حين نرى في عالمنا الصغير الكم الهائل من الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل ونقرأ في عيونه حديث حزن يُقرأ ولا يُكتب .. ونرى على وجهه أمنيات كثيرة ، أهمها ، أن ندافع عنه بالسنان والبنان ... أي كأن نصبح له لساناً بدلاً من لسانه المتلعثم البريئ لكي نتحدث دفاعاً نيابةً عنه .. وأيضاً يتمنى أن نصبح له أيادي تصونه لحين أن تكبر عضلات ساعده فيدافع عن نفسه من الانتهاكات .. لذلك فكرت مراراً "كيف أحمي الطفل" بالسنان والبنان!! الى ان منّ الله علي بفكرة أعظم من تلك الأمنيات وهي أن أعزز الطفل وأجعله يكسب مهارات كثيرة ليعتمد على نفسه بالدفاع عن ذاته ... فكانت أولى ثمرات علمي ودراستي التربوية هي (كتاب حماية وسلام ) . كتاب حماية وسلام هو خلاصة جهد وعمل متواصل لسنوات عديدة، لكوني أماً في المقام الأول، ومسؤولة مباشرة عن تربية إبني وتعليمه مهارات حماية نفسه ، خصوصاً مع تزايد حوادث تعرض الأطفال للاعتداء، وارتفاع وتيرتها في المجتمع، سواء أكان ذلك لفظياً أو جسدياً. وفي المقام الثاني لانطلاق فكرة هذا الكتاب، جاء كوني تدرجت في التعامل مع الأطفال، كمعلمة ومديرة ومن ثم مشرفة ومدربة في رياض الأطفال، وحقيقة، فكل ذلك أورثني هماً وعبئاً ثقيلين، في محاولة توعية أطفالنا، للتعرف على الشخص المعتدي، وإيجاد فكرة تربوية مهذبة، مع مراعاة خصائص النمو، لمرحلة رياض الأطفال. وخلال عملي كمديرة في إحدى رياض الأطفال في الهيئة الملكية بادرت في بتطبيق فكرة إدراج هذه المعطيات والأفكار ضمن المنهج، كوحدة في رياض الأطفال وذلك لحماية الطفل من الاعتداء اللفظي والجسدي( الجنسي) ولإيضاح طرق حمايته لنفسه من الشخص المعتدي، وتنمية تقدير ذات الطفل واعتزازه بنفسه، وغرس الثقة في نفسه، وأيضاً إرشاد الوالدين إلى تربية أبنائهم تربية سليمة صالحة، كما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية الأطفال. وفي الحقيقة، بدأ حلمي يكبر معي طيلة الفترة الماضية، ولكن عندما بدأت عملي مستشارة في تربية الأبناء، شرعت في تأليف منهج ككتاب خاص للمربي، الذي بدوره سيساهم في إيصال الفكرة إلى الطفل، ومن هنا بدرت شخصية الطفل "سلام"، والتي ستسهم في مساعدة المربين أثناء تعليم قوانين "أحمي نفسي" لتربية أفضل وطفولة أسعد، وتقبل الطفل للفكرة والمنهج الذي يحتويه الكتاب وتعريف الاطفال باللمسات الآمنة وغير الآمنة ، وتعليمهم أجزاء اجسامهم والمناطق المسموح فيها باللمس وغير المسموح فيها باللمس .. وجعلت من كتابي عدة قوانين أسميتها"أحمي نفسي" كي يحفظها الطفل بطريقة مبسطة ويبدأ في تطبيقها حين يحتاجها .. وفي نهاية حماية وسلام ليس مجرد كتاب يحمل في طياته علم يحمي الطفل من الإنتهاكات وحسب ، بل هي قضية انسانية آمنت بها وكرست حياتي لأجلها من وازع ديني وانساني .. ودمتم بحماية وسلام هوازن الزهراني (مستشارة تربوية وناشطة اجتماعية في حقوق الطفل) للتواصل مع الكاتبة عبر توتير او الايميل hawazen7a ha.waz@hotmail.com.
عندما نحمي اطفالنا نكون حميتا كل مجتمعنا كل وطننا الحبيب
عندما نحمي اطفالنا نكون حميتا كل مجتمعنا كل وطننا الحبيب
حلماً كنت شاهدة على ولادته منذ ان كنت اعمل مع استاذتي هوازن والتمست حينها ابداع فكر واتساع بصيرة لك كل امنياتي بالتوفيق والنجاح