نيوم.. نموذج سعودي رائد في مواجهة تغير المناخ

من واشنطن خالد الطارف

أكدت مجلة فوربس في تقرير ترجمته الرياض بوست أنه وفيما تفكر دول النفط والغاز في محاور مناخية منخفضة الكربون - مجموعات محلية من الابتكارات والشركات الناشئة الصناعية التي يمكن التركيز عليها للوصول إلى الاستدامة والاكتفاء الذاتي من الطاقة، فإن نيوم تمثل نموذجا عالميا رائدا لهذا التوجه.

 

 

 

وتقوم شركة النفط العملاقة BP ببناء مركز هيدروجين في تيسايد ، وهو مركز صناعي في شمال المملكة المتحدة. وسينتج المركز الهيدروجين من الميثان ويتخلص من ثاني أكسيد الكربون عن طريق حقنه في أعماق الأرض. وستستخدم الصناعات الثقيلة الهيدروجين كوقود لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما تبني نيو ساوث ويلز ، في أستراليا ، مركزين جديدين للطاقة المتجددة ، يعتمدان على طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات الكبيرة.

 

 

 

وكانت الاستثمارات في أول واحد من المراكز ناجحة للغاية لدرجة أن المنطقة الثانية بسعة 8 جيجاوات قيد التخطيط. لكن نوعًا جديدًا من المراكز - مدينة مناخية أو مدينة بيئية - تقع في صحراء قاسية منعزلة هي نموذج وطموح عالمي تقدمه السعودية في هذا المجال. مدينة مناخية جديدة. أطلقت رؤية السعودية 2030 مدينة مناخية جديدة في امتداد صحراوي مقفر بين البحر الأحمر و الأردن. وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو الدافع وراء ذلك ، كجزء من رؤيته لجعل المملكة العربية السعودية خضراء.

 

 

 

والمدينة المسماة نيوم هي جزء من رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وستشمل الميزات الأرضية لمشروع نيوم الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار ما يلي: · مدينة خضراء مبنية على خط مستقيم لمسافة 100 ميل ، بدون سيارات ، ولكن بها سكة حديدية فائقة السرعة.

 

 

· حكومة مستقلة يقوم المستثمرون بصياغة قوانينها.

 

 

· مدينة ضيقة تسمى "الخط" سيكون طولها 110 أميال وستبنى على مراحل كتلة واحدة في كل مرة.

 

 

· سيتم تصميم كل كتلة لتكون مستدامة ومكتفية ذاتيا.

 

 

وسيكون من السهل الوصول إلى المدارس ومحلات البقالة عن طريق المشي أو ركوب الدراجات.

 

 

· ستوفر مساحة شاسعة من الألواح الشمسية طاقة لا نهاية لها ، حيث سيتم تشغيل المدينة بالكامل بواسطة الطاقات المتجددة.

 

 

 

وجزء آخر من المشروع سيكون مدينة ساحلية تسمى Oxagon التي تطفو على البحر الأحمر. ويخطط هذا المركز الصناعي لاستيعاب المستأجرين بحلول عام 2022. وعلاوة على ذلك ، سيكون هناك مشروع لترميم الشعاب المرجانية في أعلى الساحل ، من المقرر بناؤه بحلول عام 2025 - على بعد ثلاث سنوات فقط.

 

 

 

ويشير التقرير " نيوم هي رؤية عظيمة ، ولكن تم بناء كتلة واحدة فقط حتى الآن. وتكشف صورة الأقمار الصناعية عن صفوف من المنازل ، وأحواض سباحة ، وملعب كرة قدم ، وملعب غولف." وتتمثل الخطة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء من خلال الاستفادة من الصوبات الزراعية والزراعة العمودية. وبما أن المملكة العربية السعودية تستورد 80٪ من طعامها ، فسيكون هذا تحديًا في وسط صحراء قاسية.

 

 

 

وتعد المياه العذبة تحديات أمام هذا الطموح. ولذلك فان الحل هو أن تأتي المياه من محطات تحلية المياه ، والتي تعرفها المملكة العربية السعودية لأن نصف مياه البلاد تأتي من مثل هذه المحطات. في نيوم ، من المخطط أن يتم تغذية عمليات تحلية المياه بالطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية ، على الرغم من عدم تجربة ذلك مطلقًا.

 

 

 

ومن الناحية المثالية ، سيصبح الملح مادة خام للصناعة. المواقف تجاه تغير المناخ. لقد انغمس السعوديون بهدوء في ثورة المناخ في عدة مجالات: · يتم تصدير الهيدروجين السائل من السعودية والإمارات إلى اليابان. · لدى مصر خطط للاستثمار في تخزين الهيدروجين والبطاريات للكهرباء ، ومع المملكة العربية السعودية لديها خطط لبطارية على نطاق الشبكة 1 جيجاوات (جيجا وات) أكبر من أفضل البطاريات في التشغيل الحالي (300 ميجاوات أو ميجا واط).

 

 

 

 

كما تخطط المملكة العربية السعودية لزراعة 50 مليار شجرة جديدة في المنطقة. وبالتوازي مع هذه الجهود ، دافعت السعودية عن الضرورات الاقتصادية للنفط والغاز لعقود عديدة. وهذا أمر مفهوم لأن النفط والغاز هما الصناعة الأساسية في البلاد. وفي الشرق الأوسط ، تعتبر الطاقة الأحفورية رخيصة للغاية بحيث لا يوجد حافز لبدء التحول إلى الطاقات المتجددة. ويوضح هذا المعضلة التي تجدها صناعة النفط والغاز نفسها في مواجهة تغير المناخ. لكن إحدى وجهات النظر في الشرق الأوسط تقدم بعض الأفكار القيمة حول هذه المعضلة.