ضلت بصوتها الأصيل أصيلة لجمهورها وفنها، وتأقلمت مع كل التجارب والألوان الفنية وحافظت بفضل مثابرتها على بصمتها وشعبيتها طيلة عقود من السنوات . حديثنا اليوم عن الفنانة التونسية المتألقة فنيا وإنسانيا، لطيفة العرفاوي.
يعود الظهور الفني الاول للطيفة في برنامج المسابقات "نادي المواهب" على التليفزيون التونسي عام 1978. ولأن تحقيق الأحلام يتطلب التضحيات والمجازفة، تركت لطيفة الجامعة في تونس والتحقت بالأكاديمية العربية للموسيقى في مصر، أين حصلت على درجة البكالوريوس. وكان للقاء لطيفة بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب تأثير كبير على مسيرتها الفنية حيث حضيت منه بمساندة كبيرة في بداياتها الفنية، بعد أن اقتنع بموهبتها وصوتها الطربي الأصيل.
وعرفت لطيفة بقدرتها على أداء جميع الالوان الموسيقية والغناء بلهجات مختلفة منها التونسية والمصرية والخليجية. وتعاملت الفنانة التونسية خلال مسيرتها مع كبار الملحنين والشعراء مثل سيد مكاوي وبليغ حمدي، عمار الشريعي وعبدالوهاب محمد. ولم تكتف لطيفة بالغناء فقط طيلة مسيرة فنية طويلة وناجحة، حيث إختارها المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين في عام 2011 للعب بطولة فيلمه الغنائي "سكوت حنصور"، وفي عام 2004، شاركت في المسرحية الغنائية "حكم الرعيان" للراحل الكبير منصور الرحباني.
وفي نفس السنة حصلت على جائزة "وورلد ميوزيك أوورد World Music Award" عن ألبوم "ما تروحش بعيد" الذي حقق نجاحا كبيرا. وفي عام 2016 دخلت لطيفة لأول مرة عالم الدراما التليفزيونية من خلال مشاركتها في مسلسل "كلمة سر." حب لطيفة للشاشة دفعها لإثراء تجربتها من خلال إقتحام عالم التقديم والتنشيط التلفزيوني حيث قدّمت لطيفة أولى تجاربها في تقديم البرامج الغنائية من خلال برنامج "يلا نغني" على mbc في عام 2012. وفي 2019، عادت لتقديم البرامج الفنية، من خلال برنامجي "حكايات لطيفة" عبر شاشة DMC، و"يلا نغني" على MBC.
تميز لطيفة لم يقتصر على الساحة الفنية فقط حيث حرصت على إستغلال اسمها وشهرتها لفائدة المحتاجين وفي دعم المبادرات الخيرية. وفي عام 2005 أسست لطيفة "مؤسسة لطيفة الخيرية"، بهدف دعم الأعمال الخيرية بالوطن العربي. كما تبرعت الفنّانة لطيفة العرفاوي بعقد من الألماس تبلغ قيمته 1.5 مليون دولار لبناء مدارس بالجنوب التونسي في عام 2015. ولقاء جهودها إختار إتحاد سفراء الطفولة العرب واللجنة الوطنية لليونسكو لطيفة العرفاوي سفيرة للطّفولة العربيّة بتونس.