(رويترز) - قال تنظيم القاعدة والبيت الأبيض يوم الثلاثاء إن ناصر الوحيشي نائب زعيم التنظيم قتل في قصف أمريكي باليمن وهو ما يزيل من الساحة مدبر سلسلة من الهجمات على الغرب ورجلا اعتبر في السابق خليفة لأيمن الظواهري زعيم القاعدة. كان الوحيشي مساعدا مقربا لأسامة بن لادن في السنوات التي سبقت هجمت 11 من سبتمبر ايلول 2001 في نيويورك وواشنطن. وهو يمني في أواخر الثلاثينات من العمر واختاره الظواهري ليكون الرجل الثاني فعليا في القاعدة في العام 2013. وكان الوحيشي - الذي عرضت السلطات الأمريكية مكافأة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه- أيضا زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وقد يضعف مقتله التنظيم الذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره أقوى فروع القاعدة. وقاد الوحيشي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب للتخطيط لتفجيرات تم إحباطها كانت تستهدف رحلات جوية دولية وأعلن مسؤوليته عن الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة قائلا إن الهجوم جاء ردا على الإساءة للنبي محمد. وقال خالد باطرفي وهو عضو كبير في التنظيم في بيان بالفيديو "ننعي إلى أمتنا المسلمة الشيخ القائد أبا بصير ناصر بن عبد الكريم الوحيشي الذي قضى نحبه إثر غارة أمريكية استهدفته مع اثنين من إخوانه المجاهدين." وأضاف أن قادة التنظيم اجتمعوا وعينوا قائده العسكري السابق قاسم الريمي زعيما له خلفا للوحيشي. وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن أجهزة المخابرات الأمريكية خلصت إلى أن الوحيشي قتل في اليمن. وقال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "مقتل الوحيشي يوجه ضربة كبيرة للقاعدة في جزيرة العرب أخطر الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وللقاعدة بوجه عام." وقال مارتن ريدون النائب الأول لرئيس سوفان جروب المتخصصة في الاستشارات الأمنية "إنها ضربة قوية. كان من الممكن أن يرتقي إلى قمة (التنظيم)." وقال ريدون الذي عمل سابقا بمكتب التحقيقات الاتحادي "يعتبر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على نطاق واسع أقوى جماعة إرهابية في العالم" مشيرا إلى تركيز الجماعة على الهجمات على الغرب. ودبر التنظيم أيضا عددا من الهجمات الكبرى داخل اليمن في السنوات القليلة الماضية فاستهدف الوزارات ومعسكرات الجيش والجنود وقتل مئات الأشخاص. ولم تذكر القاعدة تفاصيل مقتل الوحيشي أو توقيته. وقال سكان في مدينة المكلا بجنوب شرق اليمن إن طائرة بدون طيار فيما يبدو شنت غارة يوم الجمعة. لكن شهود عيان ذكروا أن سكان البلدة تجمعوا عند كورنيش المدينة بعد صلاة العشاء يوم الثلاثاء الماضي عندما وقع انفجار قتل فيه ثلاثة أشخاص تناثرت أطرافهم في الشارع فيما فر السكان مذعورين. وأضاف سكان أن مسلحي القاعدة وعلى غير العادة طوقوا المنطقة وجمعوا الأشلاء مما جعلهم يعتقدون أن زعيما للمتشددين من بين القتلى. والوحيشي هو سادس قيادي كبير في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يقتل في هجمات يعتقد أن واشنطن نفذتها هذا العام رغم الاضطرابات السياسية في اليمن والتي أدت إلى إغلاق السفارة الأمريكية وإجلاء الموظفين العسكريين وموظفي المخابرات فيها. وقال مسؤول أمريكي طالبا عدم ذكر اسمه إن الجيش الأمريكي لم يشارك في أي هجوم فيما يثير احتمال أن يكون الهجوم من تنفيذ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ووجهت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تحذيرا لخليفة الوحيشي. وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم الوزارة "رغم أني متأكد من أنه كان مضطرا بالفعل لأن يتوخى الحذر .. فسوف يتعين عليه الآن أن يعيش في خوف أشد. لأننا سنجده وسوف نقتله أو نأسره." ويقول جريجوري جونسون الذي ألف كتابا عن اليمن إن الوحيشي ولد في جنوب اليمن وسافر إلى أفغانستان لأول مرة عام 1998 للانضمام إلى تنظيم القاعدة. وفي أفغانستان التقى الوحيشي ببن لادن وعمل كمساعده الشخصي حتى عام 2001 عندما تشتت التنظيم في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة. وأصبح الوحيشي زعيما لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب عام 2009. وفي عام 2013 قالت مصادر أمريكية إنه تم التنصت على اتصال بين الوحيشي والظواهري الذي يعتقد أنه في باكستان. وكان الاتصال أحد عناصر معلومات المخابرات التي أدت إلى رفع حالة التأهب الأمني وإغلاق العديد من السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط وافريقيا. وبعد بدء حملة عسكرية عربية على المقاتلين الحوثيين الذين يتحالفون مع إيران ويسيطرون على أجزاء كثيرة من شرق اليمن اتحدت أهداف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجماعات قبلية ودينية في البلاد. وقال سكان في المكلا إن مقاتلي التنظيم يحملون السلاح ويجندون المسلحين بحرية في المدينة.