دعت ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم داعش، إلى مهاجمة القضاة المصريين وتنغيص حياتهم وحتى قتلهم ردا على أحكام الإعدام التي طالت الإسلاميين في مصر. وطالب أبو أسامة المصري، زعيم التنظيم، في بيان صوتي بث على الإنترنت مساء الأربعاء من أنصاره الهجوم على القضاة في مصر بعد أيام من إعدام ستة متهمين إسلاميين منسوبين للتنظيم، حسبما قالت وكالة رويترز. وقال المصري في التسجيل الذي حمل عنوان موساة ورسائل : عجت سجون الطواغيت عرب وعجم بالمسلمين رجالا ونساء حكم عليهم أو ينتظرون حكما ... ينطق به طغاة اسمهم قضاة.. من الفساد أن يسجن الطواغيت إخواننا. وجاء في التسجيل "لا أقل من أن ننغص على الطواغيت الذين أسروا إخواننا حياتهم.. لا تتركونهم يأمنون وإخوانكم في الأسر قابعون. لا تتركونهم ينعمون وإخوانكم في الأسر يعذبون". وتابع بقوله "دسوا لهم السم في الطعام .. ترصدوا لهم عند بيوتهم وفي طرقاتهم .. دمروا لهم سياراتهم تعلموا تفجيرها لتفجروها إن استطعتم. إن عرفت بيوتهم، فأفسدوا عليهم حياتهم".بحسب دويتشه فليه نشر التسجيل على موقع مرتبط بالمتشددين بعد هجوم أعلن التنظيم مسؤوليته عن تنفيذه، قتل فيه ثلاثة قضاة في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، معقل الجماعات الجهادية المتشددة التي تنشط ضد قوات الأمن المصري، ومع تزايد احكام الإعدام ضد المتهمين الاسلاميين المحبوسين أخيرا وتأتي دعوة المصري باستهداف القضاة أيضا بعد أيام من قرار قضائي بإحالة أوراق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى مفتي الجمهورية، تمهيدا لإصدار حكم محتمل بإعدامه بتهمة المشاركة في التخطيط لاقتحام سجن والهروب منه خلال ثورة 25 يناير 2011. وأعدمت السلطات المصرية الأسبوع الماضي ستة من أعضاء التنظيم أدانهم القضاء العسكري بالهجوم على جنود في القاهرة العام الماضي. وأصدر القضاء المصري مئات من احكام الاعدام ضد متهمين اسلاميين من جماعة الاخوان المسلمين التي صنفتها الحكومة "تنظيما إرهابيا"، كما صدرت أحكام عديدة بالسجن المشدد ضد مئات آخرين. وألغت محكمة النقض المصرية عشرات من أحكام الإعدام هذه. ويقول القضاة في مصر إنهم مستقلون عن السلطة التنفيذية والجيش ولا يلتفتون لأي اعتبارات سياسية في أحكامهم، غير أن الإخوان وأنصارهم ومعارضون سياسيون يتهمونهم بالتحيز وإصدار أحكام مسيسة. ويشير هؤلاء إلى أحكام الإعدام الجماعية والسجن لفترات طويلة بحق الأخوان وأنصارهم. وبحسب بي بي سي بث تنظيم ولاية سيناء منذ أيام شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يتوعد فيه باستمرار العمليات المسلحة ضد الجيش والشرطة في سيناء. وظهر في الشريط بعض عناصر التنظيم وهم يستولون على معدات وذخيرة ودبابة للجيش المصري. كما أظهر الفيديو جانباً من العمليات المسلحة التي نفذها أعضاء التنظيم، فضلا عن مشاهد لأسر أحد أفراد القوات المسلحة. ومنذ مطلع عام 2015، صعد التنظيم عملياته العسكرية في شمال سيناء ليستهدف نقاط تفتيش ومراكز أمنية في العريش ورفح والشيخ زويد. ولم يتمكن الجيش المصري، الذي يشن عملية عسكرية واسعة في شمال سيناء منذ أكثر من عامين، من وقف عمليات المسلحين الإسلاميين في المنطقة التي تُمنع وسائل الإعلام من دخولها. ويشكو بعض أهالي ونشطاء سيناء من أن الجيش المصري يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان ويستهدف المدنيين الذين ليست لهم علاقة بالأنشطة المسلحة في المحافظة. ويقول الجيش إنه يلتزم بأقصى درجات الحذر حتى لا يتضرر المدنيون ممن يصفه بالحرب على الإرهاب في سيناء. ويتبنى هذا التنظيم معظم الهجمات الدامية ضد قوات الأمن المصري في شبه جزيرة سيناء المضطربة أمنيا منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي يوليو 2013. وبايع تنظيم انصار بيت المقدس الجهادي تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا واطلق على نفسه ولاية سيناء.