منذ بداية الخليقة ونحن في صراعٍ ,هل بدأت منذ غواية الشيطان لسيدنا آدم؟ أمْ هي أمتحان وعلامة توكيد ,فالصراعات القائمة منذ بداية التاريخ لا تهدأ ولا تستكين. فنحن في اوقات السلم وبزوع الحضارات نقرأ عن صراعات ما بين الأخ وأخيه ,سباق مع الزمن من يكون الحَكَم. ولكن في لحظة ما في تاريخ الأنسانية بعثَ الله نبياً أمياً. ففي هذه المرحلة التاريخية , توقف الزمن كلياً ,وإنهزمت قوات عالمية أمام الجيوش الجرارة التي آمنت بما أُنْزِلَ على النبي القرشي المكي , ليكون علامةً فارقةً في تاريخ الأنبياء والمرسلين,بأنه الوحيد الذي دخل في حروب وخلف ثقافة القوة التي تُسْتمد ليس من جيوش أُنسيه بل ملائكيه إلالهية ,فوقعت الواقعة ثم التحمت واتحدت السلطة والقوة, والنصر, والوحي, والقلم, والعلم ,فكانت نتائجها معجزة الزمان وهو القرآن, الذي علم الأنسان ما لم يعلم. فعندها فقط توحدت القوات والجيوش الجرارة بين,نبي برحلةِ معراج, وسيادةٍ جغرافية, ونصرٌ بأنْصار من ديانات شتى,فوضع لنا سنةٌ وأرثٌ من الأخلاقيات ومعالم عينيه لم يتركها نبيٌ ولا رسولٌ إلاهيٌ من قبله ولن يكون من بعده. تعاقب الزمان وظهرت الأمبراطورية الأسلامية من بعد الخلافة الرباعية التي انتهت أيضاً بخيانةٍ من أخ لأخية بالمعنى العربي وهذه عبرةٌ لمن يعتبربإن الخيانة لا تؤدي الا الى الهاوية والسقوط. العلوم الأسلامية لمئات السنين مَلكتْ عروش الفنون ,والحضارات, والعلوم الأنسانية,ووضعت قوانين القرون القادمة بثقةٍ وأرادةٍ إلاهية. فأنبتت رجالاً ونساءاً لن ينساهم التاريخ,ولكن التقنية والثورة المعلوماتيه أجهضت جهد الأدباء والعلماء عبر التاريخ الأسلامي, وأُسقطت من ذاكرة جيل الأيفون ,والتوتير ,والفيس بوك ,ومدونات يكتب الكاتب فيها ما يحلو له من دون محاسبة,لا قضائية ولا أخلاقية, فَأسْتمروا في تسطير ,تاريخاً ,وحاضراً ,ومستقبلاً غير سوي, للأجيال وثقافة مجتمع تُنْدي الجبين من غير رقيب ولاحسيب . فلا قوانين مفعلة تنشر مالك وماعليك من غير تضليل واستهداف تحمي الصغير والكبير وتوازي في العقوبات بين الجميع , لكي لا تضيع القضية بين ثنايا هذا أو ذاك ونرجع الى القبلية , وتخلو الساحة من الأخلاقيات المحمدية التي كانت عاموداً لما ارسلْ به خير البرية ,وهذا ليس فقط بالمنطقة العربية ولكنها قضية عالمية. الأعلام اليوم يعد الوسيلة الوحيدة التي تفصل بين هابيل وقابيل, أو تضمها تحت لواء الأب والأم آدم وحواء. فما نراه من حروب هي نتيجة التضليل الأعلامي من شتى القنوات المرئية ,والمسموعة ,والمكتوبة,وبها أصبح التراشق علنياً من غير أستيحاء ولا أصول. فَاشْرأبت رأس إيران واصواتها النشاز بأغاني ثورية صدرتها الى العوالم ,والجيران فأُنتـج عنها أفـلام مرعبة ,وآخرها “أرغــو” الذي يعطي فكرة واضحة عن نفسية من يحرك البوصلة في داخلها, فسلمان الفارسي رضي الله عنه هرب من فارس لكي يستطيع العيش في سلام ,وأختاره الله ووجه وجهته الى طيبةْ الطيبةْ, فعلمهم كيف تبنى المنجنيق ,وتحفر الخنادق التي كانت سبباً من بعد الله في الأنتصار في هذه الحروب, وما أعني هنا أن الشعب الأيراني منهم من الذين يقبعون بالسجون ومن هرب وراء البحور أيضاً وليس لهم لاناقة ولا جمل في الأمور, أنما هي خطة استعمال الطائفية الدينية في نشر ثقافة الثورات,التي باتت تشعل المناطق الجغرافية والكرة الأرضية برواية السلاح النووي كما اسرائيل, فهل هي معاهدة من تحت الطاولة لفتح الطريق للدخول من القدس الشريف الى الأراضي العربية بثوب وقبعة خفيه, تحت ستار الطائفية وكلمة السلام التي هي أبعد ماتكون من أخلاقيات هذا النظام ,في بلادٍ تسمى آيران,التي تُرتْكبْ فيها أبشع صور التعذيب لأهلها وفي شوارعها,وبصورٍ يصدرها الى العالم لا تنتمي الى الدين الأسلامي الرحيم,كما صدرها هتلر وغيره من فراعين وقياصرة العصر الحديث والقديم سِواءً ليكونوا وصمة عار في تاريخ الأنسانية. والآن نرى آيران تأخذ المبادرة من اسرائيل لتتولي المهمة ولتصرف الأنظار عن القدس وفلسطين,وبذلك ضاعت القضية التي بدأتْ من أجلها الصراعات في المنطقة العربية ,للقرنين العشرون والواحد والعشرون,فاشتعل العالم بواسطة تقنية جديدة لبث التفرقة ,والعنصرية في داخل الأمة العربية والأسلامية,لتضيع الثروة البشرية والطبيعية بين تسليح وحروب وكراهية. ماذا بعد هابيل وقابيل ,وحدة أم تنكيل؟ فالبلاد والوطن العربي يحتاج الى التنمية وليس الى الخسوف الكلي داخل صراعاتٍ إقليمية وخطط استراتجيه لأيقاف النمو في أقتصاد بلادٍ أصبحت أشهر من النار على العلم, وهي الخليج العربي,فكلما أردنا أن نسمع الأخبار العالمية,فانها تدور وتدور لتستقر عند “عاصفة الحزم” بتوقيت مكة المكرمة,ثم برج دبي,وبنوك البحرين,ومدينة أبو ظبي. الأن يأكل البعض ما زرع ويحصد ماجنته الأيادي الحاقدة والخونه,في أرض انبتت سبع سنابل, في كل سنبلة عشرة. نبض الأمة هو ما سيكتبه الأنسان العربي اليوم في واقع وتفعيل للتنمية التي ستكون أملنا الوحيد في الخروج من عنق الزجاجة,لنتفرغ للعلوم بخططٍ أستراتجية ,وننمي بلادنا وأوطاننا بالفكر والغذاء والتطوير,ونحمي مجتمعاتنا من لعنة هابيل وقابيل. العبرة اليوم ليس فقط بالحزم في الحروب, بل بكل نواحي التقدم والحقوق ,مسيرة وبداية أراها قريبة,ويرونها بعيدة,فالحلول وضعت بأطار لايحتمل التأويل: الأمن كقاعدة والتعليم كنتيجة والمساواة والحرية كبصمةٍ أسلاميةٍ عربيةٍ,لما تعلمناه من قرآة القرآن الذي علمنا البيان ما لم نعلم. اكتب اليوم لليوم وللمستقبل,فما قد فات قد مات ,وماهو آتٍ فهو آتْ,ولكن الفرق في النوايا والأخلاقيات والمحبة والرحمة للعباد. فالفتنه التي تغنى بها الشعراء ,أصبحت على لسان هذا أو ذاك, فقد أوشكت أن تنتهي برسالة واضحة البيان الآن,فقد وضعت الخطوط والنقاط ولاينقصها الا الأمدادات الكهربائية لتنير سماء المملكة ثم العالم برؤية علمية منهجية وتطويرية للمرحلة الآتيه حَمَلَ لواءها من يستحقها. الأمن شامل وعام وأجزائه لا تنتهي عند باب الدار, والتعليم فضاءٌ واسع لاحدود له,الا في عقول الجهلاء فلنزرع اليوم الأمل في أجيالنا ونضرب الفأس في الأرض بيدٍ آخرى,ونشمر عن سواعد أبنائنا ونفشي السلام تأسْياً برسول الله الذي أعطى للحضارات والعالم مدرسة الأخوة بعد أن كانت مدرسْة هابيل وقابيل وماروت وهاروت. فالسياسات العالمية تبنى الآن على التفرقة والعنصرية. فلنزرع الآن ثقافة جديدة محورها الأمن والطمأنينة والوحدة الوطنية في ربوع بلادنا, وذلك بالأستقرار المعيشي والتنمية في شتى القطاعات لنأكل مما نزرع ,ونقرأ مما نكتب وليس بما يمليه علينا الأخرون. فجنود الوطن أمامنا يدافعون,وقادة الحزم أمامنا جاهزون,وبالمقابل يجب علينا كمواطنون أن نبدئها برحلة المليون. ملاحظة:كتب هذا المقال قد كتب في يوم الإثنين /8/ رحــــــــــــــــب 1436 الموافق /27/ أبريل (نيسان) 2015 أستهل هذا اليوم الفضيل بدعوى الى الله القدير بساعة الأستجابة أن تكون هذه المناسبة نقله تاريخية وطنية كسيف الفاروق ذات دلالات سيادية عالمية. أتقدم بالأحترام والشكر والتحية والأجلال الى رشيد الأمة العربية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين بأختيارة ولياً للعهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود,أمير الأمن والأمان , وولي ولي عهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود, قائد الدفاع. ونبايعهم على الطاعة والولاء والوحدة تحت راية التوحيد. وندعو للمحمدين في هذا اليوم الجليل ان يبارك الله بهما الوطن والأمة العربية والأسلامية ,بمستقبل مشرق ,فكلنا أسرةٌ واحدةٌ في هذه الملحمة الوطنية .