يشعر كثير من القطريين بالحيرة والاستياء بسبب موجة الانتقادات المفاجئة الموجهة إليهم بداية من استضافة كأس العالم 2022 بعد الفضيحة المدوية للفيفا وانتهاكات حقوق الإنسان لبعض العمال الوافدين من جنوب آسيا. ويكشف محلل مقيم في الدوحة أنّ الشخصيات الهامة في قطر بدءت تشعر أن هناك من يتكتل ضدهم، بالرغم من تمتع الدولة المزدهرة بثروة كبيرة ومنزلة مميزة. وأكد بعض الوزراء في قطر أن التركيز المستمر على مزاعم الفساد المرتبطة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وانتهاكات حقوق الإنسان لبعض من مئات الآلاف من العمال الوافدين من جنوب آسيا، تهدف إلى النيل من سمعة بلدهم الصغير. ورغم القيود الصارمة على وسائل الإعلام المحلية إلا أنّ هناك تطور أكثر ايجابية يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي ، ويقول مواطن قطري في العقد الثالث من العمر إن: تأثير وسائل الاجتماعي بات أكثر إيجابية رغم أنه لا يحظى بالقدر الكافي من التغطية، لافتًا إلى أنّ الشباب القطري ساعدوا على تسليط الضوء محنة عمال من نيبال أرادوا التوجه إلى بلدهم للمشاركة في جهود الإنقاذ في بلدهم بعد الزلازل الأخيرة التي ضربتها معتمدين على تويتر. وأضاف أنّ نتيجة الحملة المستمرة على تويتر اقتنعت العديد من الشركات بترك العاملين يعودو إلى بلادهم، والتبرع أيضا لجهود الإغاثة. و بحسب مارك لوبل محرر شؤون الاقتصاد بالشرق الأوسط لا تقتصر الاستفادة من صناعة الإعلام النشطة على العمال الأجانب فقط، فالضغوط الإعلامية لتغيير الممارسات يمكن أن تساعد في تعزيز سوق العمل، إلا أنه في الوقت الراهن من المستبعد أن تأتي تلك الضغوط من داخل قطر، خاصة أنه لا يوجد في البلاد ثقافة الصحافة المحلية المستقلة والقوية. والحصول على تصريح بالنشر ضروري لإصدار الصحف والمجلات، ويمكن إلغائها بسرعة مما يجعل الصحفيون المحليون في قطر حذرين جدا فيما يتعلق بالمواد التي ينشروها، فضلًا عن أنّ أصحاب تلك المطبوعات، والذين هم جزء من مجتمع أعمال وسياسية صغيرة ومتماسك، يتجنبون بصورة أساسية توجيه انتقادات لشركات أخرى أو مسؤولين بالدولة في مطبوعاتهم. وهناك كذلك سيطرة صارمة على نظام منح تراخيص العمل لأطقم شبكات التليفزيون، بالإضافة إلى الشكوك في الصحفيين الأجانب بصورة عامة، مثل ما حدث الشهر الماضي عندما ألقت السلطات القبض على طاقم لبي بي سي هناك وقال مواطن قطري، ينتمي للطبقة المتوسطة وتلقى تعليمًا في الخارج ويعمل في شركة بناء، إنه يرحب بأي اهتمام إعلامي يساعد في تحسين ظروف عمله. وأوضح المواطن، الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه وقطريين آخرين بالإضافة إلى العمالة الوافدة، ومنهم المهاجرون ذوو المهارات المحدودة، لا يمكنهم أيضا ترك صاحب العمل دون موافقته وبحسب بي بي سي بعد أشهر قليلة من الآن تستضيف الدوحة أكبر القمم الإعلامية في العالم، والتي ستركز على الكيفية التي يمكن بها تأمين ازدهار الصحافة الحرة، وربما يغير هذا التوجهات داخل البلاد بحلول موعد كأس العالم ولا يزال قادة قطر يستمتعون بالاهتمام الذي ستوفره استضافة أكبر وأهم بطولة كرة قدم في العالم وضمن ما تتيحه الاستضافة فرصة لاستعراض الثقافة العربية وحسن الضيافة، بالإضافة إلى كونها منصة لتوسيع مصالح الأعمال القطرية الأوسع في قطاعات مثل السياحة والتمويل ومشروعات البنية التحتية التي تكلفت عشرات المليارات من الدولارات. ويشعر كثير من القطريين بالفعل بسعادة إزاء فكرة إقامة كأس العالم في نوفمبر بدلا من يونيوإذ أن هذا سيكون سابقة في تاريخ البطولة حتى يكون الطقس أفضل مما هو عليه بدول الشرق الأوسط وأفريقيا في يونيو. لكن في الوقت الراهن لا يشعر كثيرون في قطر بالبهجة، وقال عامل وافد، يعيش في الدوحة ولا يهتم بكرة القدم، إن تغطية فضيحة الفيفا بدت مثل "مطاردة الساحرات" ضد قطر - في إشارة إلى للشعور بالاضطهاد - على الرغم من ارتباط إدعاءات الفساد بالعديد من الدول الأخرى.