( أ ف ب ) - قتل تنظيم الدولة الاسلامية 164 مدنيا منذ بدء هجومه المفاجىء فجر الخميس على مدينة كوباني في شمال سوريا حيث تستمر المعارك بينه وبين المقاتلين الاكراد في نقاط عدة تمكن من اقتحامها. وندد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون بعمليات القتل الجمعة واصفين اياها ب"المجازر"، مشيرين الى ان الجهاديين يتحصنون في ابنية داخل المدينة ويستخدمون المدنيين ك"دروع بشرية". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "عثر بعد الظهر على 18 جثة لمدنيين في شوارع مدينة كوباني (عين العرب)، وبدت عليها آثار اطلاق الرصاص عن قرب"، مشيرا الى ان هؤلاء قتلوا على ايدي عناصر تنظيم الدولة الاسلامية. وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى من المدنيين الذين سقطوا "اما اعداما داخل منازلهم واما بقذائف التنظيم او برصاص قناصته" منذ الخميس في كوباني ومحيطها الى 164. وقتل 138 من هؤلاء داخل المدينة، بينما اعدم التنظيم 26 مدنيا عندما هاجم الخميس قرية برخ بوطان جنوب كوباني وسيطر عليها لساعات قبل ان ينسحب منها اثر وصول تعزيزات عسكرية كردية اليها. وتحدث المرصد عن استمرار وجود عشرات المفقودين منذ دخول التنظيم امس مستخدما الحيلة، اذ ارتدى عناصره ملابس وحدات حماية الشعب الكردية، الى نقاط عدة في المدينة. وذكر مصطفى علي، وهو صحافي كردي من كوباني وموجود في محيط المدينة، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "هناك سبعون مدنيا على الاقل محتجزون كرهائن"، مضيفا ان المقاتلين الاكراد "يحاصرون الابنية التي لجأ اليها عناصر التنظيم، لكنهم يلتزمون الحذر في اطلاق النار خشية تعريض حياة المدنيين للخطر". ووصف عبد الرحمن ما حصل بانه "من اسوأ المجازر" التي يرتكبها التنظيم في سوريا. واشار الى ان الجهاديين "دخلوا المدينة بنية القتل والمس بمعنويات الاكراد". وقال علي من جهته "هم لا يريدون ان يحكموا المدينة، جاؤوا ليقتلوا اكبر عدد ممكن من المدنيين وبأقبح اسلوب". كما اتهم الناشط الكردي ارين شيخموص التنظيم بارتكاب "مجزرة"، مؤكدا "ان كل عائلة في كوباني فقدت احد افرادها". وذكر المرصد ان مئات الاشخاص نزحوا من كوباني منذ بدء الهجوم. وقال مصور لوكالة فرانس برس في منطقة الحدود التركية القريبة من كوباني ان اكثر من الف سوري تجمعوا في الجانب السوري من الحدود، في وقت كانت تسمع اصوات اشتباكات من داخل المدينة. وقال المصور ان الهاربين من المعارك بين تنظيم الدولة الاسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية كانوا واقفين او جالسين ارضا قرب السياج الحدودي، على مرمى انظار عناصر الجيش والشرطة الاتراك. الا ان معبر مرشد بينار بقي مغلقا من الجهة التركية. وذكر المرصد ان عشرة مقاتلين اكراد قتلوا في معارك كوباني ومحيطها منذ الخميس، بينما قتل 42 عنصرا في صفوف الجهاديين. وتلقى تنظيم الدولة الاسلامية اول هزيمة قاسية له في سوريا عندما اضطر الى الانسحاب من كوباني في كانون الثاني/يناير 2015، وكان قد احتل اجزاء واسعة منها بعد اربعة اشهر من المعارك. ومنذ ذلك الحين، واصل الاكراد بدعم من غارات الائتلاف الدولي بقيادة اميركية، التقدم في محيط المدينة واستعادوا السيطرة على مساحات واسعة في ريف كوباني، ووصلوا الى ريف محافظة الرقة، ابرز معاقل التنظيم الجهادي حيث سيطروا على العديد من القرى والبلدات وصولا الى طرد التنظيم من مدينة تل ابيض الحدودية الاستراتيجية قبل نحو اسبوعين. في شمال شرق البلاد، قتل عشرون عنصرا على الاقل من القوات النظامية في تفجير انتحاري نفذه تنظيم الدولة الاسلامية قرب مركز امني في مدينة الحسكة التي تشهد معارك عنيفة منذ الخميس. وشن تنظيم الدولة الاسلامية الخميس هجوما على مدينة الحسكة وتمكن من دخولها والسيطرة على اثنين من احيائها الجنوبية على الاقل، النشوة والشريعة، ما تسبب بنزوح نحو ستين الف شخص من المنطقة، بحسب تقرير لمكتب الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في دمشق. واوضح المرصد ان تفجيرا ثانيا وقع بعد ظهر الجمعة بالقرب من سجن الحسكة الواقع في جنوب غرب المدينة، من دون ان يحدد ما اذا كان اوقع اصابات. واشار الى احتدام المعارك بعد التفجيرين في محيط السجن ومحيط مقر الامن الجنائي الذي دمرت اجزاء كبيرة منه نتيجة الانفجار. ونشر تنظيم الدولة الاسلامية صورا على الانترنت ظهرت فيها جثث لعسكريين في الشوارع قال انها "لجيش النصيرية المرتد"، بالاضافة الى صور صناديق ذخيرة واسلحة وقنابل ورشاشات وقذائف صاروخية ومبالغ مالية نقدية، قال انها من "غنائم غزوة البركة"، وهو الاسم الذي يطلقه التنظيم على الحسكة. وكانت معارك الخميس اوقعت عشرين قتيلا من قوات النظام وثلاثين من الجهاديين، بحسب المرصد. ويحاول تنظيم الدولة الاسلامية منذ شهر السيطرة على مدينة الحسكة، مركز محافظة الحسكة التي يبلغ عدد سكانها نحو اربعمئة الف شخص. وتتقاسم القوات النظامية السيطرة على الحسكة مع وحدات حماية الشعب الكردية. وفي نداء موجه على الارجح الى الاكراد، دعا وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الجمعة "كل من هو قادر على حمل السلاح للتصدي" لمهاجمي الحسكة. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عنه قوله ان "الدفاع عن مدينة الحسكة في مواجهة الارهابيين التكفيريين واجب مشترك بين ابناء المدينة بكل مكوناتها والجيش العربي السوري". في الجنوب، تتواصل المعارك بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي المعارضة مع جبهة النصرة من جهة اخرى في مدينة درعا، مركز محافظة درعا التي يسيطر المعارضون على الجزء الاكبر منها. وقال المرصد ان حصيلة قتلى المعارك منذ بدأت الفصائل المعارضة وجبهة النصرة هجوما على المدينة الخميس ارتفعت الى 71 قتيلا هم اربعون من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة و18 عنصرا من قوات النظام و11 مدنيا.