اكدت صحيفة la Presse في تقرير ترجمته الرياض بوست أن المملكة العربية السعودية تعمل على توسيع استغلال إحتجاز الكربون وتخزينه، في إطار جهودها لمكافحة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وبعد تعيينها كرئيس لمجموعة العشرين قبل قمة القادة التي عقدت في الرياض في أواخر عام 2020 ، أدركت المملكة العربية السعودية المزيد من التحديات والفرص في تطوير احتجاز الكربون وتخزينه.
وخلال المؤتمر الافتراضي UKCCSRC حول احتجاز وتخزين الكربون، تحدث الدكتور تيجاني نياس ، مستشار علوم الأبحاث في أرامكو السعودية وكبير مستشاري وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودية ، عن آفاق تطوير تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في المملكة العربية السعودية. أوضح نياس أنه على الرغم من أن المملكة لديها انبعاثات معتدلة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) عند حوالي 600 مليون طن سنويًا ، فإن نصيب الفرد من انبعاثاتها لا يزال مرتفعًا مقارنة بالاقتصادات المماثلة.
وأوضح نياس الأسباب الكامنة وراء ذلك قائلاً: "إن تحلية المياه وتكييف الهواء يساهمان بشكل كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون". وأضاف: "لذا فإن العلاقة بين الغذاء والماء والطاقة تعتبر أساسية لأي خطة تنمية في المملكة". ويعد إقتصاد الكربون الدائري أحد الأساليب التي تنتهجها المملكة للتخفيف من آثار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والذي أكدت على أهميته خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين. وفي سياق متصل أوضح نياس أن المملكة تنوي استخدام جميع حلول الانبعاثات الحالية والمستقبلية في معالجة تغير المناخ.
وصرح قائلاً: "إن مجرد التركيز الضيق على تقليل الطلب على الطاقة الأحفورية لن يأخذنا إلى حيث يجب أن نكون بموجب اتفاقية باريس". مضيفًا ، " إذا نظرت إلى العديد من القطاعات الاقتصادية مثل الأسمنت ، فإن معظم ثاني أكسيد الكربون لا يأتي من احتراق الوقود الأحفوري." وتابع قائلا" إن 60٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من منشآت الأسمنت مرتبطة فعليًا بشكل مباشر بعملية إزالة الكربون من الحجر الجيري وتحويله إلى ثاني أكسيد الكربون ، مما يؤدي إلى إطلاق الغاز في الغلاف الجوي."
ولمكافحة هذه الانبعاثات غير الضرورية ، يؤكد نياس على أهمية إقتصاد الكربون الدائري. وباستخدام تقنيات احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون ، ستكون المملكة قادرة على تقليل الانبعاثات وإعادة استخدام ثاني أكسيد الكربون في صناعات مثل الأغذية والمشروبات وإعادة تدويره في شكل وقود اصطناعي أو وقود حيوي ، مما يؤدي إلى إزالة صافية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وبهدف تطبيق هذه الدورة لدعم الصناعات مثل الأسمنت منخفض الكربون والفولاذ منخفض الكربون والهيدروجين منخفض الكربون أو الهيدروجين الأزرق ، هناك أيضًا إمكانية لخلق آلاف الوظائف للمساهمة في إزالة الكربون. ولتحقيق هذا التحول في الصناعة ، أوضح نياس أن الحكومة السعودية تركز على قدرات البحث والتطوير ، بالإضافة إلى العمل مع حكومة المملكة المتحدة في تحدي ابتكار التقاط الكربون.