إذا كنت تبلغ من العمر أربعين عاماً، فإنك بالتأكيد لم تعرف وزيراً آخر للخارجية السعودية غير الأمير سعود الفيصل، الذي يعتبر حاليا عميد وزراء الخارجية في العالم، بعد أن أمضى عقوداً طويلة في العمل السياسي، عاصر خلالها سقوط سور برلين، وانهيار الاتحاد السوفيتي، والثورة الإيرانية، وغزو الكويت، واحتلال العراق. ومع مضي هذه السنوات الطويلة من العمل على مسرح السياسة الدولي، يتساءل السعوديون عن الوجه الجديد الذي يمكن له أن يكون وريثاً لهذا التاريخ الطويل من الحركة الدبلوماسية، والكاريزما السياسية التي يتمتع بها الفيصل، وجعلت مهمة كل من يخلفه صعبة جداً، لعامليّ الزمن والقدرة الحيوية. الأنباء تتوالى من أكثر من عاصمة دولية هامة، حول رغبة هذا المسؤول المحنّك، الذي ينظر إليه بإعجاب كبير داخل الأسرة الملكية، وموظفي العمل الدبلوماسي في الخليج، في التقاعد، ورغبة القيادة في إعادة شحن الدبلوماسية السعودية بجيل جديد من الشباب، الذين أصبحوا يتولون ثلاثة أرباع مجلس الوزراء. أما معرفة من سيكون الخليفة الجديد للأمير سعود الفيصل، فتلك مهمة صعبة بالتأكيد، لأن الذين يعرفون لا يتكلمون، والذين يتكلمون لا يعرفون، مما يجعل من التكهنات أمراً بالغ الصعوبة، خصوصاً في المملكة، التي لا يتحدث مسؤولوها عن تغييرات قبل أن تعلنها وكالة الأنباء الرسمية. "الرياض بوست" ساءلت، وتساءلت، عن توقعات رجالات النخبة، وزوّار القصور الأميريّة في الرياض، بل حتى أصدقاء أصدقاء صنّاع القرار، عن هوية الخليفة الجديد، والإجابات تقول بوضوح أنه "عصر الوجوه الجديدة". "مواطن أم أمير؟" قلنا، وأجاب أحدهم بابتسامة: “ربما...ربما". كان سعود الفيصل دبلوماسياً حقيقاً لا تخفى فطنته، ولا سرعة بديهته على أحد. في إحدى الاجتماعات العاصفة مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام، وبعد أن هدد باجتياح المملكة، قال له أبن فيصل: "للبيت ربُّ يحميه". وحين قيل له عن إشاعات الوفاة التي تطارده مؤخراً، قال: “لا أعتقد أن خبر وفاتي سيكون مهماً لأحد". وفي مؤتمر صحافي لقمة عربية، تشابكت فيها العُقد بين الجارتين البعثيتين، العراق وسوريا، قال بابتسامة ذات مغزى أنه يحلم "بأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة". وفي مؤتمر آخر سأل صحافية غاضبة بهدوء إن كانت القمة قد أعجبتها أم لا. وخلال فعاليات مؤتمر "أنابوليس" الدولية لحل القضية الفلسطينية، خلع سماعات الترجمة حين بدأ عضو الوفد الإسرائيلي في الحديث، بسبب أنه "ليس مهتماً بما يقوله"، ورفض المصافحة لأنه "لم يأت للتسلية والتهريج". قال جورج بوش حينها في حديث مع شبكة (سي ان ان) تعليقا على رفض الفيصل مصافحة أي من المسؤولين الإسرائيليين خلال المؤتمر ان "جذور المشكلة في الشرق الاوسط تعود الى سنين طويلة ماضية وبالتالي فإن حلها سيتطلب أيضا الكثير من الوقت". من النادر أن تجد صورة شخصية لسعود الفيصل خارج إطار عمله، الذي يقضى فيه معظم ساعات اليوم، ويقضي أغلب وقته في الطائرة، وقد قطع خلال أربعة عقود أكثر من مليوني ميل، وزار نحو سبعين عاصمة دولية، وحضر المئات من المؤتمرات والقمم الدولية.
اتوقع مساعد العيبان هو وزير الخارجية القادم
الفيصل تغلل حبه في قلب كل مسلم على العموم السعوديين على الخصوص لكل زمان حكما وجكيم هذا الزمان سعود الفيصل وفي بني عمه رماح لابد ان لمرسة الفيصل تلاميذ
كم احب هذا الرجل شفاه الله ومتعه بالصحة والعافية وكلي ثقة انه حين يترجل هذا الفارس عن حصانه سيخلفه من هو من مدرسته الدبلوماسية فيه من الكفاءة ما ستؤهله لهذا المنصب كما تعودنا دائما من قيادتنا في اختيارات المسؤولين وان كان حتما لن يصل لقامة سعودالفيصل..بارك الله في بلادي وقادتها وشعبها..آمين