2015-10-10 

تونس تواجه صعوبة في التعامل مع التهديد الجهادي

من تونس، كامي بويسو

الفرنسية - بعد ثلاثة أشهر على هجوم باردو الدامي في العاصمة تونس واتخاذ السلطات اجراءات لمنع حصول هجمات اخرى، شهدت البلاد اعتداء جديدًا أثار مزيدًا من التساؤلات حول مدى قدرة السلطات على التعامل مع التهديدات الجهادية. والجمعة، قتل 38 سائحًا أغلبهم أجانب وأصيب 39 آخرون عندما فتح طالب جامعي تونسي يدعى سيفالدين الرزقي النار على مصطافين أمام وداخل فندق "ريو امبريال مرحبا" في منطقة القنطاوي السياحية بولاية سوسة (وسط شرق). وتسلل الشاب الذي تظاهر أنه مصطاف، إلى شاطئ الفندق حيث أخرج رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه تحت مظلة، وفتح النار على المصطافين بحسب ما اعلنت السلطات التي قالت إنه دخل الفندق وواصل اطلاق النار على السياح. وقتلت الشرطة منفذ الهجوم خارج الفندق عندما همّ بالمغادرة وفق وزارة الداخلية. وإثر هجوم الجمعة في سوسة، أعلنت الحكومة أنها ستضع "مخططًا استثنائيًا" لزيادة تأمين المواقع السياحية والأثرية، وستنشر اعتبارا من مطلع يوليو وحدات مسلحة من الأمن السياحي على كامل السواحل وداخل الفنادق، لافتة إلى أن قوات الأمن السياحية "غير مسلحة" في الوقت الراهن. وأعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن سيف الدين الرزقي مواليد 1992، من مدينة قعفور بولاية سليانة (شمال غرب)، ويدرس في جامعة القيروان (وسط شرق)، ومجهول لدى أجهزة الأمن . وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية هدد رئيس الحكومة في مؤتمر صحافي باتخاذ الاجراءات اللازمة في حالة ثبوت إخلالات من أي طرف، مشيرًا إلى فتح تحقيق بهدف تحديد المسؤوليات. ورصد الصيد مكافآت مالية لكل من يدلي بمعلومات تمكن من القاء القبض على عناصر ارهابية، وهو اجراء اعتبر كثيرون انه قد يشجع على الوشايات وأعلن الصيد أنّ حكومته ستغلق خلال اسبوع 80 مسجدًا خارجة عن سيطرة وزارة الشؤون الدينية لافتًا إلى أنها تبث السموم للتحريض على الارهاب. ورأى حمزة المؤدب الباحث التونسي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط أنّ غلق المساجد او استعادة السيطرة عليها غير كاف. وقال لفرانس برس: لا يمكن محاربة هذه الجماعات التي تستعمل بشكل جيد التكنولوجيات الحديثة كوسائط لنشر خطابها، بالتسبب بفراغ في الحقل الديني. وذكر أن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خلق فراغًا دينيًا، فكانت النتيجة تطرف فئة واسعة من الشباب التونسي خلال السنوات الـ2000. وبحسب المؤدب فإن السلطات التونسية لم تقم ولا تقوم بما يكفي لحماية السكان والسياح. ووفق العديد من الشهود، فإن قوات الامن وصلت الى الفندق الذي هاجمه سيف الدين الرزقي بعد نحو نصف ساعة من شروع الاخير في اطلاق النار على المصطافين. واعتبرت لينا الخطيب المحللة في مركز كارنيغي ان "على تونس ان تطلق بشكل جدي اصلاحا لأجهزة الامن حتى يستعيد المواطنون الثقة بشرطتهم". وإثر هجوم الجمعة، تداول نشطاء انترنت في تونس مقاطع فيديو ورسائل لجهادين تونسيين هددوًا مؤخرًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشن هجمات في بلادهم. واعتبر النشطاء أن سلطات بلادهم لم تتعامل كما ينبغي مع هذه التهديدات وخصوصا ان عدد التونسيين الذين يقاتلون مع تنظيمات جهادية في سوريا والعراق وليبيا يبلغ 3000.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه