يسعى المحققون في فرنسا إلى معرفة ما إذا كان المشتبه به في تنفيذ الاعتداء الجهادي في شرق البلاد قد تحرك منفردًا أو بالتواطؤ مع شركاء. وأعلنت فرنسا عن مقتل شخص بعد قطع رأسه وأصيب آخرون بجروح في هجوم على مصنغ للغاز. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية اعتقل ياسين صالحي أثناء محاولته تنفيذ تفجير ثان في موقع صناعي، ولا يزال قيد الاحتجاز السبت. وأوقفت زوجته وشقيقته، وجرت عمليات تفتيش في منزله وشركة النقل التي يعمل لديها. وأوضح النائب العام في باريس فرنسوا مولان في مؤتمر صحافي أنّ صالحي "المشتبة به الرئيسي" وصل في وقت مبكر الجمعة إلى مدخل مصنع الغاز الصناعي في سان كوانتان فالافييه في سيارة عمل وتمكن من دخول المصنع "لآنه اعتاد الدخول إلى المكان لتسليم طلبيات". وبعد دقائق صدم المشتبه به سيارته بأحد مباني المصنع مما أحدث انفجارًا كان له عصف كبير. وكان صالحي الذي دخل المصنع وذبح مديرًا في الرابعة والخمسين من العمر سبق أن عمل معه، قطع رأسه وعلقه فوق سياج ورفع أعلامًا إسلامية. وبحسب النائب العام في باريس، بعيد وصول رجال الاطفاء إلى المكان شاهدوا صالحي وهو يحاول فتح زجاجات اسيتون فقبضوا عليه. وأشار المدعي العام إلى أن الأسئلة ما زالت قائمة حول ملابسات قتل الضحية واحتمال تواطؤ أشخاص أخرين مع صالحي، والدوافع وراء ارتكاب الجريمة. وبحسب وزارة الداخلية الفرنسية فان صالحي كان مرصودا من قبل الاستخبارات بين العامين 2006 و2008، وأكدت أنه على علاقة بالتيار السلفي لكن لا سجل قضائيا له. وصالحي الذي يبلغ من العمر 35 عاما، أب لثلاثة اطفال، وولد في فرنسا لأب جزائري وأم مغربية. وقطع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس زيارته إلى أميركا الجنوبية لحضور اجتماع وزاري مصغر دعا إليه الرئيس فرنسوا هولاند، واقتصر على حضور وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والعدل. وأكد فالس لوكالة الأنباء الفرنسية أن الاعتداء أسفر عن ضغوط كبيرة على المجتمع الفرنسي، ويجب وضع حد لهذه الضغوط. وأشار رئيس الوزراء الفرنسي إلى أنّ عملية قطع الرأس الرهيبة وهذا الاخراج والتنظيم ورفع الاعلام، شيء جديد في فرنسا، فضلا عن محاولة خلق انطباعات. ودعا فالس المجتمع الفرنسي أن يكون قويا، قائلًا إنّ السؤال ليس ما إذا سيكون هناك هجوم آخر، بل متى سيحدث. وأدانت أبرز هيئة للمسلمين في فرنسا، المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، الاعتداء في منطقة ليون، داعية المجموعة الوطنية بأكملها إلى اليقظة والوحدة والتضامن. بدورها، دعت رئيسة الجبهة الوطنية من اليمين المتطرف مارين لوبين إلى اتخاذ اجراءات صارمة وقاسية فورًا للقضاء على الاسلاميين المتطرفين. و طالب رئيس حزب الجمهوريين نيكولا ساركوزي بمزيد من اليقظة. وهي المرة الأولى التي يقطع فيها رأس شخص في فرنسا في هجوم ارهابي، الامر الذي سبق ان قام به تنظيم داعش في سوريا والعراق مرارًا. ويتزايد القلق الفرنسي خصوصًا وان الهجوم يأتي بعد حوالى ستة اشهر على هجمات جهاديين في منطقة باريس ادت الى مقتل 17 شخصا في يناير.