أكدت صحيفة la République الفرنسية في تقرير ترجمته الرياض بوست أن أبناء مطوّف سعودي توفي بسبب إصابته بفيروس كورونا بعد 30 عامًا في خدمة الحجاج، حملوا المشعل عن والدهم تكريما له.
وكان طلعت جميل تونسي صحافيا رياضيا قبل أن يتفرغ لخدمة الحجاج سنويا وكذلك المعتمرين على مدار العام. وبعد أن بدأ "كمطوف" بسيط ، أصبح رئيسًا للجنة الطوافة بالغرفة التجارية بمكة. وقد توفي في أغسطس 2020 عن عمر يناهز 52 عامًا ، تاركًا وراءه ستة أبناء وبنتين.
وصرح نجله ماجد البالغ من العمر 32 عاما لوكالة فرانس برس أن والده أوصاه قبل وفاته قائلا "إذا حدث لي شيء عليك أن تكمل وأشقاؤك عمل الحج وتقفوا يدا واحدة لخدمة الحجاج". وتوارث طلعت هذا التقليد من عائلته التي عمل أفرادها لمدة 80 عامًا ، في خطة "مطوّف ". وقرر أبناءه الذين كانوا يرافقونه في بعض الأحيان ، حمل المشعل عن والدهم، حيث أكد إبنه ماجد أنهم بدأوا العمل هذا الصيف "تكريمًا لذكرى والدهم".
وكانت الأسرة قد أصيبت بأكملها في يوليو / تموز 2020 بعد إصابة إحدى البنتين ، وهي طبيبة. ويتذكر ابنه أن والده دخل في غيبوبة قبل وفاته في المستشفى. وقال عميد المطوفين في العائلة وهو عبد الله المالكي أن طلعت "تركنا جسديا لكنه لا يزال بيننا بلطفه وأخلاقه".
"شرف"
ويقول ماجد: "أشعر أنني أواصل مهمة أبي ودوره" ، متذكراً المرات التي قضاها معه عندما كان طفلاً أثناء الحج والعمرة. وأصبح بعض أبناء طلعت مسؤولين عن توزيع الماء والقهوة والتمور بينما يساعد الأطفال الأكبر سنًا الحجاج على استكمال الإجراءات الإدارية ، من خلال التقنيات التي وضعتها السلطات لاحترام التباعد الجسدي.
وقال جمال أصغر،ابناء طلعت لوكالة فرانس برس "منذ الصغر كنا نقضي اليوم مع والدي في الحج في الاماكن المقدسة". ويتذكر المهندس البالغ من العمر 23 عامًا: "لقد أخبرنا دائمًا أن هذه المهنة هي شرف منحه الله لسكان مكة ولا ينبغي التخلي عنها".