بات التنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم داعش، يسيطر على نصف مساحة دولة سوريا باستيلاء مسلحيه آخر نقطة حدودية تربط بين سوريا والعراق. ويواصل مقاتلوا التنظيم الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق أيضا تقدمهم باتجاه مدينة الفلوجة العراقية. وكانت قد سقطت مدينة الرمادي العراقية الاسبوع الماضي في ايدي ثلاثة آلاف مقاتل من التنظيم، فيما فر مئات الجنود ورجال الأمن من المدينة. ويقول مراسل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط إن مسلحي تنظيم الدولة قد اخترقوا، على ما يبدو، خطوط دفاع القوات العراقية بالقرب من مدينة الحبانية، حيث يتجمع عناصر الحشد الشعبي لمقاومتهم. ولم تؤكد أي مصادر عراقية أنباء تقدم "الدولة الإسلامية" في محيط منطقة الحبانية، بحسب موفدنا إلى بغداد عمر عبد الرازق. ويأتي التطور الأخير بينما يحكم تنظيم الدولة السيطرة على مدينة تدمر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن مسلحي التنظيم استولوا على آخر نقطة حدودية بين سوريا والعراق، بعد أن انسحب الجيش من نقطة التنف الحدودية، التي تعرف باسم "الوليد" على الجانب العراقي. وتكمن أهمية الاستيلاء على معبر الطنف بأنه يمكن التنظيم من ربط مواقعه في وسط سوريا مع مواقعه في محافظة الأنبار غربي العراق. واعترفت الولايات المتحدة بأن هذه التطورات تشكل انتكاسة للتحالف الذي تقوده. ويسيطر تنظيم الدولة الآن على 95 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية، أي ما يعادل نصف مساحة البلد، حسب المرصد. وبسط التنظيم سيطرته على محافظات دير الزور والرقة، وله وجود قوي في الحسكة وحلب وحمص وحماه. وحقق التنظيم أيضا مكاسب مهمة في العراق ، حيث استولى على مدينة الرمادي ذات الأهمية الاستراتيجية. وقال جيم موير من بي بي سي إن مسلحي تنظيم الدولة الذين اكتسبوا زخما استثنائيا في الفترة الأخيرة لم يقتنعوا بالتوقف عند مكاسبهم، بل تابعوا عملياتهم. في هذه الأثناء عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من تقارير تفيد بأن القوات السورية في تدمر منعت المواطنين من مغادرتها قبل سقوطها بأيدي تنظيم الدولة. وقالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير تفيد بأن القوات الحكومية السورية منعت المدنيين من مغادرة مدينة تدمر قبل سقوطها في يد تنظيم "الدولة الإسلامية". ونسبت الأمم المتحدة الأخبار إلى "مصادر موثوقة"، رغم أن المنظمة الدولية غير موجودة في تدمر. وقالت إنها "قلقة" من مصير المدنيين الذين بقوا في تدمر، في ظل الحديث عن إعدامات جماعية. وسيطر التنظيم أيضا على المدنية الأثرية في تدمر، وهي تراث عالمي، يخشى على مصيره. فقد دمر عناصر التنظيم مواقع أثرية في العراق. وقالت منظمة اليونيكسو التابعة للأمم المتحدة إن تخريب آثار تدمر سيكون خسارة كبرى للإنسانية، ولكن لم ترد تقارير عن أعمال تدمير للآثار. وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" أيضا على قاعدة جوية وسجن شهير في تدمر.