اتخذت العاصمة النمساوية فيينا موقعاً هاماً لها على خارطة السياحة لدى السعوديين في السنوات الأخيرة ,وذلك لما تمتلكه هذه المدينة التاريخية العريقة من مقومات وإمكانيات سياحية شكلت عوامل جذب للسائح السعودي . فيينا البالغة من العمر مئات السنين, ليست جديدة على الثقافة العربية فقد تغنى بها العرب قديماً في عام 1944م في اغنية شهيرة للفنانة أسمهان باسم "ليالي الأنس في فيينا" ولحنها الفنان المعروف فريد الأطرش. واللافت للنظر تزايد أعداد السياح السعوديين فيها بشكل كبير في كل عام عن الذي قبله حيث أكدت إحصاءات المكتب السياحي الوطني في فيينا أن عدد السياح السعوديين الذي زاروا فيينا العام الماضي 2014م بلغ حوالي 31 ألف سائح,في حين بلغ عدد السياح الخليجيين مايقارب 126 ألف سائح. واحتضنت فيينا خلال العقود الزمنية الماضية إمبراطورية الهابسبورغ ,التي اندثرت وخلفت وراءها مدينة الفن والموسيقى والحضارة مما جعل السياح يقصدونها من كل حدب وصوب. وتحتوي المدينة على معالم سياحية كثيرة من أبرزها: قصر الشونبرون وهو المقر الصيفي السابق لعائلة القيصر النمساوية,ويعد هذا القصر من أجمل قصور الباروك في أوروبا. وكانت عائلة الهابسبورغ الحاكمة آنذاك تمضي معظم أيام السنة في الشقق الفخمة داخل القصر إلى جانب غرف التشريفات الخاصة بكبار الضيوف ، ويندرج كذلك قصر الشونبرون ضمن لائحة اليونسكو للتراث العالمي.و يحتوي على 1441 غرفة، و بإمكان السياح زيارة 45 منها,و مازالت جدرانها مطلية بالذهب من عيار 14 قيراطاً قصر هوفبورغ ويعتبر القصر الملكي ومقر حكم مملكة الهابسبورغ لأكثر من 700 سنة. كان القصر قبل اقامة عائلة الهابسبورغ فيه حتى عام 1918 قلعة تعود إلى القرن الثالث عشر بعد استيلاء الهابسبورغ على الحكم وتوسيع أرجاء إمبراطوريتهم، ، ويعد قصر هوفبورغ هو المقر الرسمي لرئيس الجمهورية، ومركز مؤتمرات، و ايضاً مقرا لعدد كبير من المعارض الفنية. مدرسة الفروسية الملكية الإسبانية وتعتبر هذه المدرسة المؤسسة الوحيدة في العالم التي تقدم فن الفروسية الأصيل مع انغام الموسيقى ، وتشهد المدرسة إقبالا كبيرا من الزوار ليعيشوا لحظات مميزة تقدمها خيول الليبتزانر للمتفرجين وهي تتمايل بدقة مع أنغام الموسيقى. المدينة القديمة يعتبرمركزمدينة فيينا أو وسطها من أجمل مواقع أوروبا التاريخية. كذلك من حيث فن العمارة، إذ تطبعت واجهة المقر السابق لقياصرة الهابسبورغ بطابع ثلاث حقب تاريخية: العصور الوسطى القوطية ممثلة في كاتدرائية القديس ستيفان ، وعصر الباروك ممثلاً بالهوفبورغ وقبـّته الفارهة، وعصر نهاية القرن التاسع عشر الذي تم فيه تحويل شارع الرينغ الدائري من سور للمدينة إلى مبانٍ ضخمةٌ جميعها تعتبر تحف فنية معمارية، كمبنى الأوبرا ومتحف تاريخ الفن مجمع المتاحف مجمع المتاحف يعد المكان المفضل لمحبي الفن , ويأتي ضمن أكبر عشر مساحات ثقافية في العالم، و يضم المجمع متاحف تعرض اعمال و روائع عالمية، كمتحفَي ليوبولد والموموك.و في هذا الحي تتعانق مباني طراز الباروك مع فن العمارة الحديثة، لتشكل بذلكصورة فنية خلابة. يحتوي حي المتاحف ايضا على مطاعم ومتاجر للهدايا التذكارية حتى يتمكن الزائر من الاسترخاء على انغام الموسيقى الفييناوية الكلاسيكية التي تعزف للمارة بعد قضاء وقت حافل في تذوق الفن و الثقافة وبذلك يكون الزائر قد تمكن من رسم صورة جميلة واضحة المعالم لهذه المدينة العريقة متحف تاريخ الفن ويقع المتحف بالقرب من قصر هوفبورغ لاحتوائه على العديد من مجموعة القيصر الفنية ،و التي تعتبر اليوم من أهم المجموعات الفنية عالمياً. يجتمع الفن والمتعة في قاعة القبـّة بالمتحف،ما يمكن الزائر من أن يعيش الفخامة الامبراطورية في المتحف. عجلة فيريس العظمى وتعتبر العجلة الواقعة في وسط المدينة أفضل وسيلة للحصول على منظر و إطلالة رائعة على مدينة فيينا من أعلى السماء. موزارتس فيينا تخليداً لذكرى الملحن الكلاسيكي الشهير فولفغانغ أماديوس موزاتس الذي عاش في فيينا لفترة طويلة من حياته، تم تحويل مكان إقامته الفخمة في فيينا إلى متحف للجمهور للتعرف على مراحل حياته. دار الأوبرا يعود تاريخها إلى القرن 19، وتقع في وسط المدينة ولا تزال تعزف في أروقتها النغمات الإبداعية والموسيقية النابضة بالحياة كما كانت طوال تاريخ وجودها التسوق في شارع ماريا هلفر الشهير ويعتبر هذا الشارع الرئيسي الواقع في قلب المدينة من أهم الشوارع الرئيسية في فيينا ويحتوي على المتاجر والمحلات مما يجعله نابضا بالحياة طيلة اليوم والمساء ,ويرتاده السياح الباحثين عن المنتجات والماركات النمساوية وأيضا العالمية.