لفهد رده الحارثي اشتغالاته الملهمة والمتفردة التي يدفعها نهمه الذي يلامس حدود الهوس بكل ماهو مسرحي حتى مايبدو عاديا أو هامشيا فإن وعي فهد المتقدم ينجح في تحويله إلى ماهو مختلف وريادي، بل أنه يملك القدرات الكافية لتحويلة لعبة واعية يتخلق منها جمال جديد في زمن ما، و بعد مرور وقت كاف. وهنا سأدلل بمشروعه المسرحي الذي تقوم فكرته المبتكرة على( الفيسبوك ) فيما أسماه ( نص الفيسبوك المسرحي.) ففضلا عن جدة الفكرة وريادتها كونها تذهب بالنص المسرحي نحو آفاق جديدة. وتتوسل الميديا وتقحمها في لجة العمل المسرحي كحالة نادرة، ويشترك في بناء نصه اكثر من شخص مما يمنح النص آفاقا آخرى ورغم كونها أحد أهم اشتغالاته حاليا التي قد تكون غير مسبوقة ! ومع هذا يصر فهد على التعامل بهدوء مع هذه الفكرة ، ويمارس تجريبه واشتغالاته عليها بوعي ومازلت أشاغبه حتى اللحظة حولها وبين يديها ومعها دون أن أنجح في الوصول إلى نتيجة قطعية معه. لأنه لايجنح إلى خلع هالة على مايقوم به ولا يصف مايفعله بأي توصيف بل أنه يصر على أنه لايستطيع وصف فكرته بغير المسبوقة منطلقا من قناعاته الخاصة التي ترى في خلع الأولوية على منجز ما منزلق لايحبذ إقترافه وهو يكتفي بالقول :- ما أفعله هو تجربة لا أدعي بأني أول من طرقها لأن هذا قد يجعلني ألج في متاهة أنا في غنى عنها . هو مايزال يتعامل معها على طريقة زوربا كازتنزاكيس ) من حيث الدأب والتأني . مسرحيا يأتي فهد كصانع حاذق لايستعجل على مابين يديه فيخرجه مشوها بل هو مستعد لإبعاد كل مايعيقه عن مواصلة الاستمتاع بفنه واكتمال جمالية مايصنعه حتى لو حدا به الأمر إلى التخلص من إبهامه على طريقة زوربا فهل يرقص في نهاية المطاف رقصة مشابهة لرقصة زوربا ؟؟ قد يحدث ذلك خصوصا متى علمنا أنه يمتلك قدرة عجيبة على الحديث عن نصوصه وتجاربه ومغامراته المسرحية بشكل مطول وعميق ولايخلو من لذة لذا فنحن لانجاوز الحقيقة عندما نقول أن فهد ردة الحارثي حالة ثقافية مدهشة وعلامة ناصعة على خارطة الثقافة السعودية، وصاحب مشروع ثقافي وليس مجرد كاتب مسرحي مبدع. ناصر بن محمد العمري كاتب مسرحي