2022-09-14 

التحلية وكفاءة الطاقة والتكاليف الهائلة

عبدالعزيز الرويشد


 
أكبر تحدٍّ يواجه أي صناعة في العالم، هو كفاءة استهلاك الطاقة. أي أمر لا يتوافق مع معايير هذه الكفاءة الاقتصادية، فهو ليس فقط خسارة مالية، بل هدر وتفريط في الثروة الوطنية، وخطر محدق على المديين القصير والبعيد. التحلية كصناعة ليست استثناء من قطاعات الصناعة، لكن ما يميزها - وربما ما يزيدها صعوبة - أنها صناعة تتعلق بالمياه، التي لا غنى عنها حتى لو ارتفعت التكاليف من خلال استهلاك الطاقة.
من هذا المنطلق وضع مؤتمر مستقبل التحلية الذي عقد في الرياض، ثلاثة محاور على أجندته يتصدرها محور الاقتصاد والسياسات والأنظمة في صناعة تحلية المياه، حيث يسعى هذا المحور لاستكشاف حلول الموارد غير التقليدية في القطاع، وتحديات كفاءة الطاقة في الإنتاج.
ونعلم جميعًا أن تشغيل محطات التحلية إمَّا أن يتم تشغيلها بالزيت أو بالغاز، أو تكون محطات بخارية. لكنها في كل الأحول تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، كما تنتج كميات أخرى منها. لذلك، فإن إزاحة كميات من الوقود المستخدم في التشغيل أمر لا مفر منه، سواء من خلال تعزيز تقنيات كفاءة الطاقة، أو من خلال استخدام مصادر متجددة، أو من خلال العمل على تشجيع سبل الترشيد المائي. لذلك يأتي هذا التحدي كأحد المعايير الاقتصادية المهمة.
المحور الثاني في هذا المؤتمر سيكون حول الابتكار في تحلية المياه. ونعلم أن العالم حاليًا يتنافس في قضايا الابتكار، ويسعى للوصول إلى أفضل الحلول لذلك، وتشجيع المبتكرين، وحفز المبدعين. فالعالم لم يعد فقط الشرق والغرب، بل الحل يوجد مع من يبتكره.
ويناقش المؤتمر محاور تتعلق بمساعٍ للوصول إلى كفاءة الطاقة التشغيلية للمحطات، والتكامل مع مصادر الطاقة المتجددة. وهذا الأمر يتعلق بالتوجه نحو تشغيل المحطات بالطاقة الشمسية على سبيل المثال. ولـ"التحلية" تجربة مثيرة في مدينة الخفجي اعتبرت في حينها أحدث محطة تستخدم الطاقة النظيفة في العالم.
وتأخذ العمليات في تحلية المياه طريقها إلى النقاشات من خلال السعي لتحسين عمليات التشغيل والصيانة، والبحث عن أبرز الحلول للتحديات المستقبلية لعمليات التشغيل والصيانة في محطات التحلية. وللمؤسسة العامة لتحلية المياه تجربة مهمة في هذا المجال يمكن أن يستفيد منها العالم، حيث من المتوقع أن يكون أكثر من 1.5 مليار شخص بحاجة إلى المياه المحلاة بحلول عام 2030.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه