2015-10-10 

مبارة رياضية تثير الجدل حول أوضاع المرأة في إيران

من طهران، سيريل جوليان

الفرنسية - اعاد قرار منع النساء الجمعة من حضور مباراة في كرة الطائرة للرجال بين ايران والولايات المتحدة في اطار بطولة العالم اثارة الجدل حول وضعهن في المجتمع، وهي مسألة حساسة بالنسبة للجمهورية الاسلامية. ورغم اهتمامها الشديد بالمباراة، علما ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ 35 عاما، سمحت ايران لـ200 امراة فقط من الاتحاد دخول القاعة التي تتسع لـ12 الف شخص في مجمع ازادي الرياضي الكبير، بحسب وسائل الاعلام. ويترتب على غالبية مشجعات المنتخب الوطني الذي يحظى بشعبية كبيرى منذ سنوات بفضل النتائج التي يحرزها، مشاهدة المباراة عبر التلفزيون. ويمنع على النساء دخول ملاعب كرة القدم منذ الثورة الاسلامية عام 1979، والدافع الرسمي لذلك هو حمايتهن من السلوكيات المشينة للمشجعين الذكور. غير ان حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني تريد تخفيف القيود المفروضة على انواع اخرى من الرياضة، بحيث تمكنت نساء مؤخرا من حضور مباراة في كرة السلة في طهران، من مدرجات خصصت لهن. واعربت نائبة الرئيس الايراني لشؤون المرأة والاسرة شهیندخت مولاوردي عن تاييدها حضور النساء بعض انواع الرياضة. وكانت اعلنت في مطلع حزيران/يونيو عن اقرار مرسوم يجيز للنساء حضور مبارتي بطولة العالم المرتقبتين الجمعة والاحد في طهران. لكن وزارة الرياضة اكدت ان عددا محدودا فحسب منهن سيسمح له حضور المبارتين، وخصوصا مشجعات البلد الزائر. واكد مسؤول الامن في الوزارة رضا حسني خو الثلاثاء ان "وجود النساء في الملاعب قيد الدرس حاليا (...) في الوقت الراهن لم يتخذ اي قرار بعد". ويعود الجدل الاخير بهذا الخصوص الى حزيران/يونيو 2014 بعد توقيف شابة ايرانية بريطانية قبل مباراة لبطولة العالم في طهران. وسجنت غنجه قوامي خمسة اشهر ثم افرج عنها بكفالة قبل الحكم عليها بالسجن عاما بتهمة الدعاية ضد النظام والاتصال بجماعات معارضة. لكن في النهاية اسقطت محكمة استئناف الاتهامات عنها. واثارت محاكمتها استياء جزء من عالم الرياضة، حيث سحب الاتحاد الدولي للكرة الطائرة تفويض ايران تنظيم مسابقة بسبب منعها الاختلاط في الملاعب. كما ان هذه المسألة تثير انقساما في المجتمع الايراني. فالمحافظون يريدون ضمان احترام التقاليد الاسلامية فيما يريد اخرون مزيدا من الانفتاح. وتساءل رجل الدين المحافظ المتشدد اية الله ناصر مكارم-شيرازي حول "الضرورة، في الوقت الحالي" للسماح بدخول النساء الى ملعب. كما اعرب رئيس لجنة الشؤون الثقافية في مجلس الشورى احمد سالك كاشاني عن مخاوفه حيال رؤية النساء "اجساد الرجال العارية". واعتبر قائد الشرطة الجنرال حسين اشتري ان ايران "بلد اسلامي علينا الدفاع عن قيمه". وكان سلفه اسماعيل احمد مقدم اعلن العام الفائت ان الاختلاط في الملاعب "لا يصب في الصالح العام". غير ان المدافعين عن حقوق المراة علقوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وطالب هؤلاء عبر مواقع مثل تويتر "باجازة دخول النساء الى الملاعب"، واكد متصفح ايراني "فعلا، ما السيئ في وجود النساء في الملاعب؟" واشار اخر "اذا، كذبوا عندما اكدوا انهم سيسمحون دخول النساء ملاعب الكرة الطائرة. اهكذا نتصرف؟" وتساءل معلق ثالث "هل دخول الملاعب هو الحق الوحيد الذي تطلبه النساء؟ هل الباقي على ما يرام؟"، في حين تشير منظمات حقوق الانسان الى تعرض الايرانيات لكثير من التمييز. في نيسان/ابريل 2014 اقر روحاني بوجود بعض "القصور في حقوق المراة والمساواة بين الجنسين" مؤكدا ان "النساء يقفن الى جانب الرجال والجنسين متساويان". ويتوقع ان يعاد طرح هذه المسألة في الصيف في اثناء بطولة اسيا للكرة الطائرة للرجال في طهران. ففي هذه المسابقة التي ينظمها الاتحاد الاسيوي، وليس الدولي، ستفتح المدرجات فحسب امام المشجعات الاجنبيات.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه