عندما توفت أمي رحمة الله عليها 1995 حزنت حزن لم أتخيل بحياتي أنني سأعيشه لدرجة شعرت بإن الحزن في الدنيا إنتهى بوفاتها ولن أشعر بالحزن لفقدان أي شخص مهما كان …
وبالفعل خذيتلي كم سنه عايشه جو القوه ولا أحزن على أحد لا وفاة ولا مرض ولاغيره أتعاطف ولكن قلبي لايحزن أبداً وكنت أبرر لنفسي بأني خلصت الحزن في قلبي من كثر ماحزنت على وفاة والدتي .. وظنيت حينها بأن قلبي لن يرى الحزن أبداً …
ولكن….عندما جاءني إتصال يخبرني بإنتكاس حالة الشيخ صباح الأحمد رحمة الله عليه الصحيه وصدور قرار عاجل بسفره أمريكا لمحاولة إنقاذ أخيره.. عاودني شعور الحزن الذي فقدته وبقوة غريبه متدفقه..وتدفقت دموعي بلا توقف طوال الأشهر اللي بقى فيها يتلقى العلاج في أمريكا بأيامه الأخيره الى أن توفى رحمة الله ولا زلت موجوعه بداخلي بفقدان الأمير والأب والصديق والأخ والمعلم والمربي والولي الأمين…
عاد لي شعور الحزن وكأن ماحزنته على والدتي ليس بحزن بل هذا هو الحزن الحقيقي.. حزن كبيييير وعميق .. أصبت بالإكتئاب وأغلقت الغرفه علي أيام طويله رافضه أشوف أحد ورافضه اتعاطى مع الواقع وكنت مقرره أعتزل الإعلام وأترك كل شي وأهاجر واعيش حياة مختلفه مع ناس مختلفين … ولكن حدث لي عارض صحي قلب المعادله ..فمن شدة الحزن مع حالتي الصحيه التي كانت أساساً سيئه أُصبت بمرض غريب وهو الإحساس بالدوران وعدم التوازن يزداد مع ازدياد الحزن فلم اعد اقوى حتى الوقوف او النهوض من السرير وظنوا ان هناك مشكله اذن وسطى او بقايا من النزيف الدماغي الذي حصل لي بمشكلتي الصحيه بعد دخولي الغيبوبه ونصحوني الأطباء بالعوده للعمل والابتعاد عن إستدعاء الحزن حتى لاتتدهور الحاله خصوصاً مع بقاء السبوتات السود في مقدمة المخ والتي أكتشفتها في الأمراي… وعندما شعرت بالخطر بدأت بإجراءات صارمه لنفسي لأنجو من الكارثه الصحيه القادمه …
فقررت لاحزن ولا أخبار مزعجه ولاناس كئيبه ولا مزعجين ولا حنانين .. كلهم خارج من حياتي وكل يوم أحذر ربعي حتى في السوشيال ميديا لا أحد يغثني بشي واللي يغثني بسويله بلوك.. ولكن…. وهنيه المصيبه … كيف أبعد شعور الحزن عن قلبي عند فقدان غالي أو غاليه من الأصدقاء أو الأقارب … وهالسنه بالذات فقدت ناس كثار من اللي أحبهم … ومع كل وفاة لشخص غالي يتجدد الحزن وأعود أبكي على الشيخ صباح رحمة الله عليه وعلى أمي وعلى أبوي الله يرحمهم وكأني فقدتهم اليوم … وأبكيهم بحرقه …
انا اليوم أبكي دلال وأبي أمي وأبوي والشيخ صباح وصديق عمري نبيل الفضل وعديل الروح عبدالحسين عبدالرضا وكل من رحل وله بقلبي مكانه كبيره … الحزن ليس عالميت فقط فالحزن يتجدد على كل من فقدناهم وتهاجمنا الأحزان بقسوه …
ولإني صادقه زياده عن اللزوم ولا أعرف البس قناع لايمكن أن أتكلم في أي موضوع وأنا قلبي حزين … دعوني مع أحزاني وسأعود بإذن الله بس أتجاوز أزمتي النفسيه … الله يرحم موتانا وموتاكم وإنا لله وإنا اليه راجعون.