نجح المسلمون في إيطاليا من افتتاح أول مسجد في مدينة البندقية بعد عدة محاولات باءت بالفشل في الحصول على تصريح من السلطات ببناء مسجد في المدينة. وبحسب وكالة الأناضول أقيم المسجد في حي "كاناريغيو" على أطلال كنيسة كاثوليكية مهجورة منذ 40 عامًا، حيث تمكن أغنياء العرب في السنوات الأخيرة من شراء عقارات في المدينة التي تعد من أهم المقاصد السياحية في العالم. وتبنى الجناح الآيسلندي في معرض بينالي البندقية الدولي للعمارة السادس والخمسون، أعمال تحويل الكنيسة إلى مسجد، بمساعدة المسلمين المقيمين في المدينة. وأشرف الفنان السويسري كريستوف بوشيل على أعمال الترميم، وأبهر المظهر الجديد للمسجد زواره المسلمين القاطنين في المدينة بعد أن كان كنيسة مهجورة، حيث تمَّ تزيين جدرانه من الداخل بالحروف العربية، والمئذنة التي تم نصبها في سقف المسجد الجديد. واعتبر رئيس الجالية الإسلامية في آيسلندا إبراهيم سفيرير أغنارسون افتتاح المسجد بمثابة نجاح للجالية الإسلامية في البندقية، معربا عن سعادته بافتتاحه. وأكدت أغنارسون الذي دعمت وزارة الثقافة في بلاده المشروع أنّ المسجد سيكون بمثابة مركز للتعريف بالإسلام في المدينة، قائلا: لقد حزنت كثيرًا عندما رأيت المسلمين سابقًا يصلون في حاوية للبضائع. وتجدر الإشارة إلى أنّه صدر قانون محلي في مقاطعة "لومبارديا" شمال إيطاليا يمنع بناء مساجد جديدة اعتبارًا من مارس في الشمال. وأثار القرار تعليقات نقدية وساخرة عن الحريات في الغرب التي تمنع المسلمين من الصلاة، وتذكير بما سبق أن فعلته جماعات تطلق على نفسها “الجبهة المسيحية المقاتلة” سبق أن قامت بعمليات حرق مساجد في إيطاليا وتدميرها عام 2007 وأعلنت المعارضة الحزبية لرابطة الشمال الانفصالية رفضها لاعتراض الحكومة، والعمل على إعادة طلب الالتزام بالقانون الجديد لدى المحكمة الدستورية، واستمرار رفض الوجود الإسلامي للمهاجرين الأجانب بمواقع العبادة والمساجد بالشمال الإيطالي. وأعرب المسلمون الايطاليون عن قلقهم من سياسات التضييق التي تمارس بحقهم ابتداء من قانون الهجرة المتعسف المعروف، و التحديدات التي تضعها السلطات المختصة على أذونات بناء المساجد وازدراء الإيطاليين للحجاب الإسلامي. ويعيش في إيطاليا نحو 1.5 مليون مسلم لا يوجد بها سوى 8 مساجد، ويقع بها أكبر مسجد في أوروبا (روما – إيطاليا) على مساحة 30000 متر، فحتى عام 1970 لم يكن يوجد في إيطاليا سوى مسجد واحد بروما معروف بـ “الجامع الكبير”، وحتى 2012 وصلت إلى 3 مساجد فقط.. ويرجع الحضور الإسلامي في إيطاليا إلى عام (809م) حيث حكم المسلمون الأغالبة ثم الفاطميون جزيرة (سردينيا) حتى عام (1015م)، فيما بسط القائد العربي المسلم (أسد بن الفرات) سيطرته على جزيرة (صقلية) عام (827م) خلال فترة ولاية الأمير (زيادة الله الأغلبي). وفي عام (863م) حكم المسلمون الأغالبة قبضتهم على مدينة (برندزي) الإيطالية ثم (نابولي) عام 837 م ثم (كلابريا) و(تارنتو) وصولا إلى ضواحي (روما) عام (846م) في زمن إمارة (محمد بن الاغلب)، إلا أنهم انسحبوا منها بعد أخذ الجزية من أمرائها. وعندما استطاعت جيوش التحالف المسيحي استرجاع المدن الإيطالية عاود المسلمون السيطرة على مدينتي (نابولي) و(جاتيه) عام 934م، كما شهد عام (1481م) محاولات عثمانية للاستيلاء على الجنوب الإيطالي، وخلال الفترات المذكورة انتشر الإسلام على نحو محدود في صفوف الإيطاليين، ولكن بعد سقوط المدن بيد قوات التحالف المسيحي تمت تصفية جميع المظاهـر الإسلامية فيها. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، تقاطرت على إيطاليا جاليات إسلامية قدمت من المستعمرات الإيطالية، فضلا عن بعض المهاجرين المسلمين الذين غادروا (أوروبا الشرقية) و(شمال إفريقيا). أما في العقدين الأخيرين؛ فقد استقبلت البلاد هجرات مسلمة متنوعة من منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا؛ فضلا عن الآلاف من الطلاب المسلمين الدارسين في الجامعات الإيطالية