2015-10-10 

ماليزيا وإندونيسيا تستقبلان مهاجري الروهينغا

من القاهرة، علياء علي

وافقت ماليزيا وإندونيسيا على السماح لزواق مهاجري الروهينغا بالنزول إلى شواطئهما والبقاء بصورة مؤقتة على أراضي الدولتين. وكشفت الدولتان أنها غيرا موقفهما وسيتوقفان عن إبعاد مراكب المهاجرين الهاربين من البؤس والاضطهادوالذين تقطعت بهم السبل فى منطقة جنوب شرق آسيا. وبحسب دويتشه فليه أنقذ صيادو سمك اندونيسيون مئات المهاجرين الذين تخلى عنهم المهربون في بحر اندامان. وأعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، أنّ بلاده ستبدأ عمليات بحث عن قوارب مهاجري الروهينغا في بحر أندامان وإنقاذها. ووعد بإلقاء مساعدات إنسانية إلى مهاجري الروهينغا عبر البر والبحر. وكتب نجيب في حسابه على موقع تويتر إن هناك "تعاطفا إنسانيا أساسيا" لتقديم المساعدات إلى الجوعى والمرضى. وأضاف أن مهام البحث والإنقاذ التي تضطلع بها القوات البحرية في البلاد ضرورية لـ"منع الخسائر في الأرواح". وتأتي تصريحات رزاق بعد أسابيع من رفض السلطات استقبال القوارب وسحبها بعيدا عن المياه الماليزية. وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان: إن إندونيسيا وماليزيا وافقتا على مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين غير الشرعيين وعددهم سبعة آلاف مهاجر مازالوا في البحر. و أكد أنّ الدولتين ستقدمان مأوى مؤقت للاجئين شريطة أن يتنبى المجتمع الدولي إعادة التوطين والترحيل في غضون عام واحد. ودعا وزير الخارجية الماليزي دول العالم للمشاركة في مساعدة من يتم وصفهم بـ" المهاجرين غير المنتظمين"، لافتا إلي أنّ ماليزيا وإندونيسيا لديهما موارد محدودة لمساعدة هؤلاء المهاجرين. وأوضح حنيفة أنّ ماليزيا وإندونيسيا لن تبحثا بصورة نشطة عن مهاجرين في البحر، ولكنهما سوف تقدمان المساعدة للذين يصلون إلى أراضيهما. وأنقذ أكثر من ثلاثة آلاف شخص على يد السكان المحليين أو ممن وصلوا إلى الشاطئ في إندونيسيا وماليزيا. ويشار إلى أنّه لم يحدد بعد المواقع التي ستقام فيها أماكن الإيواء المؤقتة للمهاجرين من الروهينجا وبنجلاديش. وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن استعداد الولايات المتحدة لتوفير أماكن لإيواء اللاجئين وقيادة حملة دولية لإعادة توطينهم. ولفتت تايلند إلى أنها ستتوقف عن إعادة القوارب إلى عرض البحر، وهو ما تفعله قوات ماليزيا وإندونيسيا البحرية خلال الأيام الأخيرة، لكنها لم توقع على اتفاقية توفير أماكن للإيواء. وكانت ماليزيا من بين دول عدة في المنطقة رفضت في السابق إيواء المهاجرين واستبعاد قواربهم إلى مياه الدول الأخرى، وهذا ما ندد به المراقبون ووصفوه بأنه مباراة "بينغ بونغ" قاتلة. هذا ويجري وزيرا الخارجية الماليزي، أنيفة أمان، والإندونيسي، رتنو مارسودي، مباحثات مع نظيرهما في ميانمار، وونا ماونغ لوين، في العاصمة البورمية، ناي بي تاو لبحث أزمة المهاجرين. ومن المقرر أن يلتقي نائب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، المسؤوليين البورميين. وبحسب بي بي سي وصف مراقبون الاجتماع الذي جرى الخميس بأنه "تقدم مفاجئ"، في الوقت الذي نفت فيه ميانمار مسؤوليتها عن الأزمة، وتغيبت عن حضور اجتماع لوزراء خارجية المنطقة، الأربعاء، حيث اتفق فيه المشاركون على توفير ملاجئ مؤقتة للمهاجرين، وعدم استبعاد القوارب التي تصل للشاطئ. وقال زاو هتاي مدير مكتب رئاسة الجمهورية في ميانمار، لوكالة أسوشيتد برس في تصريحات سابقة "نحن لا نتجاهل مشكلة المهاجرين، لكن لن نقبل المزاعم التي يسوقها البعض بأن ميانمار هي سبب المشكلة. وأشار ريتشارد بينيت، مدير برنامج آسيا والمحيط الهادئ في منظمة العفو الدولية إلى أنّ قرار الأربعاء بتوفير الملاجئ ساعد أولئك الذين وصلوا إلى الشواطئ، لكنه لم يقدم شيئا للآلاف الذين لا يزالون عالقين في البحر دون إمدادات الغذاء والمياه الكافية، أو لمن يلحق بهم. تقول منظمات حقوق الإنسان إن المهاجرين يشعرون بأنه "لا خيار لديهم" سوى المغادرة، ويدفعون الأموال للمهربين لمساعدتهم، ينقل المهربون المهاجرين عادة إلى تايلند عبر البحر ثم إلى ماليزيا عبر الطرق البرية. لكن تايلند بدأت مؤخرا حملة على مسارات المهاجرين، وهو ما يعني أن المهاجرين يستخدمون المسارات البحرية بدلا من البرية. وقالت إنها بالفعل تحاول جاهدة التعامل مع عشرات الآلاف من اللاجئين القادمين من ميانمار. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 120 ألفا من أقلية الروهينغا فروا من منازلهم خلال الثلاثة أعوام الماضية. وتجدر الإشارة إلى أنّ المهاجرين يتألفون من مسلمي الروهينغا الفارين من الاضطهاد في ميانمار، إضافة إلى بنغاليين يعتقد بأنهم يبحثون عن مستوى اقتصادي أفضل. يقطن مسلمو الروهينغا بصورة أساسية في ميانمار، حيث يتعرضون على مدار عقود للاضطهاد. وتعتبر ميانمار (المعروفة باسم بورما) أقلية الروهينغا مهاجرين من بنغلاديش، على الرغم من أجيالا عدة قد عاشت هناك. وتفرض ميانمار قيودا على تحركاتهم وحياتهم الشخصية، وتعرضت أقلية الروهينغا المسلمة إلى اضطهاد على يد أغلبية السكان البوذية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه