ليس دفاعاً عن الوزير نهاد المشنوق الذي لا يحتاج إلى دفاع ومدافعين كون أفعاله وإنجازاته تدافع عنه وتشهد له، إنما دفاعاً عن حقائق ساطعة ووقائع تقدِّم نفسها في حقل الأمن المليء بالألغام والمطبَّات، والمفاجعات، والإرهاب، وما لا يحتاج إلى شرح يطول. عَطَشُ اللبنانيّين المزمن إلى "دولة القانون"، لطالما تحدَّثت عنه الحكومات والعهود بوعود وخطط وتعهُّدات، ولكن من دون تسجيل ولو مقدار حبّة خردل في اتجاهه. نهاد المشنوق حقَّق الكثير في حقل هذا العَطَش المزمن. وبشهادة غالبيَّة اللبنانيّين، ومعهم بعض كبار المسؤولين في الدول العربية والدول الصديقة، الوزير المشنوق أقدمَ بجسارة ومهارة، وسجَّل نجاحات استثنائيَّة في ظروف غير طبيعيَّة ومواقع وأمكنة غير عاديَّة. وقد أوتيت جهوده وخطواته الجريئة ثماراً لا يمكن القفز فوقها. أو تجاهلها. أو إنكارها. إنها واضحة كعَين الشمس. وتدلَّ على حالها من دون مِنَّة. مَنْ مِنَ اللبنانيّين المتطلِّعين بشوق مزمنٍ إلى استراحة محارب، إلى هدنة، فسحة أمل ورجاء وأمن، لم يأخذ عِلماً بإنجازات الوزير المقدام، ومَنْ منهم لم يَقل برافو مع التهنئة، والتشجيع، والحضّ على المزيد. في شتى الحقول والميادين الأمنيَّة. وفي مختللف المناطق اللبنانيَّة. مع التأكيد أن الكثير من الذي تحقَّق في مجال الإرهاب، وشُلَله، وأفواجه، وأنواعه، ما كان ليسجِّل هذه النجاحات لو لم يهيّئ له وزير الداخلية الأجواء الملائمة وتفعيل التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنيَّة. ولولا السهر والجدّ والكدّ والمتابعة والحضور الشخصي الدائم في كل وقيعة، وكل مواجهة، لَمَا كانت للبلد ولمدن ومناطق كثيرة هذه الفسحات من الأمان والطمأنينة والانفراج في الأجواء والنفوس والأحياء والشوارع والمدن والجبال والشواطئ... لا، لا يستحقَّ هذا الوزير تحديداً سوى التشجيع، والتأييد، والشدِّ على يده... كي يستمرّ في اندفاعه الفعّال والمُثمر، وفي حقل كم أدّى امتحانه المعقّد إلى فشل وزراء صادقي العزيمة ومخلِصين، ويريدون من قلبهم أن يحقّقوا بعضاً مما يحقّقه نهاد المشنوق. في هذه الفترة الحرجة التي يغرق لبنان في لجَّتها، مرغماً لا بإرادته ورغبته، وفي ضوء ما يحصل في المنطقة العربيَّة، من حقِّ كل محبِّ للبنان، وكل صاحب غيرة ولهفة على استقراره وعودة الحياة الطبيعيَّة إلى دياره، أن يدعم الوزير المشنوق. مَنْ يكرِّس حياته ووقته واهتمامه، ويعمل لمصلحة كل اللبنانيّين دون استثناء أو تمييز، ويكون عندما تحزُّ الحزَّات حاضراً ناضراً في مكان الحدث، ليس في حاجة إلى شهادات، ولا إلى مَنْ يدافع عن أعمال تشكِّل بذاتها أفضل شهادة. * نقلا عن "النهار"