2015-10-10 

متى تنتهي العمليات الإرهابية في سيناء؟

من القاهرة، حسين وهبه

سلسلة من الهجمات الإرهابية تقع في سيناء المصرية، منذ عزل الرئيس المصري المنتخب والتي ازدات حدتها في الأول من يوليو الجاري، مما آثار العديد من الأسئلة داخل مصر وخارجها؛ عن طبيعة ما يحدث في سيناء بالضبط؟ وما مستقل شبة الجزيرة في ظل هذه الأوضاع. أكد خبراء مصريين متخصصين في العلوم السياسية، والعسكرية والأمنية، و في الإعلام.. أنّ ما يحدث في سيناء له علاقة مباشرة بالأوضاع السياسية في مصر محذرين الحكومة من استمرار عمليات القمع للحركات الإسلامية المعتدلة، ومحاولات استئصالها، مؤكدين أنّ ذلك يوفّر مناخاً مناسبًا لانتشار الأفكار المتطرّفة. وبحسب سويس انفو ربط الكاتب والمحلل السياسي، خالد أبو بكر، بين ما يحدث في سيناء، والصراع السياسي الدائر بين النظام الحاكم في مصر، وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، لافتًا إلى أنّ هناك علاقة مباشرة بين الأمرين. وأشار إلى التصريح الشهير للقيادي الإخواني محمد البلتاجي، والذي قال فيه للمشير عبدالفتاح السيسي، وقت أن كان وزيرًا للدفاع، إنه في الساعة التي يعود فيها مرسي للحكم، ستتوقف العمليات التي تستهدف الجيش في سيناء". وأوضح أبو بكر، مدير تحرير جريدة "الشروق"، لــ swissinfo.ch، أي طبيعة مسرح العمليات الذي تجري عليه الحرب مع الإرهابيين، معزول في الشق لشمالي الشرقي من سيناء. ونفى أبو بكر أنّ يكون لتلك العمليات أي تأثير للأحداث التي تقع في سيناء، على المشهد السياسي الداخلي، أو على حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، والمقرر تنظيمه في 6 أغسطس المقبل، قائلاً: لا تأثير لها، لأن هناك قوات مسلحة قادرة وقوية، ولأن الغالبية الكاسحة من الشعب تقف خلف جيشها، ضد هؤلاء المجرمين ، مطالبًا المصريين أن "يكونوا على قلب رجل واحد، ضد الإرهابيين والتكفيريين، وأن يعملوا ويكدوا لرفعة بلادهم، كلٌ في موقعه" وبدوره كشف الباحث منير أديب، المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، عن أنّ "أجهزة الأمن نجحت مؤخرًا في توجيه ضربة قاتلة لتنظيم ولاية سيناء، عبر الخدع العسكرية، راح ضحيتها 240 إرهابيًا، أغالبيتهم أمراء وقادة عسكريون، ومن ثم خسر تنظيم داعش قرابة 75% من قوته المنهكة أصلاً. وقال أديب: "إن القوات المسلحة نجحت في إيهام مقاتلي داعش أنهم نجحوا في السيطرة على الشيخ زويد، في اليوم التالي للذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، وهو ما جعلهم يتجمّعون ويحتفلون بالإنتصار المزيف، وهنا كانت الضربة التي قصمت ظهر التنظيم"؛ موضحًا أن "أجهزة الأمن تغير من استراتيجيتها العسكرية بين الحين والآخر، بما يتوافق مع إدراكها لطبيعة تفكير التنظيم، وما يُقدّم له من دعمٍ خارجي". وأكد أديب، مؤلف كتابيّ: "خريطة الجهاد المسلح في مصر"، و"الجماعات الإسلامية والعنف.. العودة إلى العمل المسلح أن "الدولة لا تستهدف مجرد التصدي لتنظيم داعش، وإنما تريد اجتثاثه تمامًا من البيئة المصرية، والمنطقة العربية بأسرها". أوضح خبير الإرهاب الدولي، أن مصر صاحبة المقترح الخاص بإنشاء قوة عربية مشتركة، وعند إقرار هذه القوة سيكون هناك تنسيق على أعلى مستوى، سيعجل بدحر الإرهاب واختفائه تمامًا من المنطقة؛ مرجحًا أن تكون المواجهة "عبر مستويات عدة، في مقدمتها المواجهة العسكرية، من دون أن نغفل أهمية المواجهة الفكرية، كطريق للعلاج على المدى البعيد، مع تقديم الخطاب الديني المعتدل"، حسب رأيه. وحذر الكاتب والمحلل السياسي أحمد طه، من القمع السلطوي للحركات الإسلامية المعتدلة، ومحاولات استئصالها، أوإغلاق أبواب المشاركة السياسية في وجه التيارات المعتدلة مؤكدًا أنّ ذلك يصب في صالح الحركات المتطرّفة العنيفة، و يوفّر مناخاً مناسبًا لانتشار الأفكار المتطرّفة. وقال طه لوكالة الأنباء السويسرية إن مواجهة ما تشهده سيناء من تمدد للجماعات الإرهابية، يحتاج إلى تحقيق قدر من الإصطفاف الوطني، من أجل التصدي لخطر الإرهاب، وهو غير متوافر حاليًا في مصر؛ بسبب الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، والتي تزداد تعقيداً من حين لآخر وأضاف أن العمليات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في سيناء، سيكون لها أثرٌ واضح في حدوث المزيد من الإحتقان السياسي، عبر فرض المزيد من القيود، والتضييق الأمني على المشهد السياسي؛ مستدلاً بأنه "بالرغم من التدابير والإجراءات التي اتخذتها السلطة، من أجل مواجهة الإرهاب في سيناء، إلا أن العمليات الإرهابية تزداد كماً ونوعاً. ودعا أحمد طه الحكومة إلى مراجعة شاملة للسياسات المتبعة، وبلورة استراتيجية شاملة؛ تزاوج بين الحلول الأمنية، واعتماد حلول اقتصادية في سيناء، ذات أسس تنموية، إلى جانب رفع المظالم الاجتماعية عن أهالي سيناء، بعيداً عن الحلول الأمنية الشديدة الخشونة، مثل التهجير، وسياسة العقاب الجماعي، التي من شأنها توسيع الحاضنة الشعبية، والوعاء التجنيدي، للجماعات الإرهابية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه