2022-02-09 

رسالة نورانية من روح الطفل ريان

هيبت برادة

سلام ومحبة إلى روح الطفل ريان المغربي المتوفي عن عمر 5 سنوات، والذي علق في منتصف بئر ضيقة يصل عمقها نحو 60 مترا ولا يتجاوز قطرها 30 سم، في ضواحي مدينة شفشاون بشمال المغرب، هذه القصة التي شغلت الرأي العام والعالم أجمع قبل أيام قليلة وحبست أنفاس الأمهات في كل مكان حيث انتشرت صورة الطفل عبر وسائل الاعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعية، بعد أن تسابقت فرق الإنقاذ للعمل على انتشاله عن طريق حفر بئر موازية خلال ايام سقوطه في عمل مستمر لاخراجه بينما اختار الطفل "ريان" الانتقال من الحياة بعد ان قدم رسالته وكان لسان حاله يقول "انتبهوا لنا نحن الأطفال" لافتا النظر لكل أطفال العالم المهملين.

 

 

وبحسب محرك البحث "جوجل" نجد الكثير من القصص التي تشير الى حوادث مشابهة لقصة ريان ففي العام الماضي عثرت الأجهزة الامنية على جثة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، داخل بئر ماء في بلدة الطرة بلواء الرمثا، وذلك بحسب صحيفة الغد الالكترونية، وخبر اخر عن وفاة طفل اثر سقوطه داخل بئر ماء في محافظة اربد الاردنية في شهر يوليو من عام 2014 بحسب صحيفة المدينة الاخبارية. كذلك خبر اخر عن سقوط طفل وماعز في بئر بمنطقة مليح في أبريل 2016 بحسب صحيفة الدستور الاردنية والغريب ان القصة تقول انه سقطت احدى رؤوس الاغنام في بئر ماء بمنطقة مليح وقام اصحاب البئر بربط طفل بواسطة حبل وتنزيله داخل البئر الذي يوجد به ماء لانتشال الماعز الا انه سقط جراء انقطاع الحبل ! والحمدلله انه بحسب المصدر الامني ان الحبل انقطع وسقط الطفل في قاع البئر حيث قامت الجهات المعنية بانتشال الطفل الذي تم اخراجه دون تعرضه للاصابه.

 

 

 

اما رفات الطفلة السعودية «لمى» التي سقطت في بئر عام 2014 عثر عليه بعد ان عدى على سقوطها 48 يوما، و في الصين وبالتحديد في شهر مايو من عام 2015 تم إنقاذ طفل يبلغ من العمر سنتين، بعد سقوطه في بئر بعمق 60 مترا. وحتى في الولايات المتحدة الامريكية وذلك في8 سبتمبر من العام 2015 تم إنقاذ طفل أمريكي بعد بقائه 3 ساعات في بئر يصل عمقه الى 25 قدما. وفي قرية دارياي بأجرا بالهند من العام المنصرم فقد تم إنقاذ طفل يبلغ من العمر 3 سنوات عبر عملية استغرقت 8 ساعات، بعد أن سقط في حفرة بعمق 150 قدمًا في الهند. خلال عملية الإنقاذ تم العمل على خطتين: الأولى هي ربط حبل في يد الطفل وسحبه من الحفرة، والثانية حفر حفرة بعمق 90 قدمًا، ثم حفر نفق إلى البئر. وحسب إفادة مسؤول: «لقد عملنا معًا على الخطتين. وفي أثناء استمرار الحفارات في الحفر بمساعدة خبراء فريق NDRF، حاولنا ربط عقدة في يد الطفل، وقدمنا له الجلوكوز والبسكويت، وأرسلنا له أيضًا إمدادات الأكسجين». أما القصة الغريبة التي عثرت فيها الأم على جثة ابنتها ذي 5 سنوات بحفرة مرحاض في 7 سبتمبر من العام الماضي 2021 بإحدى محافظات جنوب أفريقيا.

 

 

 

 

وذكرت وزارة التنمية الاجتماعية في «كوازولو ناتال» أن جثة الطفلة انتشلت من حفرة مرحاض، بعد أن كانت مفقودة من مركز الرعاية النهارية «ثورنوود». ويُزعم أنه، الأسبوع الماضي، تم الإبلاغ عن اختفاء الطفلة بعد أن تم نقل الأطفال إلى دار للوضوء خلال النهار. لم يلاحظ المعلم أن الطفلة لم تعد إلى الفصل، ولكنه أدرك ذلك فقط خلال عوده الأطفال. بعد بضع دقائق، خرج للبحث عن الطفلة، لكن دون جدوى.فشلت عملية بحث طويلة عن الطفلة، وعُثر على جثتها هامدة في وقت لاحق بحفرة مرحاض، بعد تدخل الشرطة. وقال المتحدث باسم الوزارة، مهلبونزيما ميميلا: «تم إبلاغ الإدارة بالحادثة المروعة التي وقعت في مركز تنمية الطفولة المبكرة».وغيرها الكثير من القصص الحزينة والمؤلمة التي ربما نجا منها اطفال ولم ينجى اخرين. بينما تشير الاحصائيات التي يتم تُسجّيلها سنويا حول مقتل نحو 41000 من الأطفال دون سن 15 سنة.

 

 

 

وهذا الرقم ينقص من الحجم الحقيقي للمشكلة، لأنّه يتم عزو نسبة كبيرة من وفيات الأطفال الناجمة عن إساءة معاملتهم إلى حالات السقوط والحروق وحالات الغرق وغير ذلك من الأسباب. وبالعودة الى قصة ريان الطفل المغربي والتي جاءت لتسلط الضوء وتلفت الانتباه حول الاطفال في كل ارجاء العالم وانقاذهم في حال جرى لهم كما حدث لكل ضحايا العالم من الاطفال سواء كان بطريقة مقصودة او غير مقصودة. وحول التساؤل عن الاهتمام المبالغ فيه من قبل وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعية يأتي الجواب ان روح هذا الطفل عظيمة جاءت لتقدم رسالة على شاكلتها، لتسلط الضوء على قصص الطفولة والاهمال الذي يحدث للأطفال عالميا كما اجد ان رسالتها رسالة نورانية من الله لتزيد وعي المجتمعات على اختلاف اطيافها وتعزيز ثقافة الاهتمام بالاطفال من قبل الأم والأب والمجتمع وحتى من قبل الحكومات.

 

 

 

ورغم ان الامر يبدو في ظاهره سلبيا ومؤلما ومأساويا الا انني اجد ان الارادة الالهية جاءت لتوقظ المجتمعات وتلهمها، لأننا لو دخلنا وحاربنا الاسباب الخارجية لفقدنا المعنى وتُهنا في دائرة الصراع فالأمر ليس عبثيا ولكن جاءت هذه الحادثة المؤلمة لتعيد نظر البشرية الى مسألة الطفولة وتنذرها من عدم الاستهتار والا يقع الوعي العام في عتمة وتغييب الاحداث الحالية ودوامة جائحة كورونا التي انهارت فيها احلام وطموحات الكثيرين واصابت المجتمعات بالخذلان. الاطفال هم الامل دائما وابدا وهم الاجيال التي تنهض بأي مجتمع، فلابد ان نتكاتف حول وعي الحقيقة للاتصال بالله وارادته ونسلم الى بارئ تلك الروح البريئة العظيمة التي جاءت لتقدم رسالة بعمر التسعين عاما ربما واكثر مع تمنياتي بالسلام لجميع اطفال العالم .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه