2015-10-10 

نصرالله يتعهد بزيادة تواجد مقاتلي حزب الله في سوريا

الرياض بوست، وكالات

قال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اليوم الأحد إن جماعته تقاتل في جميع أنحاء سوريا بجانب الجيش السوري وهو مستعد لزيادة وجوده إذا لزم الأمر. ودعا الامين العام لحزب الله، أمام آلاف من مؤيديه في كلمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، الجميع في لبنان والمنطقة الى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة "الخطر الوجودي" الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية. وقال نصرالله خلال احتفال نظمه الحزب في مدينة النبطية بمناسبة الذكرى الـ15 للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان "إننا اليوم أمام نوع من الخطر لا مثيل له في التاريخ"، داعيا "الجميع في لبنان والمنطقة إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذا الخطر وإلى الخروج من التردد والحياد والصمت". وأعتبر أن "المعركة مع المشروع التكفيري معركة وجود"، مضيفا أنه "عندما يحدث خطر وجودي (...) تسكت المعارضة بل تتعاون مع الحكومة وتؤجل كل المعارك الاخرى". واكد نصرالله ان خطر التنظيمات الجهادية "ليس خطرا على المقاومة في لبنان او على طائفة او نظام في سوريا او حكومة في العراق أو جماعة في اليمن". وأضاف "هذا خطر على الجميع، لا يدس احد راسه في التراب". وأضاف نصر الله إن القتال جزء من استراتيجية أكبر تهدف لمنع جماعات مثل جبهة النصرة- جناح القاعدة في سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية من الاستيلاء على المنطقة. وللمرة الأولى، اعلن نصرالله الذي اقر في ابريل 2013 بمشاركة عناصر حزبه في القتال إلى جانب قوات النظام في سوريا "بدون أي تحفظ نعم لم نعد موجودين في مكان دون مكان في سوريا. نحن موجودون اليوم في أماكن كثيرة وأقول لكم اليوم سنتواجد في كل مكان في سوريا تقتضيه هذه المعركة (..) ونحن قادرون على أن نساهم مع الجيش والشعب والمقاومة في سوريا في صنع هذا الانتصار ورد هذا العدوان.. وحضورنا هذا سيكبر كلما اقتضت المسؤولية أن نحضر." ويأتي هذا التصريح الواضح بعدما كان يبرر تدخله سابقا بحماية المقامات الدينية أو الحدود اللبنانية سابقا. وتعهد نصرالله بمواصلة القتال في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان "حتى يتمكن الجيش السوري وقوات الدفاع ورجال المقاومة من تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية"، وهي الحدود الوحيدة التي لا تزال عمليا خاضعة لسيطرة النظام السوري. وتمتد القلمون التي تشكل المقلب الآخر لسلسلة جبال لبنان الشرقية على مساحة نحو الف كيلومتر مربع، واعلن حزب الله في الايام الاخيرة انه تمكن من السيطرة على مساحة كبيرة منها بعد اشتباكات مع جبهة النصرة ومقاتلي المعارضة. واوضح نصرالله في هذا السياق ان "الحدود اللبنانية كلها باتت كلها خارج سيطرة المسلحين الا جرود عرسال"، البلدة اللبنانية الحدودية مع سوريا والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين مسلحين سوريين واخرين قدموا من مخيمات اللاجئين السوريين في جرودها من جهة والجيش اللبناني من جهة ثانية في أب/اغسطس الماضي. وانتهت المواجهات بين الطرفين باقتياد المسلحين معهم نحو ثلاثين عنصرا في الجيش وقوى الامن لا يزال 25 منهم محتجزين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية. وينتقد خصوم حزب الله في لبنان بقوة تورطه العسكري في سوريا نظرا لتداعياته الامنية على الساحة المحلية، بينما يبرر هو تدخله بان الجماعات المتطرفة كانت وصلت الى لبنان لولا تصديه لها الى جانب قوات النظام السوري. ودعا نصرالله خصومه في فريق 14 آذار الى التخلي عن "الرهان" على التنظيمات المتطرفة. وحذر تيار المستقبل اللبناني الذي يرأسه الزعيم السني سعد الحريري من ان "اولى ضحايا داعش في لبنان سيكون تيار المستقبل وقادته ونوابه". كما سأل المسيحيين المؤيدين لفريق 14 آذار "هل موقف قيادات او احزاب 14 اذار يشكل ضمانة لكم؟ هل يحميكم من الذبح والقتل والنهب ويحمي نساءكم من السبي وكنائسكم من التدمير؟". واكد انه "اذا انتصر النظام (السوري) ومن معه نشكل ضمانة لكل اللبنانيين"، مضيفا "لا تخافوا من انتصار حزب الله بل خافوا من هزيمته". وردا على مواقف نصرالله، قال رئيس الوزراء الاسبق سعد الحريري "نحن في تيار المستقبل نعلن على الملأ ان الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية هي ضمانتنا وخيارنا وملاذنا، وأي كلام عن ضمانات اخرى امر موهوم ومرفوض وخوض عبثي في مشاريع انتحارية". وأكد الحريري في بيان اصدره مكتبه الاعلامي مساء الاحد أن "الدفاع عن الارض والسيادة والكرامة ليست مسؤولية حزب الله لا في عرسال ولا في جردوها ولا في اي مكان آخر، وموقفنا من داعش وقوى الضلال والارهاب لا يحتاج لشهادة حسن سلوك من احد". ورأى ان "ما من شيء يمكن ان يحمي لبنان أقوى من وحدة اللبنانيين واجتماعهم على حصرية السلطة بيد الدولة. واجتماعنا تحت سقف الدولة واعترافنا بمرجعيتها، التي تعلو فوق كل المرجعيات الطائفية والحزبية والإقليمية، هو الأساس المتين في المعركة ضد الاٍرهاب". وحزب الله المدعوم من إيران حليف للأسد في الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا منذ أربعة أعوام. وصارت المواجهة في سوريا نقطة محورية للصراع بين طهران والسعودية التي تدعم المعارضة المسلحة. وشهد لبنان حربا أهلية هو الآخر بين عامي 1975 و1990. وحذر مسؤولون هناك حزب الله من شن هجمات عبر الحدود مما من شأنه أن يجر البلاد بصورة أكبر إلى الصراع في سوريا. ويخشى البعض من أن يؤدي هجوم حزب الله إلى استفزاز السنة في بلدة عرسال التي تعاطف أهلها مع الأعمال المسلحة ضد الأسد ورحبوا بآلاف اللاجئين السوريين خلال الأعوام الأربعة الماضية. وحاول المعارضون المسلحون استخدام البلدة لتكون قاعدة لهم. وسيطرت جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية عليها لفترة قصيرة في العام الماضي. وأسر التنظيمان العشرات من الجنود والشرطة اللبنانيين. وفي وقت لاحق تم قتل أربعة منهم بقطع رؤوسهم أو إطلاق النار عليهم. (رويترز، الفرنسية)

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه