2015-10-10 

الشاعر حيدر العبدالله يحمل بردة الشعر وخاتم الإمارة إلى السعودية

الرياض بوست

أسدل الستار مساء أمس الأربعاء عن الموسم السادس من برنامج "أمير الشعراء" بعد 10 أسابيع من الإبداع والتألق، كانت الكلمة النهائية دوماً للشعر والقصائد بما فيها من معان جزلة وعذبة. عباقرة الكلمة صفوة الصفوة ظهروا ولمعوا على مدى 10 حلقات استطاع في نهايتها الشاعر السعودي حيدر العبدالله أن يخطف الأضواء ويتألق ببردة الشعر وخاتمه، بحضور وتكريم من سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، واللواء الركن طيار سعادة فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، والسيد سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، والسيد عيسى المزروعي عضو لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وحشد من الدبلوماسيين والصحفيين وجمهور الشعر. من أبوظبي أطل البرنامج في الحلقة العاشرة والختامية في أمسية هي قمة الأماسي أعلن في بدايتها عن مغادرة الشاعر السوري مصعب بيروتية بعد أن حصل على أقل نسبة من تصويت الجمهور فيما كان حصل على 26 من 30 درجة للجنة التحكيم، وواصل المنافسة الشعراء الخمسة "حيدر العبدالله/ السعودية، عصام خليفة/ مصر، محمد ولد إدوم/ موريتانيا، مناهل فتحي/ السودان، نذير الصميدعي/ العراق". هؤلاء الشعراء الخمسة استطاعوا أن يلهبوا جمهور مسرح شاطئ الراحة مع ما اختزنوه من قلق وخوف وخاصة أنّ ساعتين كانت تفصلهما عن النتيجة وتتويج الفائز، وقد رافقهم في رحلة الشعر منذ أن وطأت قدمهم أرض الإمارات مقدم البرنامج المتألق الممثل السوري باسم ياخور، وهو الذي استطاع من خلال حرفيته العالية وطريقته المحببة في التقديم أنّ يقترب من مساحة الشعراء الخاصة وبات كصديق يرافقهم في مشوارهم على المسرح. أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من الدكتور صلاح فضل/ مصر، الدكتور علي بن تميم/ الإمارات، الدكتور عبدالملك مرتاض/ الجزائر، أبدوا إعجابهم من خلال تقرير مصور عرض قبل بداية الحلقة عن المستويات العالية التي شهدتها هذه الدورة، فأجمعوا على أنّ الشعراء في هذا الموسم امتلكوا لغة عصية على الإنكسار، فأبدعوا وقدموا نصوصاً تليق بهذه التظاهرة الثقافية، كما عبروا في نصوصهم عن الحب والوطن ولم يغفلوا عمّا يحدث في الوطن العربي، فكانوا لسان الحال وأعادوا إحياء لسان العرب بحقٍ. وبثت حلقات المسابقة على الهواء مباشرة من على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي عبر قناة "بينونة" الفضائية، وقناة أبوظبي الأولى، كما تم عرضها على التلفزيون السعودي - القناة الأولى، وقناة المحور الفضائية المصرية، والمسابقة تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وتنفذها شركة بيراميديا. *ذكرى أبوخلف حاضرة* هي حلقة عبقت بذكرى الراحل محمد خلف المزروعي "رحمه الله" وهو الموسم الأول الذي يمر برحيله، فكانت ذكراه حاضرة من خلال تقرير عُرض عن مراحل وتاريخ الشعر العربي حتى يوم إعلان العاصمة أبوظبي من خلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث آنذاك برئاسة الراحل محمد خلف إحياء لسان العرب من خلال إطلاق مسابقة تعنى بالشعر العربي الفصيح وهي مسابقة "أمير الشعراء". وتحدث السيد عيسى سيف المزروعي عضو لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في تقرير فقال إنّ الشعر يبقى أهم المراجع الأدبية والثقافية لأجيالنا، وهو لسان حال المجتمعات في مختلف نواحي الحياة، لقد أطلقت المسابقة بشهادة الجميع حركة شعرية هامة تؤدي دوراً محورياً في تعزيز المشهد الثقافي العربي، واليوم حققنا حلم الراحل الكبير الذي نفتقده أبوخلف هذا الموسم من خلال النقل الحي للمنافسات الشعرية الذي تضمن أيضاً إلى جانب قناتي بينونة وأبوظبي، التلفزيون السعودي - القناة الأولى - وقناة المحور المصرية، كما أنّ هذا الموسم كان متميزاً بكافة المقاييس. *العبدالله تقلد البردة وخاتم الإمارة* 5 شعراء زينوا بالأمس مسرح شاطئ الراحة بقصائدهم وأمنياتهم وأحلامهم بالحصول على بردة الشعر وخاتم الإمارة، 5 شعراء من 5 بلدان عربية مثلوا بلادهم وهم السفراء في الشعر والكلمة العذبة الحلوة، الشعراء الخمسة ومنذ المرحلة الأولى رأوا أنفسهم في الحلقة الأخيرة متألقين ويرتدون بردة الشعر وخاتم الإمارة ،إلاّ أن حيدر العبدالله تقلد هذا اللقب وحصل أيضاً على مبلغ مليون درهم إماراتي، فيما حصل الشاعر المصري دكتور عصام خليفة على المركز الثاني وفاز بمبلغ 500 ألف درهم، واستطاع الشاعر الموريتاني محمد ولد إدوم أن يحصل على المركز الثالث وفاز بمبلغ 300 ألف درهم، فيما حل الشاعر العراقي نذير الصميدعي رابعاً وفاز بمبلغ 200 ألف درهم، وأتت الشاعرة السودانية مناهل فتحي في المركز الخامس وفازت بمبلغ 100 ألف درهم، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين. *معايير الختام* أمّا معايير الحلقة الأخيرة فتلخصت في أن يتوجب على الشعراء كتابة قصيدة عامودية لا تقل عن 8 أبيات ولا تزيد عن 10 مستوفية الشروط الفنية من وزن وقافية بموضوع حر يختاره كل شاعر حسب رغبته، فيما طُلب منهم كتابة أربعة أبيات تتمحور حول السؤال التالي "ماذا لو لم تنل لقب أمير الشعراء". *العبدالله أميراً * أول نجوم الأمسية كان الشاعر السعودي المتميز حيدر العبدالله، الذي أصبح أمير الشعراء في الموسم السادس مع نهاية الحلقة واستطاع من خلال قصائده التي قالها في المراحل الأربعة أن يستحوذ على إعجاب الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم، والذي قال في تقرير مصور عرض قبل صعوده إلى المسرح عن التفاؤل الذي تملكه منذ اللحظة الأولى، وذلك لأنه يكتب ما يكتب ويقرأ ما يقرأ أمام اللجنة والجمهور بكل ثقة، بداية قال الأبيات الثلاثة إجابة عن السؤال "ماذا لو لم تفز باللقب؟": لو لم يفز ب(حيدر) (حيدر) فالشعر ليس جولة تخسر الشعر أن نحب، أن ننثني كالغصن أحياناً فلا نكسر نضيء للغرقى بزيتوننا، نمده جسراً لكي يعبروا *ومن ثم قرأ قصيدته بعنوان "قبلة على فم القصيدة" جاء فيها:* كأي رضيع يشتهي جوعه الثدي يراودك المعنى .. يطاردك الوحي قصيدتك الأولى تظل بعيدة .. يضيق بها المسعى، يليق بها السعي وتبقى إذا الصحراء أهدتك روحها نبياً مجازياً يصوِّفه الرعي بداية قال الدكتور صلاح فضل يا حيدر أنت غصن يانع جميل تلعب دورك الشعري باتقان وبراعة، هل أنت الذي يعطي القبلة للقصيدة أم أنك تأخذ منها؟، ترضع من ثدي الشعر عبارتك مصورة بليغة، ولغتك جميلة، وقلبك طفل، تعود إلى زين الشباب إلى أبي فراس الحمداني لتتساءل معه وأنت لست عصي الدمع، وتأخذ صورة بلقيس القرآنية، ذاكرتك مشحونة بكل ما هو جميل في اللغة، وشعرك نقي شفاف. وقال الدكتور علي بن تميم قصيدتك تصوير صوفي جميل وجليل من لحظات المكابدة إلى لحظات الإلهام الشعري والإبداع الشعري، قصيدتك رحلة بحث جميلة مليئة بمجازات حديثة، خاتمة قصيدتك تلاعب جميل بين الناي والنأي، تنأى عن القصيدة لتقترب منها، تنسى من تكون لتكون، ما أجمل هذه اللحظة حيث التأرجح بين الإثنين، وأنا بدوري أضع قبلة على هذه القصيدة المملوءة بالشعر والحب والجمال. وقال الدكتور عبدالملك مرتاض سأحتفي بقصيدتك لأنها أهل بالاحتفاء، ويحق لك أن تفاخر بها وأن تكون مسك ختام مشاركتك، فشعرك شعر، وتصويرك تصوير، ونسجك لها عبير يتمرمر في وجه من حرير، ما هذا الشعر يا حيدر، يحق لأبوظبي أن تختال وتهتال بشعرك ولأنها الأجمل (أبوظبي) فكان الأليق بها هذا السحر الحلال، إنه لنص استثنائي ما أحلاه وما أبدعه. *عصام ولوحة البراءة* ثاني نجوم أمسية الختام الشاعر المصري دكتور عصام خليفة الذي قال إن الفوز باللقب سيشكل بينه وبين القصيدة علاقة جميلة جديدة، لأنه سيعمل على رد الجميل لها لأنها أوصلته إلى هذه المرحلة وهو الفائز بالمركز الثاني، عبر عن سعادته مستذكراً أكثر اللحظات فرحاً وخوفاً وحزناً مرت عليه خلال هذه الرحلة، ومن ثم قرأ الأبيات الثلاثة رداً على السؤال: الشِّـــــعر مُــــــغْــــتَـــــسَـــــــلٌ و فَــــــيْــــضٌ بَــــاردٌ فَـــاركضْ بِــحَـــرْفِـــك كَى يُـغَـادرك الأَلَــمْ و انـــسِـــــــج بِـــإبْـــداعِ القَــــــصِـــــيدة بُـــــــــــرْدةً ذَهَـــبِـــيّــــة التَّــــــكــوِيـــــن تَــــبْـــقَى كالهَــرَمْ لإمَــــارةِ الــكَــــلِـــماتِ حُــــكْــمٌ عــــــــــــــــــــــــادلٌ فاقْــــبَـل بسلْــطانِ القصــــيد إذا حَـــكَــــمْ *وبعدها قام عصام بقراءة قصيدة المشاركة بعنوان "وطــــنٌ ..على لَـوْحــــــةِ الـــبَرَاءة" جاء فيها:* لا تَــــقْــــــبَـلِى قَــــوْلِى إذا ما لُــــمــــــتُـــهُ مُـــــتَــــألِّـــما مِـــــن وطْــــــأةِ الأقْــــــــــدارِ فــأنَــا الذى إنْ مَــــسَّـــــــه حَـــــرْفى غَـــــدَا لَـحْـــنــاً و شُــــدّ السّـــطرُ كالأَوتَــــــارِ مَهْـــما قَـــــسَـــا حَـــرُّ الطــريق لِــكَـعْـبَـتِى لَنْ أقْـــبَلَ " القُـــلَّــيْــسَ" عند خيارى بداية قال الدكتور علي بن تميم نص يرسم ملامح عالم عربي نتوق إليه، هو لوحة فنية تمدح من الحلم والأمل، لكن الحلم تشكل بعيداً عن ألوانه من خلال مجموعة من أفعال النهي والأمر والنفي مثال (لا تقبلي، لن أقبل، لا تجزعي، لا تبتغي..)، ولكنك جدير بالثناء من خلال هذه القصيدة الأمل التي قدمتها. ومن ثم قال الدكتور عبدالملك مرتاض أتمنى أن تدقق في القافية في البيت السادس، الإيقاع في القصيدة لا يساعد على التحفيز، لكنك وبحكم كونك شاعر كبير استطعت أن تجعله غير ذلك تصويراً، في قصيدتك لغة التسامح وهي قيمة إنسانية عميقة وفيها شعرية فياضة خاصة في البيتين الثالث والرابع. وقال الدكتور صلاح فضل لك رؤى شعرية رائعة، طفلتك الجميلة رمزية تدعوها أن لا تجزع من ضجة الإعصار، تجعلها مريم عندما تهز عليها جذع النخلة، وتجعل منها موسى أيضاً، لكنك في البيت الأخير تفاجئنا بإشارة تحتاج إلى شرح، هو تشبيه طريف، فأنت شارفت حلمك. *ولد إدوم وقصيدة حبيبي* ثالث فرسان أمسية الختام الشاعر الموريتاني محمد ولد إدوم الذي قال أنه أدرك ومنذ اللحظة الأولى بل ورأى نفسه في الحلقة الأخيرة، كل مرة كان يغمض عينه، مشيراً إلى أن أصعب اللحظات في البرنامج هي لحظات الإرتجال، وقال لقد أعددت نصاً هو أقوى وأفضل ما لديّ يعبر عن الحب الرباني، وبداية قرأ الأبيات الثلاثة: أنت الاميرُ، فعُدْ بالتاجِ للبلدِ عبِّدْ طريقَكَ للأمجادِ واتـَّـئِدِ وكنْ بشعرِك إنساناً ـ يقولُ أبي ـ كنْ أنتَ، ذاتكَ.. لا تنقصْ ولا تزِدِ فإن تأمرت عرشَ الشعرِ، حُقَّ لناَ وإنْ خَسِرْتَ فلا تثريبَ يا ولدِي *ومن ثم قرأ قصيدته للحلقة الأخيرة بعنوان "حبيبي" جاء فيها:* وما الشعْرُ للأحـباب إلا تـولهٌ وقــربانُ تَحْـنانٍ تسـنَّتْ نذورُهُ قصيدي وأشواقي رسولاَ محـبَّـتِي لطــــهَ الذي عمَّ المجـرَّةَ نورُهُ بداية قال الدكتور عبدالملك مرتاض مديح النبي حق لكل محب مؤمن لكن هل يملك الشاعر المعاصر القدرة على تسلق المعاني ليصل إلى مقام المدح الذي يليق، ليكون الفيض الشعري في مستوى المقام، إننا لا نريد أن نصيبكم باليأس، لكن تكرار "طه" (5 مرات)، و"محمد" (3 مرات)، باستطاعتي القول أنّ الأبيات الثلاثة التي ترد بها على السؤال هي أشعر شعراً من القصيدة، حيث أنك عبرت بها عن حالك. ومن ثم قال الدكتور صلاح فضل جميل أن تتوجه إلى الحبيب المصطفى بهذه النبرة الصوفية الخالصة المفعمة بالحب وبروح الدراويش لكنك تضع نفسك في مأزق لأنك لا تستطيع كشاعر حداثي أن تجاري من شعراء المدح، في قصيدتك لم تختلف عن أي درويش يكتب الأذكار ويترنم في غيبوبة الوجد الصوفي. وقال الدكتور علي بن تميم هنا مشاعر صادقة في حب الرسول لكنك وقعت في أسر الخطابية ولم تكن قصيدتك تصويرية، أتمنى لو أنك استطعت كتابة نصاً يصل إلى مقام الرسول ويرد رداً حازماً على الذين يتطاولون باسمه/ في نصك مراوغة ذكية، لكن الأبيات الثلاثة منحتك أن تعبر عن نفسك وجعلتك تعبر عن خلجات مشاعرك. *مناهل وحضور أنثوي متميز* رابعة فرسان الأمسية الأنثى التي استطاعت أن تصل إلى الحلقة الختامية الشاعرة السودانية مناهل فتحي التي كانت تحلم بالفوز بل وقالت عليكم أن تصنعوا بردة باللون الوردي فاللقب هذه السنة ستحمله أنثى، حلمها لم يتحقق في هذا الموسم بعد أن حصلت على المركز الخامس لكن حضورها كان وبالإجماع قوياً ومتميزاً، وقرأت مناهل الأبيات الثلاثة: سأظل أحلم أن أحقق للنساء طموحهنه وأقول: عذراً إن خبا حرفي وخيب ظنهنه يا رب فارفع فوق أصوات الرجال نشيدهنه *ومن ثم قرأت قصيدتها بعنوان "كأنه هو" جاء فيها:* مذ تاه هدهده فهام بغيري وأنا على عرشي أهدهد صبري أرفو فداحاتي وألبس أحرفي شالاً يقلب في المواجد جمري بداية قال الدكتور صلاح فضل يتميز شعرك بالمراوغة والإزدواج، علينا أن نبحث دوماً عن المعنى المخبوء فأنتِ لا تتحدثي بلغة المباشرة أبداً فقصيدتك هذه وإن أوحت للوهلة الأولى أن الرجل هو المقصود، فهذا ليس هو المعنى الحقيقي فأنتِ تتحدثين هنا عن القصيدة والحب وليس عن الرجل، فأنت حقاً شاعرة تجعلين من الحرف شالاً تزدانين به. وقال الدكتور علي بن تميم عنوان النص مستمد من وصف بلقيس لحبيبها وهو توظيف جميل، وهذه ال"كأن" جعلت المرأة في حيرة شعرياً طبعاً، النص بوح شفيف تجتمع فيه اللوعة بالكبرياء، تظهر من رماد الحزن كالعنقاء شامخة، وصف رائع لرحلة الشعر. ومن ثم قال الدكتور عبدالملك مرتاض إنّ في نصك تصوير فياض فكأنك كنت تنظرين في المرآة وأنتِ تكتبين، لذلك استعملت ألفاظاً مثل "التوله" وهي لغة ابن عربي، وغيرها من الألفاظ الصوفية الرائعة، كان أولى أن يكون العنوان "كأنني هو"، لقد قدمت الليلة نصاً شعرياً كبيراً على عكس النص القديم. *نذير والحزن العراقي* آخر فرسان الأمسية الشاعر العراقي نذير الصميدعي الذي تذكر في تقرير مصور عرض قبل صعوده على المسرح اللحظات التي مرت خلال مشاركته في هذا الموسم، وكان أنّ أسعد اللحظات هي تلك التي قال فيها عني الدكتور صلاح فضل "إنك لعراقي جبار"، ومن ثم قرأ الأبيات الثلاثة وهي: إن لم تكن لي فقد آنستُ مِنْ شِعري عشقاً يكافئ عشقَ الأرضِ للنهرِ ............... عشقاً لرملِ بلادٍ أهلها افترشوها جنّةً فرحاً أنهارها تجري *وبعدها قرأ قصيدته التي شارك بها بعنوان "ناي بامتداد وطن" والتي تتحدث عن الحزن العراقي بشكل عام جاء فيها:* قدْ جاءَ محشوَّاً بأرضٍ مُقفرةْ و سماؤهُ قَصبٌ ، عليه مدوَّرةْ ! لم يَمتلكْ إلا الأنينَ مُعبِّراً عن صوتِ مَنْ هجروا زمان الحَنْجَرةْ نايٌ تقاسَمَتِ الثقوبُ بلاطَهُ والريحُ تَضربُ جوفَهُ كي تُشْهِرَهْ بداية قال الدكتور علي بن تميم لقد جمعت بين الناي والريح، بين صوت النغم الإنساني الجميل، قصيدتك تصوير غنائي عذب للصراع بين هؤلاء الذي يتوقون إلى الحياة والذي يخربون هذه الحياة، ترسم الناي رسماً حزيناً، بشكل عام نصك جميل وموفق. ومن ثم قال الدكتور عبدالملك مرتاض يا نذير وما أنت إلا بشير، ولأنك عراقي تداركت أمرك وقدمت نصاً شعرياً كبيراً ومع ذلك لست متطمئناً لوجود بعض الملاحظات الصغيرة، لقد صورت وضع وطنك على نحو لا يقدر على تصويره إلاّ من اكتوى بنار الحرب الأهلية هناك، وقد وفقت إلى حد بعيد. ومن ثم قال الدكتور صلاح فضل مدخلك الشعري جميل أعتقد أن صوتك الجميل الداعي إلى السلام والسلم والمحبة والتسامح وعودة جسد العراق إلى عافيته الحقيقية، أنتم أشعر العرب يا أهل العراق، لكنكم بحاجة لأن تجسدوا روح الشعر في حياتكم اليومية. *إبداع وعمق علاقات تاريخية* تخلل الحلقة تقرير مصور عن ديكور المسرح حيث تم التعاقد مع أحد أشهر الجهات المختصة لتصميم المسرح من الرسومات المستوحاة للفنان الهولندي "إيشر" والذي استطاع دمج رسومات لجامع المفغور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – ومسجد الأزهر الشريف بالقاهرة، كما تم التعاقد مع شركة عالمية متخصصة من أجل تزويد المسرح بأحدث تكنولوجيا الإضاءة التي لم تُستخدم من قبل في البرامج الجماهيرية، من خلال وضع خطة استثنائية لتوزيع الإضاءة بشكل مختلف على المسرح كما تم تركيب شاشة تلفزيونية تبلغ مساحتها 120 متر مربع وإضافة أكثر من 500 قطعة من الرؤوس المزودة بالإضاءة الملونة التي تتحرك تلقائياً. كما وتخلل التقرير أيضاً إضاءة على أنّ الأوبريت الغنائي الذي أقيم في أول حلقة "تشبه الأوطان دوماً أهلها" جمع المطرب الإماراتي حسين الجسمي "السفير فوق العادة للنوايا الحسنة"، والسعودي عبادي الجوهر، ويعد الأوبريت من الأعمال المميزة من حيث الفكرة والتنفيذ فهو يجسد العلاقة المتميزة بين دولتين تمتلكان تاريخاً كبيراً من المواقف المشرفة والتي تمتد لأزمنة طويلة، وكان لابد من تجسيد هذا التقارب في عمل فني يوضح التكامل الإنساني والاجتماعي والثقافي بين الدولتين. وقد دارت فكرة الأوبريت عن تميز العلاقات السعودية الإماراتية وقوة الروابط بينهما على المستويات الشعبية والرسمية، وللتعبير عن مدى تقدير الدولتين لعمق روابط الصداقة والتعاون بينهما. *لحظة التكريم* مع إعلان النتائج كرم سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسعادة اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي الشعراء الخمسة، أمّا الأول حيدر العبدالله فقد سلمه بردة الشعر وخاتم الإمارة الشاعر المصري الفائز في الدورة الماضية من المسابقة دكتور علاء جانب. هكذا اختتم الموسم، ودع الشعراء المسرح، فيما ودع الجمهور أحلى ما في المسابقة، ألا وهو الشعر، إلى موسم قادم، وإبداع لا بد حاضر، وسيعود متألقاً أكثر في الموسم السابع. 20 شاعراً جديداً أطلقوا أقماراً في سماء الشعر العربي الفصيح، 20 شاعراً تنافسوا على إبداع الكلمة وجمال الحروف، وبين فرح التأهل وحزن الخروج من المنافسة، كان الموسم السادس هو الموسم الأكثر تألقاً ومنافسة، وأتت النتيجة على قدر توقعات لجنة التحكيم قوية ومليئة بالمفاجآت.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه