2015-10-10 

لإعدام جزاء عادل ـ 2

محمد الحمادي

في الخامس من ديسمبر الماضي كتبتُ مقالاً حول جريمة «شبح الريم»، بعد يومين من إلقاء القبض عليها، وقلت إنه إذا ما أثبت القضاء إدانتها فإن جزاءها العادل هو الإعدام، وذلك ليس لأنها فقط قتلت امرأة بريئة، ولا لأنها حاولت تفجير منزل رجل بريء، ولكن لأنها روَّعت بلداً بأكمله، وأدخلت الرعب في نفوس أفراد مجتمع آمن.. وهذه جريمة لا تغتفر. الآن عرف الإرهابيون، الدواعش منهم، وغيرهم، وبأفعال الرجال وليس الأقوال فقط، أن ليس هناك مكان للإرهاب والإرهابيين على أرض دولة الإمارات، وهذه رسالة أرسلتها الإمارات للجميع وأعدنا ترديدها كثيراً، لكن يبدو أن الإرهابيين مصرّون على أن يعلقوا رقابهم في حبال المشنقة، وهذا ما حدث بالأمس عندما تم تنفيذ حكم الإعدام في آلاء بدر التي اشتهرت بـ«شبح الريم»، بعد أن أدانتها المحكمة في جرائم قتل المعلمة الأميركية أبوليا بلازس طعناً بالسكين في أحد المراكز التجارية بجزيرة الريم في أبوظبي، ثم الشروع في قتل ساكن أجنبي بوضع قنبلة يدوية الصنع أمام باب شقته، بالإضافة إلى إدانتها بإنشاء وإدارة حساب إلكتروني باسم مستعار بقصد تجنيد وترويج أفكار إرهابية، وكذلك تقديم أموال لتنظيم إرهابي لاستخدامها في ارتكاب عمليات إرهابية. لقد أدينت «شبح الريم» بكل تلك الجرائم التي لا يمكن أن يكون الحكم عليها فيها بغير الإعدام، وهو الحكم العادل في حقها، ولرد الحق والاعتبار لمن اقترفت الجرائم في حقهم، وفي حق كل إنسان يعيش آمناً على أرض الإمارات. وبقدر ما جاء الخبر كالصاعقة على من جنّدها من الجماعات الإرهابية، ومن كانت هي على ارتباط بهم، بقدر ما كان الخبر محل ارتياح وقبول من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الذين شعروا بأن القضاء لا يتهاون مع من يعبث، أو يحاول العبث بأمن البلاد والعباد. ولم يكن هذا الحكم العادل والحازم غريباً على دولتنا، فمنذ أيام تصدرت الإمارات، وللعام الثاني على التوالي، الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نتائج التقرير السنوي لسيادة القانون ضمن مشروع العدالة الدولية.. فالقضاء يجب أن يكون رحيماً مع المظلوم وحازماً مع المجرم. تنفيذ الإعدام دون تأخير رسالة لمن يريد أن يفهمها، فنحن مطمئنون ومدركون أن هذا الوطن بأيدٍ أمينة وقيادة حكيمة، وأن هذا المجتمع له بعد الله من يحرسه ويسهر على أمنه ويحاسب ويحاكم من تسوّل له نفسه الاستهانة بأرواح البشر مهما كانت ديانتهم وجنسيتهم وجنسهم.. فشكراً لقضاء الإمارات الشجاع والنزيه. ولم يكن أحد يتمنى أن يعدم أحد من أبناء هذا الوطن، ولكن الجريمة كبيرة والوضع في المنطقة لا يحتمل تصرفات المغيبين والمغفلين، ولنا في حكم ديننا الحنيف التوجيه والنبراس «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون». سيعرف الإرهابيون بشكل أوضح أن هذا وطن السعادة، وطن حب الحياة وأرض التسامح والعمل والبناء، ولن يسمح هذا المجتمع الذي ذاق طعم المحبة أن يأتي إرهابي جاهل، أو إرهابية جاهلة تخلت عن أسرتها وأطفالها ووطنها ودينها من أجل إرهاب وسراب وقتل ودم... فليس فقط قضاء الإمارات، أو حكومتها ضد الإرهاب.. بل كل شعب الإمارات والمقيمين فيها يد واحدة ضد الإرهابيين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه