تنقطع الكهرباء عن بعض المناطق.. تأتي الصورة معبرة عن الظلام! العيش في الظلام... مزعج وقد تسقط في حفرة لم تكن تتوقعها وقد تنجو: أنت ونصيبك لكن الأخذ بالأسباب مطلوب. لذلك لا تقبل العيش في ظلام، ولا أعني فقط الظلام الذي ينتج عن انقطاع الكهرباء مع العلم بأنه غير مبرر لا شكلاً ولا مضموناً.. إنني أعني ظلاماً من نوع آخر مرتبطاً بعلاقاتنا الشخصية وتقبل النقد البناء وقلة «البركة» وغياب المحاسبة. قال مقاتل بن حيان «صليت وراء عمر بن عبدالعزيز٬ فقرأ (وقفوهم إنهم مسؤلون) فجعل يكرر، وما يستطيع أن يتجاوزها». إذا لكل خطأ متسبب يقف وراءه.. فمَن منكم قرأ عن متسبب تمت محاسبته حتى على مستوى علاقاتنا الشخصية.. تبدر الأخطاء ونحاول ترميمها، لكن الفجر في الخصومة يقف حاجزاً بينك وبين نيتك الإصلاحية وحتى الفاجر بالخصومة لا يلقى عاقلاً حكيماً يوقفه عند حده. ولنا في هذه المقارنة عبرة لمن يعتبر... عدد إخوة يوسف أحد عشر أخاً ومع ذلك تآمروا عليه، بينما أخو موسى واحد ولكنه وقف سنداً وعوناً لأخيه.. أسألوا الله دائما البركة في النفس والمال والولد والرزق قلّ منه أو كثر فليست العبرة بالعدد إنما العبرة بالبركة. «البركة» جند خفي من جنود الله٬ يرسلها الله على مَن يشاء فإذا حلت في المال كثَّرته، وفي الولد أصلحته، وفي الجسم قوته، وفي الوقت عمرته، وفي القلب أسعدته (المقارنة منقولة من رسالة وصلتني من صديق عزيز). إذا حل «الظلام» بسبب الكهرباء أو غيره من الصور التي نعيشها اجتماعياً فهذا مؤشر على غياب البركة. نستطيع نحن بدءاً من أفراد الأسرة مروراً بفئات المجتمع أن نغير من سلوكياتنا من مجتمع يعيش في «ظلام» انقطاع الكهرباء و«ظلام» يخيم على علاقاتنا في ما بيننا إلى مجتمع يسير في «نور». النور يأتي من اعترافنا بالخطأ في عدم محاسبة مَن تسبب في وقوع صور «الظلام»، ومن ثم الوقوف وقفة رجل واحد لبناء مجتمع تحكمة قواعد عمل تحيطها بنود حوكمة قوية. يأتي «النور» من فهم نسيجنا الاجتماعي الذي يزداد صلابة في أحلك الظروف، والذي من خلاله يجب أن نقدر نعمة الله هذه عبر إجراء إصلاحات تقرب كل ناقد صالح وقيادي كفؤ، وميكنة لإنهاء الدورة المستندية بوقت قصير، ونظام تعليمي وصحي خدماتي على مستوى عالٍ من الاحترافية. نحن وإن انتقدنا٬ فهذا لا يعني اننا افتقدنا «الأمل» حيث الأمل باقٍ إلى أن تقوم الساعة. إن ما نريده لا يتجاوز احترام بعضنا بعضاً ومحاسبة كل مقصر وتقديم الكفاءات لتحل محل قيادات أسرفت بإيقاع الأذى لجموع بسيطة تخاف الله في الوطن لكن لا يسمح لها بالتعبير عن عدم رضاها ولهذا نخرج من «حفرة» إلى «حفرة» والله المستعان. جريدة الرأي