أصدرت هيئة البريد الألمانية بدعم من جمعية خيرية طابع بريد يحمل صورة الطفل الفلسطيني الصغير حنظلة بغية تعريف الجمهور بهذه الشخصية لجمع تبرعات تدعم القطاع الصحي في فلسطين. وأكدت رئيسة جمعية ميديكال سينتر – بيت ساحور غيرترود نيلز من مدينة هاغن لدويتشه فليه أنّ الفكرة تمت ضمن اتفاقية بين الجمعية الألمانية، ومؤسسة البريد الألماني. وأشارت إلى أنّ الاتفاقية تتضمن اصدار مؤسسة البريد لطابع بريدي من فئة الرسالة العادية، وهي من الفئات الأكثر استخداما في ألمانيا، يحمل صورة حنظله وأسم الجمعية. وأوضحت نيلز أن الجمعية التي تعنى بالقطاع الصحي في فلسطين اشترت جميع الطوابع التي تم إصدارها، وسيتم إعادة بيعها لكل من يرغب بالتبرع بمبلغ من المال لصالح الجمعية، وذلك للمساهمة في مساعدة مستشفى بيت ساحور في فلسطين. وأشارت رئيسة الجمعية إلى أن الفكرة أتت أثناء زيارتها للمستشفى القريبة من مدينة بيت لحم، حيث رأت معاناة المرضى في الأرض المقدسة، لاسيما مع تهالك أجهزة المستشفى، ولحاجة المبنى إلى التجديد والتوسيع للتمكن من خدمة مرضاه بصورة لائقة. وتابعت أثناء تفقدي لمبني المستشفى مع الإدارة لمحت على مدخله شعار حنظلة بالقرب من اسم المستشفى، ولعلمهي بأهمية هذا الشعار الذي أصبح رمزا للمعاناة الفلسطينية ومدى انتشاره عربيًا، رأيت أن هذا الشعار هو أفضل ما يمكن استخدامه لإبراز المعاناة الفلسطينية للمواطن الألماني. ولفت إلى أنها ناقشت الموضوع بالجمعية، تم الاتصال بإدارة البريد، وذلك للاتفاق على إصدار الطوابع، حيث طلبت منها مؤسسة البريد التعريف بهذه الشخصية بشكل كتابي مفصل وذلك للمصادقة عليه رسميا وعن رأي الجمهور الألماني بشخصية حنظلة ، أكدت رئيسة الجمعية أنها طرحت الطابع البريدي للبيع، ولجمع التبرعات من خلال بضع مؤسسات وجمعيات ألمانية صديقة، وعن ذلك تقول نيلز إن الناس "فوجئوا في البداية بطبيعة هذه الشخصية غير المعروفة لدى الجمهور الألماني، وسألوها ان كانت طوابع البريد حقيقية وصالحة للاستخدام". إلا أنه وبعد التعريف بطبيعة شخصية حنظله والتعريف بالفكرة والهدف الخيري المرجو من إصدار هذا الطابع البريدي، فان الناس "تهافتت للحصول عليه، وأثنوا على الفكرة الجميلة للجمعية". وترى نيلز أنه نتيجة الإقبال المتزايد على الطابع البريدي وبعد أيام قليلة من إصداره، طرأت على الجمعية فكرة إعادة إصدار الطابع بكميات اكبر وذلك لتغطية الطلب المتزايد. تطمح نيلز إلى طرح الطابع البريدي أثناء التجمع القادم للجمعيات الكنسية البروتستانتي ،والذي سيعقد في أوائل يونيو الجاري. وتقول بأنها "لم تحصل على الموافقة بعد، إلا أنها ستكون فرصة ذهبية لنشر الفكرة على قطاع واسع". حنظلة هو من أشهر الشخصيات وحضر في اغلب أعمال الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي الكاريكاتورية ، وظل دائمًا صبيًا في العاشرة من عمره يدير ظهره للقارئ ويعقد يديه خلف ظهره. وشخصية حنظلة والتي أصبحت بمثابة توقيع الفنان العلي قال إن الصبي يمثل سنه حين أجبر على مغادرة قريته، ولن يزيد عمر الطفل حتى يتمكن من الرجوع، فيما يدير الطفل ظهره عاقدا ذراعيه خلفه في تعبير عن رفضه للضغوط الخارجية، وارتداءه لملابس رثة و قدماه الحافيتان هي رموز لفقره. وبقي حنظلة الشعار حيا حتى بعد أن رحل الفنان الفلسطيني بعد اغتياله في لندن من قبل مجهولين، تاركا وراءه أكثر من أربعين ألف رسم فني ساخر