضية أو لأنك لم تؤمن بأهمية الإجتهاد من الأساس؟
باختصار.. صحيحٌ بأن لكل منا توقيته الخاص في الحياة بكل تفاصيلها! في النجاح.. في الراحة.. في الترقية.. في التعب.. في الزواج.. وحتى في المرض! لكن ذلك لا يتنافى أو يتعارض أبداً مع أهمية أن نجد لأنفسنا موطىء قدم نرتكز فيه على مقوماتنا! ولن ننجح في إيجاده إن لم يكن لدينا ما نقدمه، ما نتميز به، ما عملنا على بنائه وصقله. فالعالم الكبير، وأوطاننا ومجتمعاتنا الصغيرة لم تعد تقبل اليوم بنسخ مكررة تولد وتفارق الحياة دون أثر! بل تتعطش لكفاءات تعمل.. فتتقن.. فتبهر.! ترى.. هل نحن منهم؟ ربما. لكن الأهم.. بأن لدينا الفرصة لنفعل!
*
كـاتبة ومذيعة