دراسة: تغير المناخ دفع البشر الأوائل إلى الهجرة إلى شبه الجزيرة العربية عدة مرات

أكدت صحيفة الاندبندنت في تقرير ترجمته الرياض بوست أن دراسة حديثة كشفت أن البشر الأوائل غامروا بدخول شبه الجزيرة العربية في خمس مراحل هجرة على الأقل ، مدفوعين بتغير المناخ على مدى 400 ألف عام الماضية .

وكانت شبه الجزيرة العربية الجسر البري الوحيد الذي يربط بين إفريقيا وأوراسيا ، وقد كان محورًا للبحث في تطور البشر الأوائل الذي هاجر من القارة الأفريقية وعاد إليها بسبب تغير المناخ. وفي البحث الحالي قام العلماء ، بمن فيهم باحثون وعلماء من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا ، بتحليل مجموعة من الأدوات الحجرية والحفريات الحيوانية المكتشفة في الصحراء العربية.

وتقدم النتائج ، التي نُشرت أيضًا في دورية Nature ، دليلاً على انتقال البشر الأوائل إلى شبه الجزيرة في خمس مراحل على الأقل ، ارتبط كل منها بفترة وجيزة من انخفاض الجفاف فيها ، مما يلقي الضوء على الهجرات البشرية السابقة بسبب التقلبات المناخية.

وفي حين أن شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث هي واحدة من أكثر الأماكن جفافاً في العالم، قال العلماء إن أجزاء من المنطقة شهدت أمطارًا موسمية في آخر 400 ألف عام خلال فترات تاريخية مختلفة. وقالوا إن موجات الأمطار هذه أدت إلى " ظهور الأراضي العشبية ، وتدفق الأنهار والبحيرات الكبيرة التي تأوي الآلاف من الحمير البرية والظباء وأفراس النهر."

 وكتب علماء الآثار في The Conversation: "سكن البشر أيضًا هذه الممرات الخضراء وهم يشقون طريقهم للخروج من إفريقيا عندما تدهورت الظروف هناك". وأكد العلماء اكتشاف مجموعة من الأدوات الحجرية والحفريات الحيوانية المرتبطة برواسب ما كانت ذات يوم بحيرات قديمة تقع في صحراء النفود في شمال المملكة العربية السعودية الآن.

ووجد العلماء في أعمال التنقيب التي قاموا بها قطعًا أثرية مرتبطة بأقدم احتلال بشري معروف في شبه الجزيرة العربية ، مما يشير إلى وجود خمس مراحل على الأقل من الانتشار في هذه المنطقة خلال عصر البليستوسين ، منذ حوالي 2.6 مليون إلى 11700 عام. وتزامنت كل من هذه الهجرات مع ظروف بيئية أكثر ملاءمة وفقًا للباحثين.

وقال العلماء إن أحد أهم الاكتشافات في المنطقة هو عظام إصبع الإنسان العاقل من بين حفريات أخرى ، من قاع بحيرة قديمة في المملكة العربية السعودية تُعرف باسم الوسطى.