2015-10-10 

فلا نامت أعين الجبناء!

أحمد الحناكي

مرة أخرى يضرب الإرهاب، ولكن هذه المرة سريعاً، فلم تكد تجف دماء شهدائنا في القديح حتى بادر الإرهابيون بالتفجير عند مواقف مسجد آخر في الدمام. من الواضح أن المجرم والمحرض والمتعاطف يتقاسمون المسؤولية كاملة، فلا تنجح أية جريمة إرهابية من دون التعاضد بين أركان هذه العصابة. نعم هي عصابة مع اعتذاري لمفهوم العصابة نفسه، فهناك عصابة روبن هود وعصابة سارقي الكتب وعصابة مهربي الخمور وعصابة المصارف وعصابة المختلسين والمزوّرين، لكن كل هؤلاء يصبحون ملائكة إذا قارنتهم بعصابة مفجري أبناء وطنهم وجلدتهم وفي المسجد في يوم (الجمعة). من عمل العمل أراد أن يضرب فيوجع، فهو بحق الله أوجعنا وآلمنا وأحزننا، ولكنه لم ولن ينجح في مبتغاه، لزرع داء الفتنة أو يجعل أحدنا يكره الآخر. وسنظل نكرر كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية أن أهالي القديح وأهالي الأحساء وأهالي القصيم وأهالي نجران وأهالي الشمال وأهالي الجنوب وأهالي الغربية وأهالي الوسطى هم كأسنان المشط الواحد، متساوون لا أحد يتميز عن أحد، ومن قال غير ذلك فإنه خارج عن سماحة الدين وخارج عن الوطن. أقول للجبناء أينكم عن البواسل من رجال الأمن أو رجال الحدود أو رجال الجيش والحرس الذين يحمل كل منهم نعشه على كتفه ليقاوم من يحاول أن ينشر الذعر لأبناء وطنه أو من يحاول أن يفسد الوحدة الوطنية أو من يحاول الاعتداء على الوطن سواء من الداخل أم من الخارج؟ أينكم عن البطل الطيار عايض الشمراني الذي أسقط بطائرته المقاتلة طائرتين عراقيتين أثناء حرب تحرير الكويت؟ وأينكم عن أبطال الجيش والحرس عندما حرروا الخفجي بمعركة برية خالدة، أينكم عن ذلك؟ إنها الوطنية تلك التي يعشقها وينتمي إليها ويموت من أجلها أبناء الوطن، أينكم عن ذلك؟ المسلم الحق لا يغدر بغير المسلم، فما بالك بالمسلم مثله؟ المواطن الحق لا يغدر بغير المواطن، فما بالك بمواطن مثله؟ صحيح أن ما أكتبه هو في لحظة انفعال، إلا أنه يعبّر عن صدمة ودهشة واستياء مما يحدث، ولعلني أتساءل كما قيل من قبل من أنتم وماذا تريدون؟ ألا تعرفون الحدود السعودية يا ترى؟ إن علينا كلنا نحن المواطنين أو أشقاءنا العرب أن نكون يداً واحدة ضد الطغمة الإرهابية، وذلك بعدم السكوت على تحركاتهم المريبة أو تصرفاتهم، سواء أكان ذلك من خلال ما يحدث في مواقع التواصل أم أي موقع تحريضي أم قنوات تشعل الفتنة، وذلك بمقاضاتهم أمام الجهات المسؤولة. إن أي تساهل أو تجاهل لأية تحريضات أو تأليبات سينعكس سلباً على المجتمع كله وسبب رئيسي للفتنة. لا تظنوا أن ما يحدث أمر سهل، خصوصاً عندما يتكرر من سعوديين على وجه التحديد. إنه يثبت أن هناك خطأ يحدث، كيف وأين ولماذا؟ هذه مهمة وطنية جامعة وعلينا أن نكون مواطنين قبل أي شيء آخر. إننا أمام عدو لا يملك شيئاً من الشرف، وبالتالي اتحادنا الدائم هو من سيهزمه شر هزيمة. صادق العزاء للزميلة كوثر الأربش بابني أختيها الشهيد محمد البوعيسى والشهيد عبدالجليل الأربش، وعزاؤنا لأهالي الشهداء ولنا جميعاً.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه