ماذا قدمت رؤية 2030 للشباب السعودي؟

أكدت صحيفة The Christian science monitor في تقرير ترجمته الرياض بوست أن رؤية السعودية 2030 فتحت الباب على مصراعيه أمام الشباب السعودي لإثبات قدراته والمساهمة في بناء مستقبل المملكة بعيدا عن النفط.

ولم ينظر محمد هشبول إلى الوراء منذ أن ترك النفط وراءه. ومنذ تركه مهنة واعدة في شركة النفط الحكومية أرامكو للحصول على وظيفة إدارية في أوبر في عام 2016 ، ساعد المهندس الكيميائي الشاب في تأسيس أكاديمي ، وهي شركة سعودية ناشئة للتعلم الإلكتروني ، قبل عام من انتشار الوباء. وقال وهو جالس على مكتبه في العاصمة الرياض ، إن التخلي عن رفاهية الوظائف السعودية في القطاع العام بسبب عدم اليقين في القطاع الخاص كان في الواقع مخاطرة سهلة.

وأوضح " لقد رأيت فرصة كبيرة في المملكة ؛ كان هناك سوق غير مستغل ، واقتصاد سريع التطور ، ورغبة حقيقية في التغيير ، لقد رأيت هذه التغييرات كفرصة ذات إمكانات عالية لا ينبغي أن نفوتها.. وها نحن الآن نعيشها ".

وتعتبر التحولات المهنية لهشبول ، والفرص التي اغتنمها العديد من الشباب السعوديين المتشابهين في التفكير ، جزءًا لا يتجزأ من خطة طموحة للغاية من قبل القيادة السعودية لتحويل الاقتصاد، بعيدا عن الاعتماد على النفط. وتشير التقارير الحكومية إلى أن الأنشطة غير النفطية شكلت 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من هذا العام ، متجاوزة النفط بنسبة 38.5٪ ، حيث دفعت الفنادق والمطاعم والتمويل والخدمات هذا النمو.

ويؤدي الانتقال بعيدًا عن النفط إلى أكثر من مجرد تنمية الاقتصاد غير القائم على الطاقة في البلاد ، فهو يغير الطريقة التي يعيش بها السعوديون ويتنقلون ويلتقون ويقضون العطلات ، بل ويغير كيف يرون ، وما يتوقعونه من مملكتهم. وبالتزامن مع المشاريع الكبرى توجد معايير مفصلة لإنشاء اقتصاد غير نفطي فعال، حيث سجلت المملكة زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي من 40٪ إلى 65٪، وانخفاض معدل البطالة إلى 7.6٪، ورفع مشاركة المرأة في القوى العاملة من 22٪ إلى 30٪، وإرتفاع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي من 16٪ إلى 50٪.

ويعد صندوق الاستثمارات العامة الذي أصبح أحد أكبر ثلاثة صناديق ثروة سيادية في العالم، محرك هذه الرؤية من خلال ضخ مليارات الدولارات سنويًا في الصناعات المحلية والشركات الناشئة ومشاريع الطاقة المتجددة والمواقع السياحية ومشاريع النقل والإسكان لتحفيز الاقتصاد وإنشاء مدن أكثر استدامة. وبعد ست سنوات ، بدأت مئات المشاريع في الانطلاق ، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 7.6٪ هذا العام حتى مع تراجع إقتصادات دول أخرى حول العالم.

وفي أحد مشاريع صندوق الاستثمارات العامة ، تقوم منشآت ، وهي حاضنة ومركز دعم للشركات الصغيرة والمتوسطة- بدعم الشركات والمبتكرين السعوديين الشباب لتطوير تقنيات في مجالات الصحة والأمن السيبراني والخدمات اللوجستية والذكاء الاصطناعي في مجمع المكاتب في الرياض ، بالقرب من المقرات المحلية لشركة Microsoft و Amazon. وفي مختبر ذكاء التابع للحاضنة، يعرض محمد الحسن آخر التحديثات على Shttle ، وهو حل لوجستي للتخزين والتوصيل. وأوضح الحسن "مع ازدهار التسوق عبر الإنترنت أثناء الوباء ، إحتاجت الشركات من جميع الأحجام إلى حلول التخزين.. لقد قمنا بتجديد نموذج الخزانة ليناسب احتياجاتهم".

وأضاف "الطريقة الوحيدة للمضي قدمًا في هذا الاقتصاد ، أو أي اقتصاد ، هي التوصل إلى حلول." وتقول وجدان الرويلي ، رئيس فريق الابتكار التكنولوجي في منشآت ، إن هذه الشركات السعودية الناشئة تجتذب الآن المستثمرين السعوديين والإقليميين الذين يستثمرون ملياراتهم في الخارج. وتقول السيدة الرويلي: "يوجد وادي سيليكون في الولايات المتحدة.ربما في يوم من الأيام سيكون لدينا وادي خاص بنا هنا في الرياض ".

وفي غضون ذلك ، ولمساعدة المملكة العربية السعودية على توفير ودعم امنها الغذائي ، تقوم شركة Red Sea Farms ، وهي شركة سعودية ناشئة للتكنولوجيا الزراعية مقرها جدة ، بإستكشاف الفرص في مجال الزراعة في الصحراء. وبعد أربع سنوات من تأسيسها ، تستخدم الشركة الآن عملية تبريد المياه المالحة لزراعة الطماطم والخيار والفلفل التي تتحمل المياه المالحة في صحراء الرياض - ومن المقرر أن تتوسع في جميع أنحاء المملكة والمنطقة في محاولة لتقليل اعتماد الدولة على المنتجات المستوردة.

ويقول سايمون روبشاند ، رئيس العمليات في مزارع البحر الأحمر: "أعتقد أن هناك تحولًا من البحث الدولي فقط إلى البحث محليًا عن الابتكار في المملكة العربية السعودية الآن". وأضاف "هناك قناعة بأن السعوديين ليسوا بحاجة للذهاب إلى المعرفة الدولية طوال الوقت عندما يبنون خبراتهم الخاصة داخل المملكة."