كشف تقرير لمنظمتي اليونيسيف وإنقاذ الطفولة، تفشي عمالة الأطفال بين اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا، محذرتين من تفاقم عمالة الأطفال والتي بلغت مستويات خطيرة نتيجة النزاع في سوريا والازمة الانسانية الناجمة عنه. وبحسب الفرنسية أكدت المنظمتان في تقرير بعنوان "أيد صغيرة وعبء ثقيل" أن النزاع والأزمة الإنسانية في سوريا يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال للعمل في المقالع والمخابز وصناعة الأحذية لإعالة أسرهم يعرضهم لمخاطر كبيرة في سوق العمل، ويجعلهم عرضة للاستغلال الجنسي. وفقاً للتقرير فإن الأطفال يتم تجنيدهم كجنود، ويتعرضون للاستغلال الجنسي، ويعملون بالحقول الزراعية في لبنان، أما في الأردن فإنهم يعملون في المتاجر والمطاعم. وفي تركيا تتنوع أعمالهم بين الخبز وتصنيع الأحذية، كما يعملون في مقالع تكسير الحجارة ومواقع البناء، ما يجعلهم عرضة لمخاطر كبيرة. وبحسب دويتش فليه فإن ثلاثة من كل أربعة أطفال سوريين لاجئين إلى مخيم الزعتيري في الأردن، يعانون من مشكلات صحية، إذ يعملون أحياناً الأسبوع بأكمله من أجل أن يتقاضوا ستة أو سبعة دولارات في اليوم. وأشار التقريرإلى أنّ أطفالاً سوريين بعمر ست سنوات في لبنان يضطرون للعمل من أجل مساعدة عائلاتهم اللاجئة هناك. وفي الأردن حيث يوجد أكثر من 440 ألف لاجئ سوري منذ خمس سنوات، تركوا بلادهم هرباً من الحرب الأهلية التي تمزق سوريا. وأوضح تقرير اليونيسيف وإنقاذ الطفولة أن الكثير من الأطفال بدأوا بالعمل لمساعدة عائلاتهم، وهم لم يبلغوا بعد ربيعهم الثاني عشر، فبعض أرباب العمل في لبنان وتركيا والأردن يفضلون الأطفال على الكبار لأنهم "أرخص" من الكبار، الذين لا يحصلون بسهولة على تصريح عمل في هذه البلدان التي لجأوا وبحسب الفرنسية بيّن التقرير الذي نشر في عمان ان "اربعة من كل خمسة اطفال سوريين يعانون الفقر، بينما يقبع 2,7 مليون طفل سوري خارج المدارس وهو رقم فاقمه عدد الاطفال المجبرين على الانخراط في سوق العمل. ووجد التقرير أنّ أكثر من ثلاثة أرباع العائلات التي شملتهم الدراسة، يساهم في دخل عائلتهم الأطفال، وفي الأردن يعتبر نصف أطفال اللاجئين السوريين المعيل الرئيسي في العائلة. تقول المتحدثة باسم اليونيسيف جوليت توما لدويتش فليه "بناء على هذه الدراسات فإنه من الواضح أن عمالة الأطفال قد ازدادت بشكل كبير، وقد بدأت منذ بدء الصراع في سوريا". وبحسب الفرنسية أكد روجر هيرن، المدير الإقليمي لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا أن الأزمة السورية دفعت الملايين إلى الفقر ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل لمستويات خطيرة. وأضاف في الوقت الذي تصبح فيه العائلات أكثر ياسًا فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء على قيد الحياة، ويصبح هؤلاء لاعبين اقتصاديين أساسيين في سوريا أو دول الجوار". ونقلت الفرنسية عن التقرير أنّ اكثر الاطفال عرضة للمخاطر هم اولئك الذين ينخرطون في النزاع المسلح والاستغلال الجنسي والأعمال غير المشروعة مثل التسول المنظم والاتجار بالأطفال. ويحقق هؤلاء دخلا يوميا يتراوح ما بين 4 الى 7 دولارت مقابل العمل لما يزيد عن ثماني ساعات لستة أيام في الأسبوع. وفي سياق متصل، حذر التقرير من أن الاطفال السوريين يتعرضون بشكل متزايد لمحاولات التجنيد من قبل مجموعات مسلحة وسجلت الامم المتحدة 278 حالة مؤكدة لأطفال بسن 8 سنوات عام 2014". ولفت التقرير إلى أنّ 77% من تلك الحالات تم تسليح الاطفال واستخدامهم في القتال او تسجيل المعارك او اغراض دعائية، وأفاد 30% من الاطفال الذين قابلهم معدو التقرير في كردستان العراق انه جرى التواصل معهم بهدف تجنيدهم مقابل دخل شهري يبلغ 400 دولار. ودعت المنظمتان المجتمع الدولي على اعطاء الالوية للقضاء على اسوأ اشكال عمالة الاطفال، و تمويل المبادرات المساعدة على توفير الدخل للسوريين، وتوفير التعليم الجيد والآمن. وتسبب النزاع الذي تشهده سوريا منذ منتصف مارس 2011 بمقتل اكثر من 230 ألف شخص، وأجبر نحو نصف السوريين على ترك منازلهم. ولجأ أكثر من اربعة ملايين سوري إلى دول الجوار لا سيما تركيا ولبنان والاردن والعراق، وفق المفوضية، وهم يعيشون في ظروف انسانية صعبة.