لقد اثبتت عاصفة الحزم و ما تلاها من جهد سياسي و عسكري للتحالف العربي بضرورة صياغة تعريف جديد بماهية الأمن الاستراتيجي " بأن لا أمن او استقرار قابلين للإدراك او الاستدامة لغالبية دول الحلف في حال تراجع دورنا في تأمين سلامة الملاحة في بحر العرب بشكلاً فعلي و مباشر ، يكون قادرً على فرض الاستقرار فيه من باب المندب مروراً بعدن ، و من جزيرة سقطرى حتى جزيرة مصيرة العُمانية . فتكاملية النظرة و الجهد هما الضمانة الوحيدة لتحقيق الأمن و حماية مصالحنا القومية ، و بعقيدة عسكرية قادرة على إنفاذ الارادة السياسية في حالتي الحرب و السلم " . لذلك يُفترض بنا الان و عاجلا الاعلان عن قُطر اشعاع تلك المنطققة التي لن نقبل بالتجاوز عليها من الحلفاء قبل الخصوم الا في حالة عدم تضاربها و مصالحنا القومية جغرافيا و تاريخيا . ثانيا ، بتطوير المنظومات القائمة لمواجهة التهديدات المفترضة لأمن و سلامة المنطقة لثلاثة عقود قادمة في اقل تقدير انطلاقا من تنامي الكتل الحرجة اقتصاديا و سياسيا من جهة الشرق باتجاة بحر العرب . و مما يقرأ في الرؤى الاستراتيجية لدول الخليج العربي حتى الان ، و منذ حرب تحرير الكويت تحديدا . فالبرامج الدفاعية المبرمة مثل الصواري 1 و 2 لصالح البحرية الملكية السعودية ، مع احد شركائها الاستراتيجيين ممثلا بشركة دي سي ان اس DCNS الفرنسية ، حيث تمثل تفاصيلها الفنية و اللوجستية نقل المعرفة لا الاستحواذ فقط . كما هو الحال في مشروع بينونة الاماراتي لبناء 6 سفن من فئة كورفيت متعددة المهام للعمل في "المياة الإقليمية و الخالصة " لصالح سلاح البحرية لدولة الامارات العربية المتحدة . فسفن الكورفيت الاماراتية مثلا ، تبنى في احواض "شركة ابوظبي لبناء السفن " ضمن برنامج مبادلة الاستراتيجي الاماراتي بمشاركة القطاع الخاص ، و يبلغ طول تلك الفئة من سفن السطح القتالية من تصميم شركة سي ام ان CMN الفرنسية 72 مترا . أضف الى ذلك قرار دول مجلس التعاون الخليجي بانشاء مقر دائم للقيادة البحرية لقوات درع الجزيرة في مملكة البحرين بالاضافة لانشاء قوة خاصة تحت مسمى ( مجموعة الأمن البحري 81 ) . و مثل توقيع مملكة البحرين لاتفاقية خاصة مع المملكة المتحدة ، تسمح الاولى بموجبها بتواجد دائم لقوة بحرية بريطانية ضمن رؤية التعاون الاستراتيجي الخليجي الاوروبي المشترك . فالمملكة العربية السعودية و الامارات العربية المتحدة تمثلان الان راس الحربة في بناء قاعدة صناعة دفاعية متقدمة ، بما في ذلك تكنلوجيا الاستشعار عن بُعد . و ان كل ذلك يجري بشكل متسق و برامج تطوير الإمكانيات الأمنية و الدفاعية لكل أفرع دول المنظومة الخليجية ، و ليس بمستبعد ان نشهد في المستقبل غير البعيد الاعلان عن برنامج دفاع سعودي لصالح سلاح البحرية الملكي السعودي . فالمملكة مهتمة جدا بمنظومة دفاع بحرية تمتلك خاصية إيصال التهديد للخصم و بأكثر من وسيلة في آن واحد ، و قد تمثل الفرقاطة الفرنسية " فررم FREMM " و الغواصة الألمانية " دولفين 2-209 DOLPIN-II" عماد تلك المنظومة المستقبلية . أفرع أسلحة الجو الخليجية اثبت بما لا يقبل الجدل تفوقها النوعي و التكتيكي بعيد المدى لتمثل " ذراع طولى Long Arm " لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي في اكثر من مكان ، و بقدرات تمكنها من نقل التهديد للخصوم في إطار قُطر إشعاعها الدفاعي المباشر او بما يتجاوز ذلك المجال ان لزم الأمر ، و بما يتناسب و حجم التهديد المباشر لامنها القومي حتى و ان تجاوز ذلك الحدود السياسية القائمة الان . ثانيا لإدراك واضعي السياسات الأمنية و الدفاعية ان كل اشكال المواجهات المستقبلية ان هي فرضت علينا ، فإنها ستكون ذات طابع غير تقليدي خاطف بغرض تحقيق الحسم العسكري و السياسي ، على عكس ما هو قائم الان و المعتمد على أساس الاستنزاف السياسي قبل العسكري الكلي للخصم في اكثر من ساحة . عاصفة الحزم بكل مكوناتها ، بما في ذلك عمليتي الانتشار التكتيكي عبر مناورات مرجان 15 في البحر الاحمر و مناورات الاتحاد 17 في مياة الخليج العربي اثبتت كفاءتها في الانتشار ، و من ثم الاضطلاع بدور مباشر في تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2216 بفرض طوق بحري في المياة الإقليمية اليمنية . و لن يكون بمستبعد افتراض ان يكون لتلك القوة مساهمة ميدانية اكبر بما فيها المحمولة بَحرا " المارينز " في تنفيذ عمليات دعم ميداني و عملياتي بهدف تحقيق مناطق آمنه للسلطات الشرعية اليمنية على الارضي اليمنية . اخر السطر : التكامل مع التحالف الهندي الياباني قد بات في حكم الواجب لا الافتراض بعد الان ، فحاملة طائرات الهليكوتر اليابانية " ايزومو " ستكون قادرة على استيعاب و اطلاق طائرة المهام المتعددة F-35C