يجب على قيادات حزب البعث في سورية والعراق أن تقدم الاعتذار الشديد لشعوبهم وللأمة العربية جمعاء، بسبب الخلاف الشديد، وغير المفهوم، الذي كان قائما بينهم لمدة 30 عاما، مما قسم الأمة العربية، وأهدر الدماء، وساهم في إطالة الحروب، كحرب الخليج الأولى، والحرب اللبنانية، حيث توزعوا أدوار نصرة هذا الطرف أو ذاك، لينتهي الأمر بتحالف قواهم بعد 2003 حتى قال الرئيس العراقي السابق نوري المالكي في نظام دمشق ما لم يقله مالك في الخمر، بسبب استضافته ودعمه لقيادات بعث العراق... وبحق من يدفع ثمن الدماء العربية التي سالت أنهارا بعقود طوال بسبب ذلك العداء الذي لربما كان مصطنعا للايقاع بأعدائهم. **** على الرئيس البعثي علي عبدالله صالح أن يتقدم بالاعتذار الشديد للشعب اليمني بعد أن شن 6 حروب مدمرة على الحوثيين لم تبق حجرا على حجر في اليمن بحجة أنهم عملاء لقوى خارج اليمن، ومثل ذلك ضرورة أن يعتذر الحوثيون كذلك للشعب اليمني كافة كونهم شاركوا في تلك الحروب التي أحرقت الزرع والضرع، بحجة ان الرئيس المخلوع كان عميلا لقوى الاستكبار العالمية، فكيف صح بعد ذلك أن يتحالفوا ويتعاونوا لا على البر والتقوى، بل على تدمير البلاد وقتل العباد؟! **** وفي ليبيا ينتظر الشعب الليبي المظلوم الذي تحول، مما يفترض أن يكون أحد أكثر الشعوب تمتعا بالرفاهية بسبب وفرة الثروات وقلة السكان، إلى أحد أكثر شعوب الأرض عوزا، اعتذارا واجبا من القوى الاسلامية وقوى القذافي بعد أن دمروا ليبيا في حروبهم، حيث كان الاسلاميون يعلنون بصراحة تامة تكفير القذافي وأبنائه، ويقوم هو في المقابل بقتلهم في كل ميدان وزنقة، وحتى في السجون، فكيف جاز تحالفهم المعلن هذه الايام؟ ألا يثبت ذلك أن الصراع لم يكن قط لصالح الشعب الليبي، بل هو تماما صراع على مطامع المال والسلطة؟! **** ٭ آخر محطة: 1- كما يمكن للقوى الاسلامية أن تعتذر لأتباعها على توريطهم في حرب أفغانستان بالثمانينيات، حيث ثبت أن الاتحاد السوفييتي كان ساقطا لا محالة، وانه ذاهب دون حرب أو ضرب للانسحاب من أفغانستان، كما انسحب لاحقا طواعية من الجمهوريات الاسلامية وغيرها التابعة له منذ قرون، والاعتراف بأن حرب أفغانستان كانت حربا أميركية صرفة على السوفييت. 2- وضرورة الاعتذار عن إخفاء حقيقة أن أصحاب الكرامات ممن سموا زعماء المجاهدين لم يكن لهم من الجهاد الحقيقي الا الاسم دون المضمون، فقد كانوا لوردات حرب وتجار مخدرات، تقاتلوا وسفكوا الدماء الحرام على الثروات! * نقلا عن "الأنباء"