نقلت وكالات أنباء عن خرق الهدنة في اليمن بعد دقائق من بدء سريان الهدنة الإنسانية التي أقرتها الأمم المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان عن قصف طائرات التحالف بقيادة السعودية في وقت مبكر صباح السبت مواقع للمتمردين في اليمن، في مدينة تعز. وافاد شهود عيان ان غارتين جويتين استهدفتا مواقع للمتمردين الحوثيين في شارع الاربعين في تعز حيث دارت مواجهات بين المتمردين المدعومين من ايران والمقاتلين الموالين للرئيس في المنفى عبد ربه منصور هادي. واشار شهود الى ان الحوثيين كانوا قد قصفوا احياء عدة في مدينة تعز. ورصدت بي بي سي استمرار الاقتتال في كل من محافظتي تعز ومأرب فجر اليوم. وقالت وكالة اسوشييتيد برس للأنباء إن الطائرات استهدفت معسكرا للحوثيين. وقالت رويترز إن غارات التحالف استهدفت مواقع عسكرية يمنية شرق العاصمة صنعاء وتعز ثالث أكبر مدن اليمن. وقال شهود عيان لبي بي سي إن مقاتلات التحالف قصفت للحوثيين في جبل الزنوج بمدينة تعز. وتبادل الحوثيون والمقاتلون المناهضون لهم في تعز الاتهامات بخرق الهدنة. وبحسب بي بي سي ففي محافظة مأرب شمال شرقي اليمن قالت مصادر قبلية إن الحوثيين استمروا في نقل تعزيزات عسكرية كبيرة قادمة من صنعاء باتجاه المحافظة وتحدث مقاتلون قبليون عن شن الحوثيين هجوما على منطقة المشجح وأنهم قصفوا بالمدفعية الثقيلة عدة مواقع للقبائل. لكن وسائل إعلام تابعة للحوثيين اتهمت القبائل بشن هجمات على مواقع يسيطر عليها الحوثيون واتهمتهم بمحاولة افشال الهدنة الانسانية وأكدت احترام الحركة الحوثية للهدنة والتزامها بها. ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية اتهمت ما تعرف في اليمن بـ"المقاومة الشعبية " الحوثيين بخرق الهدنة وقصف أحياء في المدخل الغربي لمدينة تعز ومنع ناقلات المياه من تزويد مدينة تعز بالمياه النقية، اتهم الحوثيون في المقابل المقاتلين المؤيدين للسلطة المعترف بها دوليا بخرق الهدنة ومهاجمة موقعين لهم في منطقة الضباب وجبل جرّه. وكان الزعيم القبلي الشيخ حمد بن وهيط أكد في وقت سابق لبي بي سي أن مسلحي القبائل في مأرب لن يعترفوا بأي هدنة طالما لم ينسحب الحوثيون من محافظة مأرب وبقية المدن التي يسيطرون عليها. وشكك في التزام الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري التي تقاتل معهم بوقف القتال وفقا للهدنة الانسانية، مؤكدا أنه ليس من حق أي طرف التحدث عن هدنة سوى المقاتلين الموجودين في ميادين القتال دفاعا عن مناطقهم التي يهاجمها الحوثيون على حد تعبيره. وقال عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين في كلمة تلفزيونية يوم الجمعة "هذه الهدنة نحن فى الواقع ليس لنا امل كبير فى نجاحها نتيجة لتجربتنا مع الهدنة السابقة فاملنا هو ضعيف فى نجاح هذه الهدنة لان نجاحها مرهون بالتزام النظام السعودى والتزام مرتزقته بهذه الهدنة." وكانت الامم المتحدة اعلنت الخميس "هدنة انسانية غير مشروطة" في اليمن بدءا من منتصف ليل الجمعة السبت حتى نهاية شهر رمضان المرجحة في 17 يوليو. وقال المجلس في بيان أصدره بالاجماع إنه لا ينبغي لأي طرف استغلال الهدنة لنقل الأسلحة أو الاستيلاء على الاراضي. وتهدف هذه الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة أن تستمر أسبوعا لتوصيل المساعدات الإنسانية لنحو 21 مليون يمني بحاجة إليها. وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة أن كل أطراف الصراع في اليمن رحبت بإعلان الهدنة ودعت إلى تمديدها. وتقول منظمات الاغاثة إن الحصار المفروض على اليمن قد زاد الأزمة الانسانية التي يعاني منها هذا البلد سوءا بعد أشهر من القتال، بحيث بات أكثر من 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة بحاجة الى معونات. وتقول الأمم المتحدة إن قليلا جدا من المساعدات المالية التي وعد بها المانحون قد وصلت الى اليمن. وقد أدى القتال الى نزوح نحو مليون من السكان، وتقول منظمات الاغاثة إن شح الوقود يعقد عملية ايصال المواد الاغاثية الى مستحقيها. ويشن التحالف الذي تقوده السعودية غارات على جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران منذ أواخر مارس آذار سعيا لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة. وأدت الغارات الجوية والقتال إلى سقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل منذ ذلك الوقت. وقال سكان في المناطق التي تشهد قتالا عنيفا بين الحوثيين والميليشيات المحلية إن القتال البري والغارات الجوية التي تقودها السعودية على الحوثيين زادت في شتى أنحاء اليمن خلال الساعات السابقة لسريان الهدنة.